بعد مقتل الشرطيين الدرزيين في مسجد الأقصى المبارك على يد ثلاثة شباب من مدينه ام الفحم، وتعين مدير درزي في كفر قرع ظهر الجدال من جديد حول خدمه الدروز الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، الشارع العربي وبالأخص الاسلامي السني بأغلبيته هب مثل النار في الهشيم، وكما هو متوقع نعت الدروز كما العادة بالخون وبالكفار وذهب الى ابعد من هذا بكثير…. من الاوصاف التي تعودنا عليها سنين طوال والتي تدل على الحقد والكراهية ، تفتقر لأي حس انساني ،هذا الشارع هاجم قسم من القيادة العربية التي تجرأت واستنكرت الحادث وقدمت واجب العزاء في القرى العربية الدرزية حرفيش والمغار ، وقسم آخر من القيادة وهم الأكثر لم يستنكر ولم ينطق ببنت شفه خوفا من يوم الحساب (الانتخابات) وأيضا لم يستنكر الردود المعادية للعرب الدروز ، بعد هذه الهجمة كان لا بد من توضيح عده محطات تاريخيه موثقه سوداء في سجل قسم من أبناء هذه الشريحة، وأيضا تسليط الضوء على ما يحدث في ايامنا حيث أصبحت ظاهره التجنيد الفردية في الجيش الإسرائيلي ظاهره علنيه في مدنهم وقراهم لا يجرؤا على انتقادهم، يحاولون التقليل من أهميتها وحصرها بعده افراد!، قمت ببحث بسيط مستندا الى كتاب موثق يسرد احداث سنه 1948 وما بعدها ، وعده تقارير ومقالات تناولت قضيه التجنيد الاجباري للدروز الطوعي عند باقي العرب ، بدو ،مسيحيين ، وسنه.
قانون الخدمة الإجبارية الذي فرض على الدروز سنه 1956 بمساعده 13 مختارا اغلبيتهم من العملاء الذين عينتهم الحكومة آن ذاك في قرانا، بينما عارضه الالاف منا ،قاموا بكتابه عريضة تنص على رفض الخدمة الإلزامية ، وقع عليها اكثر من 3000 شخص ،ويذكر ان عدد الدروز حينها كان ما يقارب ال 13000 نسمه فقط ، لكن حكام الدولة لم يعيروا أي اهتمام لهذه التواقيع، منذ ذلك الحين حتى اليوم ما زالت هناك شريحة تعارض التجنيد الاجباري لأسباب قوميه ، منهم من خدم مكرها ومنهم من سجن واجبر ان يخدم ومنهم من رفض وسجن لفترات طويله وخرج مع شهادة (مجنون) لكي يعاني بقية حياته ويكون عبره للأخرين ومنهم من التجأ الى الدين كون الشباب المتدينين معفيين من الخدمة ، هذا القانون قوبل بالرفض الشبه عام ،قاومه الدروز اكثر من سنتين (كتاب العرب الجيدون لهليل كوهن)، لكن كان هناك قرار صارم لدى الحكومة بتطبيق القانون على الأقلية العربية الدرزية لهذا مارست كل أنواع الترهيب ضدنا من سجن وملاحقات ومضايقات واحيانا منع الفلاحين من وصول الى أراضيهم الا بتصاريح، بعد كل تلك الأساليب استطاعت تطبق القانون .
يذكر الكاتب هليل كوهين في الفصل السادس ص 151″ قررت اجهزه الامن القضاء على مقاومه التجنيد بالطرق المعروفة أي الترغيب واستعمال القوة والترهيب “، ويضيف بالصفحة نفسها ” أرسل مكتب التجنيد الى الشرطة قائمه تمثل قطاعا من الرافضين للتجنيد فقامت الشرطة باعتقالهم وفتحت لهم ملفات جنائية ولم تطلق سراحهم حتى الا بعد ان أعلنوا عن مواقفهم على الالتحاق بالجيش الإسرائيلي” ويتابع الكاتب في الفصل ذاته ص160 “في السنوات الخمسين التي أعقبت قيام الدولة تم مصادره ما يقرب من ثلاثين الف دونم من أراضي الدروز في الجليل مصدر رزقهم الوحيد آنذاك مما سبب لهم ضررا كبيرا. لم تشفع لهم خدمتهم في الجيش الإسرائيلي لاستعاده أراضيهم، نتيجة لذلك كان عليهم ان يكسبوا قوتهم بالتوجه الى العمل في الجيش والشرطة وخدمه السجون وشرطه الحدود، بدا وكأن الدولة قد اصابت عصفورين بحجر واحد: استولت على أراضي الدروز فاضطروا للخدمة في اجهزه الامن”.
