رغم الذي حدث ويحدث في هذا الزمن الرديء من مؤامرات على شرقنا الحبيب ، وسعي المغرضين إلى تفكيكه وانقساماته، وزرع الفتنة والكراهية بين شرائحه ، رغم الذي يحدث من كل سوء وتجهيل وطمس العروبة ومعالم العربية بآدابها وفنونها وتاريخها … وإيقاعها في ليل غامض لا يُرى به مستقبلٌ لإبداع متحضر وراقي يتمشّى مع العصر بقينا وبقي الحرف الصادق بذرةً تنمو وتكبر في وجدان الصادقين المبدعين ، رغم كَمّ الأفواه. والتخلف والرجعية، ستنمو هذه البذرة وتزهر وتثمر الحب والوحدة والسعي نحو شرقٍ واحدٍ ومشرق
رغم الذي يحدث، ما زال في هذا العالم نواة للحبّ والعقل المفكر والقلب الناصع بزوايا هذا العالم المعتم والمنتفض …
لا بد أن ينتفض الحرف وينتفض الفن ثورةً وتعبئةً جماهرية من أجل الإنسان والإنسانية فالشعوب يوحدها الفن والأدب وتمضي بطريق حضارتها وتبني مستقبلًا لأجيالها مزهرًا بالمحبة والسلام
قد تتقهقر الجيوش وسلاح يبيد سلاحًا آخر وهناك المنتصر والمهزوم لكن الشعوب التي تحارب من اجل السلام والعدالة والحق لن ولا تتقهقر ولن تتلاشى ثقافاتها
كم حلمنا وكم تُقنا لأدب يجمعنا نحن الشرقيين تحت سقف المحبة والبوصلة الواحدة ، لأدب يسير باتجاه يدلّنا الى هدف سامي ويرقى لمستوى الأمم ويحمل همومنا وسرورنا وأحزاننا ويخدم قضايانا وعلى رأسها قضية فلسطين أمّ القضايا
… حلمنا بألف حلم عربي
حلمنا حلمنا وكم كان سروري عندما تابعت عبر شبكات التواصل والتلفزة والإعلام بشكل عام أخبار مؤسسة سيدة الأرض ومديرها التنفيذي الدكتور الأستاذ المعطاء كمال الحسيني وعن انجازاته وانجازات سيدة الأرض عبر هذا الإنسان المبجّل بكل المجالات الأدبية والثقافية الوطنية على جميع الأصعدة على امتداد حدود هذا الشرق الحبيب
كثرت الانجازات وتوّجت بعمل إبداعي ثقافيّ فنّي وطنيّ من الدرجة الأولى ذاك الأوبريت الشعري الغنائي الوطني العربيّ والذي كتب كلماته الشاعر الكبير سامي مهنا رئيس الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين عرب 48 والذي سينطلق صرخة غنائية من حناجر مجموعة من ارقى مطربي العالم العربي ومن الحان الملحن الكبير الأستاذ صلاح الشرنوبي هذا الملحن والمطرب الذي تتناهى بموسيقاه وألحانه الشرقية كل معاني وإحساسات وطننا العربي
هذا الاوبريت تكتمل فيه الصورة التي نتمناها ونتوق إليها والكلمة الراقية والملتزمة والخارجة من الصميم ومن نبض شاعر صادق لتشمل كل هذا الشرق الجريح وفلسطين الشريدة
لقد أبدع شاعرنا سامي مهنا بكلمات هذا الاوبريت ( طبعًا أقول هذا بعد قراءتي لهذه الملحمة الغنائية )
عمل رائع يحاكي الروح والضمير بكل عربي يهفو لشرق جميل وإنساني في زمن يكثر فيه أعداء الشرق ،، يخال المتلقّي بان هذه الكلمات كانت تنقصه منذ أزمان
اوبريت يجمع كل احلامنا في نفس واحدة وروح واحدة وكأنّ العالم العربي كله بين يدينا يبكي ويبسم نلمسه ونحضنه ويحضننا وكل بعيد فيه قريب إلينا
نعم .. لقد هرمنا .. نعم نحن بانتظار هذا الانجاز العظيم
نشد على أياديكم جميعًا يا من تجتهدون لكي تعطوا من روحكم لفلسطين وكل عالمنا العربي والإنسان ،، نضالًا بفنكم وأدبكم وثقافاتكم
نشد على أياديكم مؤسسة سيدة الأرض ومديرها الدكتور كمال الحسيني، الملحن الكبير صلاح الشرنوبي، الشاعر الكبير سامي مهنا، الفنانين العرب مطربين الكبار المبدعين وكل من ساهم وسيساهم بفنه وبمجالاته بهذا العمل الوطني الكبير
لكم ألف ألف تحية وكل محبة وتقدير
ملاحظة: أوبيريت “شمس العروبة” يتحدث عن الألم والأمل العربي، يشارك فيه أكثر من 20 مطربٍ ومطربة من نجوم الغناء في العالم العربي، كلمات الشاعر الفلسطيني سامي مهنا، وألحان الموسيقار المصري صلاح الشرنوبي، وإنتاج مؤسسة سيدة الأرض، وسيعرض أول مرة في شهر ديسمبر القادم في رام الله.