استضافت مؤخرا الجامعة العربية الامريكية وفدا من الحركة الوطنيّة للتواصل ضمّ الشيخ عوني خنيفس رئيس لجنة التواصل الوطنيّة والشيخ حسين شومري عضو الرئاسة والشاعر أسامة ملحم رئيس ميثاق المعروفيّين الأحرار والمحامي يامن زيدان سكرتير الحركة والنائب السابق الأسير المحرر المحامي سعيد نفاع.
وكان باستقبال الوفد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، حيث قدم شرحا عن الجامعة وكلياتها وتخصصاتها وبرامجها الاكاديمية في البكالوريوس والماجستير وخططها الحالية والمستقبلية وسعيها الدائم لتكون جامعة الكل الفلسطيني لتقدم لشباب وشابات فلسطين التاريخية علما عصريا متقدما ولتكون مصنع للعقول واملا مشرقا للمستقبل وإدارة للوحدة الوطنية ومؤسسة لبناء فلسطين. ثمّ قدّم بروفيسور أبو زهري درع الجامعة للوفد.
وتلا الاستقبال بدء فعاليات الندوة بحضور العشرات من الطلّاب وأعضاء في الهيئة التدريسيّة والإداريّة، وقد ادارها رئيس تحرير جريدة الحياة الجديدة الاستاذ محمود ابو الهيجا، وحضرها نائب رئيس الجامعة لشؤون التدريب الدكتور نظام ذياب، تحت عنوان “الدروز الفلسطينيّون أصالة وانتماء” قدّمها نفّاع عل مدار أكثر من ساعة وتلاها مداخلات وأسئلة كثيرة من الطلّاب الذين أبدوا تفاعلا مثيرا مع الموضوع.
افتتح نفاع الندوة بالحديث عن الجامعة قائلا: “اليوم اشعر بالسعادة وانا بينكم في رحاب الجامعة العربية الامريكية التي استطاعت ان تجمع طلبة فلسطين على اختلاف مذاهبهم واعراقهم، هنا أفضل تجسيد للوحدة الوطنية الفلسطينية هنا فلسطينيو 1967 وفلسطينيو 1948، ونأمل مستقبلا ان يكون هنا فلسطينيو الشتات، شكرا من القلب لإدارة هذه الجامعة التي ترجمت الوحدة الفلسطينية واقعا ملموسا على الارض”.
وخلال الندوة استعرض نفاع مؤلف كتاب “العرب الدروز والحركة الوطنية الفلسطينية حتى ال – 48 “، تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية خلال مراحل النضال ضد الحركة الصهيونية، ووجود الأقلية الدرزية كمشارك رئيسي في نضال الحركة الوطنية واحد فصائل العمل الفلسطيني في الداخل المحتل.
وأضاف نفاع، بعد ان صادرت إسرائيل والحركة الصهيونية الأرض الفلسطينية وهجرت القرى والسكان أدركت انها لن تستطيع ان تنتصر على هذا الشعب بسبب ترابطه ووحدته، وعرفت ان الوحدة الوطنية لا يمكن مصادرتها ابدا، لذا عمدت الى البحث عن الصراعات الداخلية والنعرات وغيرها، فبدأت احتلالا من نوع اخر هو احتلال العقل الفلسطيني بترسيخ مفاهيم التفرقة والعنصرية واثارة الفتن واستطاعت ان تنجح في تشويه صورة العديد من الأقليات العربية بعد احتلال فلسطين عام 1948 ومنهم العرب الفلسطينيون الدروز الذين قامت إسرائيل بتغييب تاريخهم النضالي عمدا من خلال نشر العديد من الروايات الكاذبة والمزورة عنهم، وللأسف وقع العديد من أبناء شعبنا الفلسطيني بالفخ الذي نصبه الاحتلال والحركة الصهيونية.
واوضح نفاع ان أحد ضحايا هجرة الحركة الصهيونية الأولى الى فلسطين كانت القرى الدرزية كقرية الجاعون والمطلة التي هجر أهلها وصودرت أراضيها، وأشار ان اول عملية عسكرية في مسيرة الكفاح المسلح ضد الحركة الصهيونية قادها مجموعة من الشباب الدروز من قرية المطلة، كما تحدث عن دور الدروز في الحركات الثورية الفلسطينية منذ العام 1930 وما تلاها من ثورات خاصة ثورة عام 1936 والتي شاركت فيها فرقة عسكرية درزية واشتبكت مع المحتل الصهيوني وسقط العديد منهم شهداء.
واكد ان إسرائيل فرضت التجنيد الاجباري على الدروز والشركس وان الدروز تركوا وحدهم في مواجهة التجنيد الاجباري ولم يكن لهم سند من شعبهم المحتل والمشتت، وظهرت العديد من حركات مناهضة التجنيد بين الأقلية الدرزية التي قمعتها إسرائيل بقوة السلاح وهناك العديد من الدروز الذين سجنوا ونكل بهم لرفضهم التجنيد الاجباري.
وختم حديثة قائلا: “رسالتي لكم اليوم أيها الشباب والشابات، ان التواصل بين أبناء الداخل الفلسطيني بكل اطيافه ومذاهبه مهم جداً، وان التواصل بين فلسطيني 1967 وفلسطيني 1948 مهم جداً، وان تواصلنا كشعب فلسطيني واحد مع اشقائنا العرب مهم جداً، فالعزلة والتفرقة التي مارستها إسرائيل وما زالت هي أداة للهدم وليس للوحدة والبناء، وتعلموا ان سلاحنا وموطن قوتنا هو وحدتنا الفلسطينية ومنع اختراقنا تحت أي مسمى او قضية، اشكر لحرصكم على ترسيخ وحدتكم، وفلسطين لنا جميعا وطناً وارضاً”.