مع كل هذه المعاناة لم يجرؤ أحد من أبناء شعبنا ان يمد يد العون لنا، هو جبن، تخاذل، كره لا اعلم ويمكن ان كل تلك الأسباب جميعها صحيحه، والانكى من ذلك بعد هذه المعاناة اتهمونا بالخيانة! في سنه 1948 كانت القرى والمدن العربية تسقط الواحدة تلو الأخرى تستسلم وترفع الاعلام البيضاء، كانت يانوح القرية الدرزية تنزف دما وتخوض معركة ضد الحركات اليهودية في الشمال، وفرقه درزيه من جيش الإنقاذ تخوض حربا اخرى مع الهاغانا في الهوشة والكساير، اما قرى من وادي عاره الإسلامية ومناطق أخرى كانت ترحب بالحركات الصهيونية ولم تخرج منها رصاصه واحده…. !!! وقرى أخرى كانت تتوق ان تحتلها اسرائيل.
كتب هليل كوهين في كتابه العرب الصالحون ص 16 “كانت تقارير ضباط الجيش تشير بأن عقب ضم المثلث الى إسرائيل كان معظم سكان كفر قاسم في الجنوب الى ام الفحم وقراها في الشمال وقد تجاوز عددهم ال 30000 يشعرون بالارتياح او حتى بالسرور” ويتابع في ص 17″ استقبل ممثلو الحكومة في جميع القرى بحفاوة كبيره بين المواطنين الذين أبدوا ولائهم لحكومة إسرائيل” ماذا يعني ذلك؟
المؤسف ان أبناء جلدتنا المعفيين من الخدمة العسكرية دوما تطوعوا لكن تحت غطاء المتكلمين بالعربية أي الدروز وما زالوا، لكن بحكم كثرتهم وقله عددنا يتهمننا بالعمالة، لكن في ظل التقدم التكنولوجي وشبكات التواصل الاجتماعي والانترنت وسرعه نقل المعلومات أصبح من الصعب إخفاء الحقيقة، فلا شيء اصدق من الصوت والصورة قمت ببحث سطحي بعد ان قرأت عن تلك الظاهرة والاعداد الهائلة في قوى سلك الامن تبين ان ما خفي كان أعظم وان الاعداد أكبر بكثير، مثالا على ذلك ما نشرته صحيفه يديعوت احرونوت2016/9/5 روعي ينوفسكي و- ايتمار ايخر تبين من البحث الذي قاموا به من 14 آب الى 4 أيلول 2016 اقل من شهر قدموا من 8694 سيره ذاتيه من أبناء السنه للانضمام الى سلك الشرطة!.
بعد ما يقارب ال 60 عاما على فرض قانون الخدمة الإلزامية كان من المتوقع ان تتضاءل نسبه المعارضين لها من بين أبناء الطائفة الدرزية لكثره الاغراءات للمتجندين والمضايقات لمن يتملص منها لكن ما حدث هو العكس نرى ان نسبه المعارضين للخدمة آخذه بالازدياد، بينما عند باق أبناء شعبنا كان متوقعا ان تنعدم نسبة المتطوعين في سلك الامن لكن للأسف هذه الظاهرة في ازدياد ملحوظ رغم الاحتلال ورغم اعتقادهم وشعورهم بأن الشرطة جسما معاديا بسبب التصرف التميزي الذي تمارسه بحق العرب!!. على القيادة العربية بصورة عامة ان تتدارك الوضع بشقيه الخدمة في سلك الامن الآخذة بالازدياد والكره المذهبي للدروز، وبالأخص قاده الحركة الإسلامية الشق الشمالي عادة ما تأتي هذه الكراهية من عقر دارها.
هذه عده عناوين لتقارير لظاهره التجنيد العرب في الجيش الإسرائيلي وبالأخص عند أهلنا من السنة.
جنود إسرائيل العرب… وثائقي بي بي سي الجديد – BBC Arabic
مسلمون، صهاينة في الجيش الإسرائيلي – المصدر
i24NEWS – المحاربون العرب في إسرائيل: بي بي سي العربية …
مشاركتي في الافطار مع مقاتلي كتيبة… – افيخاي درعي …
“مئات المسلمين يخدمون في الجيش الإسرائيلي” – BBC Arabic
شهر رمضان يعيد إلى واجهة الجدل من جديد خدمة المسلمين في …
كايد سلامه slamihkaeid@gmail.com
Kaeid salameh
(كايد سلامه)