كتاب ضخم (448 صفحة) يجمع 26 نصًّا من أدباء وأديبات دوليّين وفلسطينيّين وإسرائيليّ واحد، شاركوا خلال عام 2016 في مشروع مناهض للاحتلال شمل جولات بالضفة الغربيّة وغزة للتعرّف عن كثب على ما يعنيه الاحتلال الإسرائيليّ، وكيف ينعكس على أرض الواقع وحياة الناس وتفاصيلها اليوميّة ■ إطلاق النسخة العربيّة في حيفا يأتي ضمن سلسلة أمسيات دوليّة تُجرى هذا العام لصدور الكتاب في 12 لغة حول العالم
يُجرى يوم الاثنين المقبل، 19 حزيران، حفل إطلاق للكتاب الجديد “مملكة الزيتون والرماد” الذي يصدر بطبعته العربيّة عن “كُتب قديتا” في عكا، وذلك في مسرح “خشبة” في حيفا الساعة التاسعة مساءً.
ويأتي صدور هذا الكتاب ضمن مشروع دوليّ ضخم بادرت له منظمة “كسر الصمت” (شوﭬـريم شتيكاه) التي تعمل على كشف ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيليّ في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة، والتي تشنّ عليها المؤسّسة الإسرائيليّة حربًا مستعرة. وقد تألف المشروع من مرحلتين: مرحلة الجولات الميدانيّة التي شارك فيها 26 كاتبًا وكاتبة بارزين، 22 منهم من دول العالم المختلفة وهم: ماريو ڤارغاس يوسا (صاحب جائزة نوبل للآداب)، أييلِت وولدمان، جرالدين بروكس، جاكلين وودسون، مايكل شايبون، مادلين ثين، راشيل كوشنير، لارس سابي كريستنسن، ديڤ إيچيرز، إميلي رابوتيو، تاييه سيلاسي، كُولم توبين، أيمير ماكبرايد، هاري كونزرو، لورين آدامز، هيلون هَبيلا، إيڤا ميناسه، أنيتا ديساي، پروچیستا خاکپور، أرنون چرونبيرغ، كُولُم مكان، مايليس دي كيرنجال، إلى جانب ثلاثة فلسطينيّين: رجا شحادة وفدى جريس وعلاء حليحل، وإسرائيليّ واحد: أَسَاف چَڤرون. وزار الأدباء مناطق مختلفة من الأراضي المحتلة، منها مدينة غزّة وبعض المدن في الضفة الغربية مثل رام الله ونابلس وبيت لحم والخليل، والقرى المضطهدة في مناطق “ج” في غور الأردن، والقدس وخصوصًا حيّ سلوان وما يشهده من حملة استيطانيّة محمومة، وقرى جبال الخليل (أم الخير وسوسيا وغيرها) التي تخضع لحملات هدم ومطاردة لا تنتهي.
بعد هذه الجولات التي انتهت صيف 2016، عمل كل أديب وأديبة على نصوص أدبيّة سرديّة تسعى لرسم ملامح ما يعنيه الاحتلال الإسرائيليّ للضفة وغزة منذ 50 عامًا. وتستند هذه النصوص إلى القصص والتفاصيل الصغيرة المُعاشة، من أجل رسم ملامح واضحة لهذا الوحش الثقيل الذي يجثو على قلوب الفلسطينيّين “بشكل مؤقّت”. ويروي كلّ أديب وأديبة ما رآه في الجولات الميدانيّة في أرجاء الضفة وغزة، مبتعدين عن الأسلوب التقريريّ الصحفيّ، متتبّعين ملامح القصص الشخصيّة لأبطال نصوصهم، من رجال ونساء وأطفال وفلسطينيّين التقوهم عند الحواجز وفي القرى التي تُهدم ليلَ نهارَ وفي السهول الفسيحة التي يُحظر الرعي فيها؛ في مراكز المدن الفلسطينيّة والمناطق العمرانيّة، وفي المناطق النائية والمنسيّة؛ وتلك التي يحتدم حولها الصراع المرير والاستيطان الشرس مثل سلوان.
وقد لاقى إطلاق النسخة الإنجليزيّة للكتاب في الولايات المتحدة الأمريكيّة الصادر عن “هاربر كولينز” نجاحًا كبيرًا واهتمامًا إعلاميًّا لافتًا، عبر أمسيات نُظّمت في عدّة مدن أمريكيّة. ويأتي إصدار النسخة العربيّة يوم الاثنين القادم، والنسخة العبريّة أيضًا يوم الخميس (22 حزيران) في تل أبيب في ضمن سلسلة إطلاق الطبعات الدوليّة المتواصلة بـ 12 لغة أخرى عبر العالم. وقد حصلت “كتب قديتا” على حقوق ترجمة الكتاب وإصداره باللغة العربيّة، وهي تنظّم هذه الأمسية لإطلاق الكتاب استعدادًا لتوزيعه في فلسطين التاريخيّة والعالم العربيّ، وسيُعلن عن نقاط التوزيع والبيع قريبًا في الصفحة المخصّصة للكتاب.
يشارك في أمسية إطلاق الكتاب في حيفا: أييلِت وولدمان ومايكل شايبون، وهما مُحرّرا الكتاب بصيغته الإنجليزيّة الأصليّة، وفدى جريس، التي شاركت في الكتاب، ود. رائف زريق الذي سيعقّب على الكتاب، ويدير الندوة علاء حليحل