يرتبط اسم المحلب بالتحضيرات لكعك العيد لدى جميع الطوائف في بلادنا وفي غالبية دول الشرق الأوسط، عيد الفصح المجيد على الأبواب، في هذا العيد يتم تحضير كعك خاص بالعيد، المَحْلَبُ أحد مكونات هذا الكعك، يضاف المحلب بكميات قليلة جداً للكعك، يعتبر مسحوق المحلب نوعاً من أنواع البهارات المنكّهة للطعام، فهو يُضيف نكهة خاصة للكعك وبدونه تفقد الحلوى مذاقها الطيب ورائحتها الذكية. أما إذا وضع بكمية أكثر بقليل من المطلوب، فإن طعمه المُرّ يسيء لطعم الكعك. تعتبر صناعة كعك العيد من أقدم العادات، صُنع كعك العيد عند المصرين القدماء (الفراعنة) حوالي سنة 1450 قبل الميلاد، كما يظهر في الرسومات التي وجدت على جدران مقبرة “رخمي رع” هو الوزير الخاص بالملك تحوتمس الثالث و نال من المناصب العالية مقدار كبير فسُمح له بأن يقيم مقبرة مثل مقابر النبلاء. توضح الرسومات التي وجدت في المقبرة طريقة تحضير الكعك في تلك الفترة.
تشير التقاليد المسيحية بأن لكعك عيد الفصح توجد رموز مرتبطة بأحداث الفصح المجيد، الكعك المستدير والمنقوش يشير إلى إكليل الشوك، أما المعمول الهرمي فانه يرمز الى الإسفنجة المغموسة بالخل التي قدمت للسيد المسيح وهو على الصليب، أما الحشوة الحلوة للكعك فتشير الى حلاوة فرح القيامة.
تنتشر زراعة المحلب في سوريا ولبنان، والمغرب العربي، وفي تركيا، وألمانيا، وبلجيكا. انتشر استعمال أشجار المحلب منذ القدم كسياج للحدائق لتشابك أغصانه ونموها السريع وسهولة تكاثرها بالبذور. يعتبر المحلب (الكرز البري) أصل جيد لتطعيم الصنف المرغوب به من الكرز. المحلب كالكرز الجوي المعروف لنا، يكثر في المرتفعات الباردة من ارتفاع 800 – 1500 متر عن سطح البحر كما وأن البراعم قبل تفتحها تتحمل درجات حرارة منخفضة جداً حتى 24 درجة مئوية تحت الصفر.
الموطن الأصلي للمحلب وسط وغرب قارة آسيا. يُعرف المحلب في معجم المعاني ” المَحْلَبُ نَبَاتٌ مِنْ فَصِيلَةِ الوَرْدِيَّاتِ ، وَهُوَ نَوْعٌ مِنَ الكَرَزِ يُوجَدُ فِي الْمَنَاطِقِ الجَبَلِيَّةِ ، مُرُّ الطَّعْمِ تُسْتَعْمَلُ بُذُورُهُ فِي الطِّبِّ” وكذلك حسب التعريف البيولوجي لتصنيف النباتات فهو صنف من الكرز، الكلمة الأولى من اسمه العلمي تشير للكرز اما الكلمة الثانية فتشير للصنف (المحلب). من أقارب شجرة المحلب اللوز، والخوخ، المشمش والدراق، بذوره ذات طعم يدمج بين مذاق بذور المشمش واللوز. البذرة موجودة في النواة الصلبة التي داخل الثمرة، يتم كسر الغلاف الصلب واخراج البذرة من داخلها.
شجرة المحلب متساقطة الأوراق في فصل الخريف، يصل ارتفاعها الى أكثر من عشرة أمتار، تتفتح الأزهار قبل ظهور الأوراق. الثمار صغيرة لونها في البداية أخضر ثم أصفر ثم أحمر وعندما تنضج يصبح لونها أسود وهي غير صالحة للأكل. خشب أشجار كرز المحلب صلب، يستخدم في صناعة غليون التدخين والعصي والعكاكيز ولصناعة الأدوات الزراعية اضف لذلك يستخرج من الأوراق والثمار عطر يدخل في صناعة الصابون وبعض مستحضرات التجميل والأدوية.
تحتوي بذور المحلب على فيتامينات عديدة ، وتحتوي على الكالسيوم ،الفوسفور والحديد. يَذكر ابن سينا بأن مسحوق بذور المحلب (مضافة للماء والعسل) مسكنة لأوجاع الظهر وتساعد في علاج حصى الكلى. وجاء في بعض المصادر للطب الشعبي بان مسحوق بذور المحلب جيد للصحة فهو ينقي المعدة ، يعالج ضيق التنفس، يساهم في خروج البلغم وينقي البشرة ومُدر للبول.