اهدى مدير مسرح الفرح الفنان فراس سويد،موقع الوديان مُألفه الجديد “حكايا الحارة”، وبقراءة سريعة، آمل ان يتيح لي الوقت العودة الى الكتاب بصفحته ال 100، يأخذك المؤلف بأسلوب فكاهي ساخر من حارة الى حارة، كل واحدة بأسمائها، ويستهل حكايتها بأبيات من اللكنة المحكية تشير في الغالب الى هذه التسمية. كما يلاحظ ان المؤلف سويد ذهب الى أسلوب الرمز وفي بعض النصوص الى حد الغموض،. تترك القارئ في حيرة بين “حانا ومانا” اذا صح التعبير، وبدوري كقارئ له محاولات في هذا الاسلوب التعبيري الفكاهي الساخر، لا يسعني الى ان اشد علي يد الأخ الفنان فراس سويد الى مزيد من العطاء. واترك القارئ مع ما قاله سويد عن نفسه في هذا الكتاب.
كلمتين من قرقيح القلب
لأن الوضع الحقيقي في المجتمع يكاد يكون بفقّع من الضحك ومتغيرا وللأسوأ غالبا وللأسف. وفي كل المجالات والاتجاهات وبشكل عجيب. فقد اقتنعت مؤخرًا بأن من يريد أن يفيد الناس ويبسطهم يجب ان يعبّر ” بقدر الإمكان ” عن الواقع الحقيقي فعلا وان يكتب ويتكلم بشكل مبالغ فيه حبّتين كما هو الواقع وحتى يرضي ويؤثر ويغيّر ولو بشيء ما في هذا المجتمع الشرقي القبلي العتيق. عليه ان يوضح الصورة ويهزّها. وأن مع ما يسمونه تقدمًا وتطورًا أصبح مليء سلبيات ومبالغات فظيعة ومنتشرة وتتكاثر كالأمراض المعدية. وخاصة زيادة الاهتمام العام بالشكليات والكماليات وبتقليد الغير مهما كان مكلفا ومضرّا.
فقد كتبت هذه اللوحات القصصية القصيرة التي اراها واقعيه جدا وأعتبرها وسيله فعّاله لتغيير ما للأفضل. وإن بدا بعضها مضحكا فلأن شرّ البلية ما يضحك.
ولأني غرقان في العمل المسرحي التربوي ما يقارب الأربعين سنه للأهل والطلاب وخلال تجوالي في جميع انحاء البلاد فقد اكتشفت أن مسرح الحياه أكبر وأبلغ وأهم بما لا يقاس من كل ما يقدمه الفنانون على خشبة أي مسرح. وكلما كنا اقرب للواقع تكون الحقيقة والجمالية والفائدة أكبر. مع اضافة بعض الرتوش الفنية اذا لزم الأمر.
ولأن في المجتمع أصبحت المسابقة غير متكافئة بالمرة. فالصف غير منتظم والقدرات متفاوتة ومهما بذل الانسان العادي من جهد. ولو اشتغل شغلتين فلن يكفيه ذلك. فإن مقياس التقدم الأساسي أصبح عند البعض هو جمع المصاري وليس المهم أبدًا كيف كان ذلك! وعلى حساب من. والزعامة يهمها أولًا الكرسي وثانيًا الكرسي وثالثًا الكرسي وبعدين الله بهونها. ومنشوف!
وأنا هنا احاول من خلال الضحكة على الموقف الدرامي أن أسلط الضوء على بعض مشكلات الإنسان البسيط والناس الغلابى الذين هم الأغلبية. وشعاري ” على المرء أن يسعى الى الخير جهده ” وآمل أن يعجب جهدي هذا ولو بعض الناس وأن يفيدهم ولو بعض الفائدة وأن سفرات الألف ميل تبدأ بخطوات “ولله در من قال: ومن لا يحب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر.
فراس سويد
2017