نص الرسالة التي أرسلها الكاتب هادي زاهر لوزير التعليم

1

 زور وبهتان

 

حضرة السيد “نفتالي بنت” وزير المعارف المحترم

الموضوع: تزييف الحقائق في المدارس الدرزية

سيدي الوزير، اكتب لك موضحًا حقيقة الامر في المدارس الدرزية، والتي يجري فيها تزييف للحقائق بشكل مريب.. اكتب لك بصفتي مواكبًا للعملية التربوية وذلك لأني انخرط في هذه العملية ضمن لجان الآباء في المدارس، الابتدائية، الاعدادية والثانوية، وبصفتي كنت عضوًا في المجلس البلدي زمن بلدية الكرمل عندما وحدت الحكومة  قريتي عسفيا ودالية الكرمل ضمن مجلس بلدي واحد، وقد كنت هناك عضوًا في عدة لجان، منها لجنة الثقافة، إضافة إلى عملي الصحفي ومواكبتي للأحداث التي عبرت عنها من خلال زاوية أسبوعية منذ أكثر من ربع قرن، من هنا استطيع أن اتحدث من خلال تجربة طويلة، لقد جرى منذ زمن تزييف الحقائق من خلال احتفالات تصور الوضع بشكل وردي، منها مثلًا أن منحت وزيرة معارف سابقة هي ” البروفيسور “يولي تمير” المدرسة الثانوية عندنا وسام افضل مدرسة ثانوية في إسرائيل؟!! وقد اعترضت على هذا العطاء وكتبت في زاويتي الأسبوعية مبينًا أسباب اعتراضي على هذه المسرحية، اقامت آنذاك البلدية احتفالًا في منتزه “سميراميس” في مدينة شفاعمرو على (شرف) هذا العطاء الذي جاء كتغطية على الفشل في المدارس الدرزية. هذا الفشل الذي كان قد عبّر عنه البروفيسور ” امتسيا برعام” في يوم دراسي جرى يوم 23 – 1  – 2002 في جامعة حيفا حيث قال:

“ان الطلاب يأتون إلى الجامعة من مختلف الطوائف ويجرون امتحانات الدخول، وتكون النتيجة بان الطلاب اليهود والمسلمين والمسيحيين ينجحون في حين ان الطالب الدرزي يسقط” كان هذا قديما.

وماذا تغير من يومها؟

لقد أجرى معهد ” ستات نت ” في بداية هذا العام 2017 دراسة تم بموجبها الاستنتاج بان 70% من الطلاب الدروز غير مؤهلين للدخول إلى المعاهد العليا، وإذا كانت نسبة النجاح الطلاب في دالية الكرمل في الامتحانات ” البجروت” حوالي ال 50%-  و 70% منهم غير مؤهلين للدخول للمعاهد العليا، فماذا تكون النتيجة؟ اترك لكم إجراء العملية الحسابية.

حضرة الوزير، إن كل التقارير التي تصلكم مزيفة، هذا إذا كانت هناك تقارير اساسًا وتجدون الوقت الكافي للاطلاع عليها، أقول وأتحدى، إن ما يجري هو انه عندما يحضر أحد المفتشين يقوم المدير باستدعاء أحد الطلاب المبدعين ليلقي محاضرة أمام المفتش وهكذا يتم الانطباع بان المدرسة ناجحة، وقد لا تمر هذه اللعبة على المفتش ولكنه يغض الطرف ويذهب إلى غرفة الإدارة لاحتساء فنجان من القهوة، وكتابة التقرير الذي سيوهم بواسطته من هم فوقه، بان المدرسة ناجحة نجاحًا منقطع النظير تحت اشرافه!.

حضرة الوزير، يجب امتحان كل الطلاب بشكل شخصي وميداني مباشر ومفاجيء، ففي اللغة الإنجليزية مثلا، الكثير من الطلاب

في المرحلة الإعدادية لا يعرفون الاحرف باللغة الإنجليزية، خاصة عندما يتكوّن الحرف باللغة الإنجليزية من حرفين مثلًا: (sh) تلفظ (ش) بالعربية وكذلك (ש) بالعبرية.

اما في المرحلة الثانوية سأكشف لك سرًا، الكثير من الطلاب الثانويين يحصلون على علامة 80% وما فوق، ولا يستطيعون تكوين جملة مفيدة باللغة الانجليزية، وهكذا تكون النتيجة مزيفة حتى النخاع، اعتقد بانك توافقني بان الطالب في نهاية دراسته الثانوية يجب أن يعرف عملية اجراء محادثة باللغة الإنجليزية، اما ان لا يستطيع تكوين جملة مفيدة فهذه مأساة. مدير مدرسة ثانوية قال إن الشركة التي تُستدعي لمراقبة سير الأمور اثناء اجراء امتحانات “البجروت” تكون مضطرة إلى التساهل في عملية التنقيل كي تضمن استدعاءها في السنة القادمة!! من هنا ادعو، إذا كان ذلك صحيحًا، إلى تغيير هذا النهج، كما ادعو إلى انتهاج نفس السياسة التربوية التي تنتهج في البلاد وعدم استثناء المدارس الدرزية باي أسلوب او برنامج خاص كي نلحق بالركب.

تصور حضرتك النتيجة، حوالي 50 % نجاح بعد السماح للمعلمين بالدخول لمساعدة الطلاب على حل الأسئلة.. و70% منهم غير مؤهلين للدخول إلى المعاهد العليا.. اكرر حتى نستوعب هذه المأساة التي ما بعدها مأساة.

حضرة الوزير المحترم، منذ نعومة أظفاري وأنا اسمع عن أنه تجري في وسطنا – ثورة – في عملية التربية والتعليم، يا سلام…. كل مرشح لرئاسة السلطة المحلية يزعم بأنه سيضع على رأس سلم الأولويات موضوع التربية والتعليم، والحقيقة هي معاكسة تمامًا لما يزعمون، حيث أن هناك رؤساء يدمرون التعليم بواسطة فصل معلمين مؤهلين وتوظيف أقربائهم وهم أقل كفاءة من المقالين، صحيح بانه ظهر في الفترة الأخيرة وكأن هناك تقدمًا ما ولكن هذا التقدم تقدمًا شكليًا ليس إلا، ذلك لان هذا النجاح مع عدد وحدات قليلة.

حضرة الوزير المحترم أدرك مدى غيرتك ومحبتك لان يحلق الطلاب عاليًا، ومن هنا فاني اطلب منك ان تدرس المعطيات الصلبة التي ذكرتها، ميدانيا كما اشرت وعدم الاكتفاء بمعاينة نموذج تختاره الإدارة لحرف النظر عن المأساة التي تجري في مدارسنا كما جرت العادة حتى الان.

باحترام هادي زاهر

قرية عسفيا

 2017- 11 – 29

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .