وصف النائب د.جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة، مشروع توسيع كسارة “أوشرات”، الواقعة بالقرب قرية جعتون، بأنه كارثة بيئية لكل منطقة الجليل الغربي، ويمس مباشرة عدد كبير من البلدات اغلبها عربية، ومنها كفرياسيف وأبوسنان وجديدة المكر والمزرعة وجولس ويركا ومعليا وترشيحا والشيخ دنون ويانوح جت وغيرها. ودعا زحالقة الى وقف المشروع فورًا مشيرًا إلى أن الوضع الحالي للكسارة يسبب مخاطر كبيرة للبيئة والصحة، حتى بلا التوسيع المقترح، وطالب وزارتي الصحة والبيئة بفرض معايير مشددة لكبح الآثار السلبية التي تسببها الكسارة في وضعها الحالي.
جاء ذلك خلال جلسة بحث مستعجل بمبادرة زحالقة طرحت خلالها مشروع توسيع كسّارة “أوشرات” ومعارضة سكّان المنطقة له، لما يحمله من أضرار للبيئة والصحة والمواصلات والمنظر الطبيعي. افتتح زحالقة الجلسة بالتأكيد على ضرورة التصدي لهذا المشروع، الذي يزيد الطين بلّة، حيث تدل الأبحاث على أن تطبيق مخططات الكسارات “تاما 14″، سيجعل 70% من البلدات العربية تحت تأثير ضرر الكسارات. وتساءل زحالقة: “كيف يمكن المضي في مشروع تصفه وزارة البيئة بأنه ضار للبيئة وتؤكد وزارة الصحة بأنه كارثي للصحة”.
وقال النائب دوف حنين بأنه يجري تمرير المشروع بشكل تعسّفي دون الاخذ بعين الاعتبار الأضرار البيئية والصحية، ومن خلال لجنة التخطيط القطرية، التي لا يستطيع المواطنون تقديم الاعتراضات لها كما هو الحال مع لجان التخطيط اللوائية. وأضاف: “لقد عيّنوا محققًا للاستماع للناس واستطلاع المواقف، وهو مات قبل ان يعرض تقريره، والمخطط جار بتجاهل ما جاء فيه. الآن هناك حاجة ماسة لمحقق جديد ويجب تجميد المشروع حتى يكون تحقيق ملائم”.
ونوّه النائب مسعود غنايم إلى أنّه “حتى الكسارات الصغيرة لها اضرار كبيرة، فما بالك بالكسارات الكبيرة القريبة من البيوت السكنية. عند توسيع أي كسارة يجب اخذ الصحة بعين الاعتبار قبل الربح والمال.” وزاد “انضم الى مطلب تجميد المشروع حتى يتم ضمان المحافظة على الصحة والبيئة.”
وأشار ممثل لجنة معارضة توسيع الكسارة إلى أن المساحة الحالية لها هي 500 دونم والمخطط الجديد يشمل 4562 دونم، أي توسيع بحوالي 9 أضعاف. واستعرض الأبحاث التي قامت بها اللجنة بإشراف محاضرين من التخنيون وجامعة حيفا، والتي تشير كلها إلى كارثة بيئية وصحية تحل بالمنطقة إذا جرى توسيع الكسارة.
وقالت ممثلة وزارة الصحة بأن موقف وزارتها لا يؤخذ بعين الاعتبار حيث “لا يسمعونا ولا يصغوا لنا”. وعرضت خلاصة بحث أجرته الوزارة حول اضرار كسارة طرعان، حيث ثبت بأن نسبة الذين يدخول المستشفى من طرعان بسبب مرض الربو “أستما” اعلى بكثير مما هو الحال في بلدات أخرى.
من جهته كشف المدير العام السابق لوزارة البيئة في منطقة الجليل، حاييم شنهار، بأن الأضرار البيئية والصحية على طول شارع 70 هي كارثية، حيث تسبب الشاحنات التي تخرج من الكسارة إلى أزمات سير وبث غازات عادمة سامة بين البيوت المحيطة في الشارع، حيث تبلغ نسبتها الى مستويات اعلى بكثير من النسب المسموح بها، مما يعرض صحة وحياة الناس للخطر، خاصة وأن الأضرار تتراكم خلال عشرات السنين.
وفي نهاية الجلسة قررت لجنة الداخلية القيام بجولة ميدانية للمنطقة، وأوصت بتجميد المشروع إلى حين ضمان حلول تضمن سلامة البيئة وصحة الناس.