رافق اجتماع وكلاء الحركة الصهيونية في العالم العربي، من حيث يدرون أو لا يدرون، والذين يطلق عليهم زورا وبهتانًا، وزراء الخارجية العرب (مع بعض الاستثناءات القليلة للأسف) تصريحات عديدة حول إيران وحزب الله.
صاحبة المال المملكة السعودية طوعت هؤلاء وفقًا لأهدافها وقال وزير خارجيتها “عادل جبير” الذي لا يحمل اسمه، البعيد كل البعد عن العدالة: “إن الرياض لن تقف مكتوفة الأيادي وإننا مطالبون اليوم بالتصدي لسياسات إيران حفاظاً على أمننا القومي وإن إيران أسست عملاء لها في المنطقة مثل ميليشيات الحوثي وحزب الله، وضربت عرض الحائط بكافة المبادئ الدولية، وأن صواريخ الإيرانيين لم تحترم المقدسات الإسلامية في مكة” وغنّى (وزراء
الخارجية الدول العربية) وفقًا لإيقاع موسيقى الجبير النشازية.
وكانت السعودية قد قدمت رسالة إلى الأمم المتحدة قبيل عقد جلسة مغلقة في مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في اليمن، دعت فيها المنظمة الأممية إلى اتخاذ إجراءات مناسبة “لايقاف النظام الإيراني المسؤول عن العديد من الأعمال التخريبية التي تؤثر على الأمن في المنطقة، عبر دعم طهران للأعمال التخريبية وللإرهاب الذي يهدد أمن المملكة والمنطقة والعالم، ونشر الفوضى خاصة في سوريا ولبنان، وان تدخل إيران أدى إلى كوارث إنسانية وعقّد الحلول السياسية للصراع في اليمن”.
هذا هو منطقها اللولبي الذي يلتف دائما باستداريات عجيبة تهربًا من الحقائق المجردة، عيبت على ايران دعمها لحزب الله في سوريا واليمن. لا نستطيع هنا إلا ان نتذكر أغنية “جوليا بطرس” “خط العدالة مايل” والحقيقة أن هذا الخط مقلوب رأسا على عقب، ولو أردنا أن نفند كل ما أحاط بهذه “الخمة” لاستغرق الامر وقتًا طويلا، ولكن تعالوا لنناقش هذه الرزمة من التصريحات، اولا بأول، إن تصريح جبير من أن الرياض لن تقف مكتوفة الأيدي يعبر عن ضعف وليس عن قوة، بل هو يكاد يفعلها؟!! خشية من قوة إيران المتصاعدة لذلك فهو يحشد كل الجبناء والطامعين بالمال حوله، وقد استطاعت “المهلكة” السعودية أن تطوع بأموالها في هذا الزمن حتى الأمين العام السابق للأمم المتحدة” “بان كي مون” حين قال: “إني مضطر لإخراج السعودية من القائمة السوداء التي تشير إلى الدول التي اجرمت بحق الأطفال، بسبب ما تدفعه من أموال للمنظمة الدولية، وهذا أصعب قرار اتخذته في حياتي”.
وحول الطلب من مجلس الأمن لإصدار قرار يدين إيران، نقول له: ألم يكن أولى بك أن تطالب من هذا مجلس أن يلتزم بقراراته حول انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة في سوريا ولبنان وفلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية، او حتى في الحد الأدنى ان تعمل حسب مبادرة بلادك لتحقيق السلام؟! إن مجلس الامن وان أصدر قرارًا فسيكون هذا القرار مثل الذي على البلاط؟!! ثم ان هذا التصريح اعتراف مباشر من قبل الأمم المتحدة بان “المهلكة” السعودية تجرم بحق الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ، وقد هاجمت وحلفاءها العرب الذين يشغلون بواسطة جهاز التحكم من بعيد، حتى المشافي والمدارس ومجالس العزاء في اليمن، بعد أن انتهت من بنك الأهداف الذي حددته، اقترفت جرائم إبادة في الوقت الذي تتحدث فيه عن القيم الإنسانية، وهكذا فحاميها حراميها.
وحول دعمها للحوثيين نقول، إن واجب كل القوى الخيرة في العالم أن تعمل على وقف العدوان الغاشم “للمهلكة” على أهلنا الفقراء في اليمن.
اما عن دعمها لحزب الله فيبدو انه عز على “المهلكة” أن يقهر هذا الحزب حليفها السري قبل قيام دولة الاحتلال وبعده، والذي تحول إلى حليف علني!!
إن هذا الحزب أرغم المحتلين، المختلين اخلاقيًا على الهروب من لبنان، ثم من الذي ينشر الفوضى؟ من الذي صنع داعش وجبهة النصرة وغيرهما من تنظيمات إرهابية؟ من الذي يدفع أجرة معالجة جرحى التنظيمات الارهابية في المستشفيات الإسرائيلية؟ من الذي مولها ورعاها؟ ألستم أنتم وإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية الاستعمارية؟ وهنا نقول: انقلب السحر على الساحر. ليس تشفيا، لان من يدفع الثمن لاحقًا عادة هم
الأبرياء، بعد أن أضحت هذه التنظيمات الإرهابية تقوم بأعمال عدوانية على شعوب هذه الدول التي تدفع ثمن جرائم حكامها.
حول الصواريخ التي تصنعها إيران نقول ان ما يحق لزيد يحق لعمرو وكنا نفضل ان يعم السلام العادل العالم كله ويتوقف صنع الأسلحة كافة، لتنعم شعوب الأرض بهذه الأموال التي تستنزف الطاقة البشرية، ولكن من المفروض على الدول أن تتقدم في كافة الاتجاهات ومن ضمنها الآلات التي تحمي وجودها، خاصة عندما تحاصر وتعلن النوايا السيئة حول إمكانية الاعتداء عليها، لقد
طورت إيران نفسها، فلماذا لم تفعل ذلك السعودية علما بان مدخولها اليومي من النفط وحده مليار دولار، إن التكنولوجيا اليوم في متناول اليد ويمكن للسعودية أن تتقدم بشعبها بدلا من الفساد والسرقة والغناء الفاحش للأمراء الذي يأتي ثراؤهم على حساب الفقراء من عامة الشعب هناك، نحن ندرك بان هذه “المهلكة” المتخلفة، التي تفتقد إلى شرعية وجودها، على استعداد أن تهلك
شعبها وشعوب المنطقة من أجل البقاء على العرش.
ثم حول أمننا القومي، واحترام مقدساتنا فمن الذي يعتدي على امننا القومي وعلى مقدساتنا.. اسم الله عليك، اين انت من هذه المقدسات والاعتداء اليومي عليها من قبل المستوطنين الصهاينة وحماتهم، أين انت من الحرم الابراهيمي.. اين أنت من المسجد الأقصى ومن كنيسة القيامة؟!! هل تملك يا ترى آذانا تسمع وعيونا ترى؟ ام أن رأس المال حجب عن اعينك النور وابطرك و”كثرة البطرنة اذهبت الفطنة” واعمت بصيرتك.