أيُّها التّائهُ في غياهبِ الزّمنِ الجاري
إلى أينَ سائرٌ أنتْ؟
إلى القَفارِ والصّحاري أم إلى عتمِ البراري
أو رُبّما إلى أعماقِ البحارِ!؟
إفتحْ عينَيكَ وعقلكَ…فإنّ حبيبكَ هاهُنا،يبغي المُنى
شاخصٌ فيكَ،مُقبِلٌ إليكَ…يَصبو،مُقَنَّعٌ،
من شبابيكِ خيالهِ المُثقلِ بستائرِ الأُفقِ القِرمزيّ
…من خلالِ عيونِ الحواري!
ها هو يُؤدّيكَ التّحيَّةَ، ناطِرًا أنْ تَدُقَّ بابَ مزارهِ
…بابَ نجاتِكَ،وتنزعَ خمارَهُ الورديَّ
المُطَرّ زَمن أشواكِ الصّبارِ والصّبرِ
وأن تقطِفَ…سِحرَهُ السّريَّ!
…هل أنتَ أعمى أم ضعيفُ البصيرةِ…
سوفُ يُحبُّكَ الّلهُ ويمُنُّ عليكَ لو أنت أشفقتَ على
المِرآةِ الّتي تعكِسُ شوائبَكَ الخبيثَةَ الفاسِدَةَ،
رغمَ نُكرانكَ لوجودها،فاعلمْ أنّكَ لستَ كامِلًا
فكيفَ،إذًا،سيحميكَ الرّبُّ بعدّ أنْ نبذتَهُ وأنكرتهُ
وهو…في داخِلِكَ؟!
…لا حاجةَ للولوجِ في عتمةِ الّليلِ وأعماقِ البحارِ
والبراري حتّى ترى الظلمةَ المُعشّشِةَ
في عقلِكَ المريض ،وإذا يَسّرتها ،فسوفَ ترى
النّورَ الإلهِيَّ المُتلألِأَ في أعماقِ
قلبِكَ الدّافئِ !فاكتف ِ،إذًا، بكمشةِ تُرابٍ من قلبِكَ
ثُمَّ ابتسمْ!!!