– قومي يا جَميلة وَاغتسِلي.
– أنا لم أعُد جَميلة, لم تعُد تليقُ بي هذهِ الكلمَة,
اركِلي هذا النّعت بعيدًا فلم يعُد يُناسِب جَسَدي الهَش.
– قومي وَاغتسِلي يا جَميلة.
– أنا لم أعُد جَميلة, لم تعُد تُمثلني هذهِ الكلمَة,
أنظري إلى بَشرَتي الصّفراء كلون القش.
– قومي وَاغتسِلي يا جَميلة.
– لا تُصِرّي عَليّ أرجوكِ, أنا مُنهَكة مُتعبَة مِن هذا العَيش,
وَكلمَة جَميلة تُمزّقني, تُبَعثر أجزائي مِن جَديد,
فأنا لم أرد أن أكونَ جَميلة يومًا سِوى لمَن رَقدَ بذاكَ النّعش!
– قومي يا جَميلة وَاغتسِلي,
أوليسَ الجَمال يَكمنُ في إيمانِك؟
أوليسَ يَكمنُ بشدّة صَبركِ عَلى أحزانِك؟
أوليسَ يَكمنُ بَينَ شِفاهِك المُكللة بالدّعاء؟
أوليسَ يَكمنُ بصَفاء نَواياكِ وَحُسن كلامِك؟
قومي وَاغتسِلي يا جَميلة…
وَأزيحي غبار اليَأس مِن فوق وُجدانِك,
فإنكِ جَميلة القلبِ وَالعَقلِ في زمَن حَوَّل هذا الجَمال إلى وَحش!