الصورة من حفل التكريم
حُروفي الأُولى خَرْبَشْتُها على دَفْتَرٍ بِغِلافٍ أَخْضَرَ، كانَ والِدي قَدِ ادَّخَرَهُ لي عامِدَا، على غِلافِهِ الأَمامِيِّ كُتِبَ بِخَطِّ الرُّقْعَةِ” حُكومَةُ فِلَسْطين إِدارَةُ المَعارِفِ العُمومِيَّةُ” يَومَها عَرَفْتُ فِلَسْطينَ بِحَجْمِ دَفْتَري المَدْرَسِيِّ.. ثُمَّ اتَّسَعَتْ لِتُصْبِحَ بِحَجْمِ صَفْحَتَي أَطْلَسَ كانَ والِدِي قَدِ ادَّخَرَهُ لي أَيضًا،عُنْوِنَ بِـ”أَطْلَسُ العالَمِ لِطُلّابِ المَدارِسِ العَرَبِيَّةِ”.. فَعَرفْتُها خُطوطًا وأَلْوانًا تَتَوَزَّعُ بَينَ الأَخْضَرِ والأَزْرَقِ والبُنِّيِّ..
كَبِرْتُ وكَبِرَتْ فِلَسْطينُ مَعي، فَأَصْبَحَتْ (صَفَدَ) بِشُموخِها، و(عَكّا) بِسورِها، و(حَيفا) بِكَرْمِلِها، و(يافا) بِبُرْتُقالِها، و(قُدْسًا) بِقُدْسِيَّتِها.. لَمْ تَعُدْ فِلَسْطينُ غِلافَ دَفْتَرٍ مَدْرَسِيٍّ، ولا صَفْحَتَي أَطْلَسَ بَلْ صارَتْ جَليلَينِ وساحِلَينِ وغَورًا ونَقْبًا.. صِحْتُ: يورِيكا.. يوريكا!! نَظَروا إِلَيَّ بِعُيونِ بُنْدُقِيَّاتِهِمْ، وزَمْجَروا: هذهِ أَرْضُ ميعادِنا! تُرابُها مُحَرَّمٌ عَلَيكَ!! ومِنْ يَومِها بَدَأَتْ فِلَسْطينُ تَضيقُ عَلَيَّ وقَلْبي يَتَّسِعُ.. هيَ تَضيقُ وَهْوَ يَتَّسِعُ، حَتّى صارَتْ هِيَ أَنا، وأَنا هِيَ، إِنْ بَكَيتُ مَسَحَتْ لي دَمْعَتي بِزِهْرَتَي نَرْجِسٍ وخُزامى، وإِنْ هيَ تَوَجَّعَتْ حَمَلْتُها على جَناحَي قَصيدَةٍ..
**الكَلِمَةُ الَّتي التَقَطَتْها عَينُ الهُدْهُدِ، والّتي أَلْقاها كاتِبُها في وَزارَةِ الثَّقافَةِ الفِلَسْطينِيَّةِ في رام اللّة بِمُناسَبَةِ تَكْريمِهِ بِتاريخِ 21/3/2017 مَعَ الشُّكْرِ الجَزيلِ لِمَعالي وَزيرِ الثَّقافَةِ الدكتور الشَّاعِرِ إيهاب بسيسو، والسَّيّد وكيل الوزارةِ الشّاعر عبد النّاصر صالح الّذي تَعَذّرَ عَلَيهِ الحضورُ لِمُرافَقَتِهِ فَخامَةِ الرَّئيسِ أَبي مازن في زِيارَتِهِ لِمِصرَ.. كَما وَأَشْكُرُ الشّاعِرَينِ عبد السَّلامِ العَطاري، ومحمد حلمي الرّيشَة اللّذينِ عَمِلا على إِنْجاحِ هذا التَّكْريم..