// مفيد مهنا
على خلفية اعلان الرئيس الامريكي ترامب عن القدس عاصمة لدولة اسرائيل، قلت لـِ “دولة” حرمنا المصون أن في نيتي الاعلان عن مدينة تل ابيب عاصمة لبلدنا، فالمستر ترامب ليس مهما اكثر مني، وانا عمي ـ فندي ـ كان مختارا، ومن حقي ان اخرج بمثل هذا القرار وكون بلدنا موجودة قبل قيام اسرائيل بحوالي ألف سنة.. لكن ام الاولاد سخرت مني قائلة: “من قلّة الزلام سمو الديك ابو علي”، فقلت لها، وانتِ الصادقة سموه “ابو قاسم”.. وقمت بدعوة الكونغرس، عفوا اهل البلد لاجتماع عاجل والقيت خطاب الاعلان كون تل ابيب نحن الاولى بها لتكون عاصمة لبلدنا، ثم سألت الست الهانم عن مدى تأثير وقبول خطابي فقالت لي، ان الجمهور انقسم الى فئتين، ليس بين مؤيد ومعارض، وانما كان قسما يسب على امك والقسم الثاني على ابوك!
فهمست لنفسي صحيح ان “الواحد نقمته من بدنه” و”لو طايل كواعي لأقرقطها”، كون خالتي ضحكت على امي وجروني الى زواج مبكّر وضحّوا بمستقبلي كما يجرون خروف العيد ويضحون به، ليس فقط كون (العروس) “الزعلان أكثر من الراضي” في طلب يدها وممكن ان تطير من يدي، وخاصة وراها قرشين نظاف” وورثة مدهنة كونها وحيدة اهلها. الا ان سلفتها ـ زوجة اخي ـ كنت احسها من تحت لتحت، تغمز نحوي بالقول: “يا ماخذ القرد على ماله، المال بروح وبظَلْ القرد على حاله” وحكومة بيتنا هي الاخرى بتفهم “عَ الطاير” لم تترك مناسبة الا وتذكّر ان سلفتها محسودة منها فهي حلوة وصغيرة وسلفتها مبينه عجوز وزي القرقيعة.
لم يتوقف الامر عند السجال بين السلفات، بل ما زاد الطين بلّه المثل القائل: “زوّج الولد بجيه ولد”، قولوا بجيه “عُرّ أولاد”.. والمصيبة ورثوا عن أمهم “خمسة بعيون الحساد”، الجخّة وارتفاعًا في كولسترول التعصب الديني وو.. وقسّموا البيت الواحد الى اثنين، وكثيرا ما ووقعت بينهم وبين أمهم، كالكامخ بين الشاطر والمشطور، وضعت عليه اسرائيل، عفوا، اقصد خالتي ـ أي حماتي ـ “كيتشوب” ليطيب أكله!
لكن قلت لأم الاولاد، بتعرفي يا حرمة انا مش متراجع عن اعلان تل ابيب عاصمة لبلدنا قبل ان يتراجع ترامب عن قراره، وبدي اقترح على اصحاب الشأن، ان يعلقوا، على قرار اعلان القدس عاصمة لإسرائيل، فردة صرماي عتيقة، حذوًا بالعديد من اصحاب السيارات الجديدة الذين يقومون بهذه المهمة لإبعاد الحسد وردّ العين.
المهم يا جماعة، عندما رويت، صباحا، للست الهانم هذا المنام (الحلم) اسرعت الى القول: ” يخزي العين عنك، حسيتك مغوطن بالنوم ومكشّف والدنيا برد و…”.
(البقيعة)