الفصل الخامس – قرار لجان أولياء الأمور الشرارة الأولى.
خلال الفترة التي جاء تناولها في الفصول أعلاه، كانت لجان أولياء الأمور رافعة أساسية في تطور الموقف، وفكرة الإضراب مطروحة على جدول أعمال اللجان من زمن وسادت القناعة شبه الكليّة أن “السيل قد بلغ الزبى”. عملت اللجان على أن لا نستبق الأمور خصوصا وأني كنت كرئيسها أعرف توجهات الرئيس ونيته فأرجأت اتخاذ القرار إلى أن يقرر الرئيس.
لكن رغم أن رئيس المجلس كان أعلمني، كما أسلفت، بفكرته إغلاق القرية أمام المتنزهين كبدء للإجراءات النضالية إلا أن توقيتها الدقيق احتفظ به لنفسه ولم يطلع عليه أحدا حسب علمي. أمام الضغط الكبير في لجان أولياء الأمور للإعلان عن الإضراب كان لا بدّ من اتخاذ القرار دون انتظار المجلس، بل لعلّ الأمر يحثه إن كان عنده بعد تردد، للإسراع.
دعونا لاجتماع موسع للجان الأولياء ليون 1987\03\27، ومفتوح لمن يريد من الأهالي فقد جاءت الدعوة بمكبر الصوت، فحضر العشرات إضافة لأعضاء اللجان، ولم يكن مطلبا سوى البدء بالإضراب من كل المتناقشين من أعضاء لجان وأهالي، خصوصا وأن سنة ونصف من العمل والمطالبة منذ انتخابنا لم تجدِ نفعا مثلما لم تجد اتصالات المجلس.
اتخذ القرار بغالبية كبرى ولم يعارضه أو يتحفظ عليه إلا قلّة قليلة لا تتعدى أصابع اليدين، وحدد البدء بالإضراب لل-28 من نيسان 1987 مع بدء الفصل الثالث بعد انتهاء العطلة الفصلية، وقمنا بإعلام رئيس المجلس في نفس الليلة، فبارك الخطوة مع ملاحظة وبالحرف : “عجلتوا شوي” كانت كافية أن نفهم نواياه.
وقد أصدرنا لاحقا بيانا جاء فيه:
“أهالي قريتي الكرام !!
لقد تمخض الجبل فولد فأرا !! بصدد الوعود التي سمعناها على مر السنين، فقد رفضت الحكومة في جلستها من يوم 87\04\05 اقتراح مساواة المواطنين الدروز والشركس بالمواطنين اليهود. كنا دائما نتهم واحدنا الآخر بالتقصير والتعطيل في مشاريعنا… وهكذا جاءت السلطة العليا في الدولة لتكشف عن حقيقة سياستها تجاهنا. أهذا هو المقابل الذي نستحقه أجرا لنا ؟؟
لذا، رأينا أن نوجه هذا البيان إلى الرأي العام الإسرائيلي لنسمع صوتنا عاليا داعين إياكم أن تشدّوا أزرنا وتساعدونا حرصا على فلذات أكبادكم.
………. (استعرض البيان وضع القرية)
في القرية 2000 طالب في أربع مدارس: ثانوية وإعدادية، ومدرستان ابتدائيتان. في الثانوية 235 طالبا تتوزع على ثماني شعب. وغرفها كلها مستأجرة ومنتشرة وغير صالحة للتدريس، عدا النقص في وسائل الإيضاح المعدومة منها.
في الإعداديّة 430 طالبا تتوزع على 15 شعبة، غرفة من غرفها جزء من البراندا، وتنقصها وسائل تعليمية كثيرة.
في الابتدائية أ على اسم المرحوم نايف قبلان 581 طالبا، موزعين على 21 شعبة، 16 غرفة من غرفها مستأجرة ومنتشرة وغير صالحة للتدريس، وينقصها وسائل إيضاح كثيرة.
في الابتدائية ب ، 700 طالب موزعين على 24 شعبة ، وثلاث غرف في ملجأ دون تهوئة ولا إنارة كافية، وكل انقطاع في التيار الكهربائي يضيع يوم دراسي، ونقص كبير في وسائل الإيضاح.
و”السُمعة” أن خرائط بناء المدرسة الجديدة جاهزة منذ سنة 1978، والسلطات المختصة تدّعي بأن كل شيء حاضر إلا أن سلطة حماية الطبيعة تعترض عليها لتبتز تنازلات من خارطة هيكلية لاماكن أخرى. الوعود انهالت علينا من كل الجهات، لكنها ضاعت أدراج الرياح عند خروج الذين يعدوننا من القرية.
كلنا تعودنا أن نتحلى بالصبر والتسامح، حتى وصلنا الآن إلى وضع لا يطاق. لذلك وللمرة الأولى في تاريخ هذ القرية تقرر لجان أولياء أمور الطلاب في جلستها يوم 1987\03\27 وبعد البحث والتداول العميقين وبالإجماع، وبمعرفة الجهات المعنيّة في التربية والتعليم، قررت إضرابا احتجاجيا وتحذيريا في تاريخ 1987\04\28 في جميع مدارس القرية.
نرجو من كل ولي أمر طالب أن يأخذ هذا القرار بعين الاعتبار ويحرص على تنفيذه.
بإخلاص
رئيس اللجنة المحليّة والمدرسية ب
وعضو لجنة المراقبة في لجنة أولياء الأمور القطرية في إسرائيل
سعيد نفاع
رئيس اللجنة المدرسية الثانوية نايف خلد
رئيس اللجنة المدرسية الإعدادية حمد صلالحة
رئيس اللجنة المدرسية الابتدائية أ هاني قيس. ”
….. \ يتبع