لم يحصل لي شرف التّعرف على السيدة ناريمان التميمي ولا على ابنتها الشّابة (16) عامًا عهد، ولا على السيدة نور التميمي، ولا على السيد بسّام التميمي زوج ناريمان ووالد عهد، الذي كتب في جريدة “هآرتس ” العبرية موضحًا ومنافحًا عن ابنته، وكأنه يقول كما قال الصحفي الانساني “جدعون ليفي ” في هآرتس ” أيضًا، بمعنى أنظروا في المرآة ماذا لو كانت ابنتكم؟ ماذا كنتم ستفعلون؟ مخاطبا الجمهور العبري من قراء صحيفة “هآرتس”.
عهد التميمي منذ ميلادها موجودة – كما كل أهلنا في المناطق المحتلة – في سجن واسع هو سجن الاحتلال، ولذلك لن يكون السجن الذي فرضته محكمة الاحتلال غريبا عليها ولن يفت في ساعدها ولا بساعد والد تها التي كل ذنبها أنها صورت ما يحدث لابنتها وبثته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
البطلات الثلاث من بلدة “عزلاء” وتكاد تكون منسية، هي بلدة النبي صالح التي تبعد (20) كيلو مترا شمال غرب رام الله، وتقع على تل ارتفاعه (580)مترًا عن سطح البحر، بلغ عدد سكانها (534 نسمة فقط ) سنة 2007م، بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في عدوان الخامس من حزيران 1967م، أقام الاحتلال على أراضي هذه البلدة الهادئة المسالمة مستعمرة ومستوطنة “حلميش – Halamish” .
إن ناريمان ونور وعهد منحن المزيد من النور لبلدتهن، وأعطين درسًا كفاحيّا بقدرة اليد أن تقاوم المخرز، وبقدرة المرأة الفلسطينية العزلاء إلا من الايمان بقدرة الشعب وطاقاته على مقاومة الظلم ومقاومة الاحتلال، وبأن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، لأن الأجيال لا تنسى الموبقات التي يقوم بها الاحتلال، ولا تنسى مصادرة الأرض، ولا تنسى، أن الشعوب إذا هبت ستنتصر.
تحية للنموذج الانساني المقاوم للمرأة الفلسطينية، تحية لناريمان ونور وعهد، ونطالب بإطلاق سراحهن فورًا، وعهد يا عهد أن نبقى على العهد من المهد إلى اللحد.
(إبن الخطّاف)