بيان لجنة المبادرة العربية الدرزية بخصوص احاث مسجد الاقصى المبارك

‏‏לכידה

في هذه الأيام العصيبة، والتي يتعرّض فيها شعبنا لمخططات خبيثة لضرب وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي وقضيته العادلة، نناشد الجميع أن فوّتوا الفرصة على المتربصين بوحدتنا والعابثين بتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.

فإذا كان واقع الأقلية العربية في إسرائيل مركبًا ومعقدًا، فإن واقع الطائفة المعروفية منه، والتي فُرض على شبابها قانون التجنيد الإجباري قسرًا هو بالغ التعقيد. فالسلطة الحاكمة لم ولا ولن  توفّر جهدًا لسلخنا عن سائر ابناء شعبنا وتشويه انتمائنا الوطني والقومي والديني, وليس من باب المحافظة على مصالحنا أو حصولنا على حقوقنا، لذلك دَفَّعُونا وما زلنا ندفع الثمن مضاعفًا بمصادرة أرضنا وهدم بيوتنا وبسياسة التمييز العنصري الواقعة على كل عربي في هذه البلاد.

وفي هذه الأيام بالذات، تستغل السلطة ووكلاؤها مقتل شابين من أبناء الطائفة في القدس لإشعال لهيب الفتنة الطائفية فيما بيننا، والتي يؤجّجها اضافة للسلطة – من حيث يدرون أو لا يدرون – كل من يتبنّى خطاب التحريض والكراهية والتخوين والتكفير تجاه طائفة بأكملها.

ففي هذه الأيام بالذات، نحتاج إلى صوت العقل والوحدة والمسؤولية، وإلى الموقف الذي يمنع استفراد السلطة بأي جزء من شعبنا، ويمنع جرّنا إلى الفتن على أشكالها. وهذا هو الموقف الوطني الحقيقي والعميق، الذي له صداه الإيجابي في قرانا ومدننا، والذي يساعدنا على مقاومة مخططات السلطة ورفض التجنيد الإجباري وتعزيز الوحدة الوطنية، ويساعدنا أكثر على الاستمرار  في رفض التجنيد الاجباري, رغم السلطة وجبروتها.

وفي هذا الصدد فإننا نحيّي كل المواقف التي صدرت عن قياديين من شعبنا من مختلف التوجّهات السياسية، وكذلك نثمّن زيارة الرفيق محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا والوفد المرافق ( والذي رافقناه  في حرفيش)  إلى عائلات من فقدوا ابنائهم في المغار وحرفيش، والتي تصبّ في جهود نزع فتيل الفتنة, ونؤكد على صحة وأهمية ما قاله الأديب محمد علي طه في اسم الوفد في حرفيش بأن عملية القدس اساءت الى مليون ونصف عربي في البلاد والى المسجد الأقصى بالذات.

كما نعيد التأكيد في هذا السياق على موقفنا الثابت، وهو أنّ الاحتلال هو أصل الشرور، وهو المسؤول الأول والأخير عن كل قطرة دم تراق على مذبح الاحتلال والعنصرية. ولا مفرّ من انهائه واللجوء الى السلام العادل والشامل وفي صلبه قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. هذا الذي يحمي الجميع بما فيه مقدساتهم,  وأهمها بالنسبة لنا المسجد الأقصى الشريف.

 

(تموز 2017)                                                                                                سكرتارية اللجنة

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .