بما ان الحكي ما عليه جمرك والعين بصيرة واليد قصيرة وكوننا لم نستطع رفع العتب نتيجة القصور الذي حدث، كون الرز “مطجِّن ” واللحمة ” مدهنة” والمرقة “مشحتفة” الأمر الذي دفع بعض جماعة عيونهم فارغة و “محسودين” يغمزون علينا ب ” توشيب” من “بو الشريك” ، “بشي كان وشي ما كان” من قصص و “سوالف” لم يسلم منها ابي كونه لم يرفع “العمدة” أمام موكب ” الفاردة ” (ليس عفة وإنما قصر شفة) ومن ثم لم يتركوا شاردة أو واردة الا وحطوها في ظهرنا.. كون أمي ايضا انضحك عليها يوم تزوجت ابي وبدورها لم تعزم على “وقعة” او فنجان قهوة أو حتى على قرصة زعتر ….
– بالطبع سيلحقني من هذه المناقيش اكثر من قرصة زعتر و” تمسكون ريقي ” وتتهمونني بأني “قاطع ايدي وشاحد عليها ” وعليه تفضلوا جابرونا في “وقعة” ستلحسون أصابعكم ورائها لما فيها من “حبوش” المغمزة ودسم الملقسة ، مطبوخة في طناجر من عائلة “طنجرة ولاقت غطاها” ومخصصة “لطناجير” البلد وتروق لكل الأذواق و..
والحكي بيناتنا ، مقاديرها غير مكلفة فهي مكوّنة من كيلو لحمة “هبرة” وراس بصل كبير من دكان “كبر البصل وتدوّر ونسي زمانه الأوّل” وجزرتين وقرص من مسحوق مرقة دجاج “ماجي” من محلات “ناس بتاكل الدجاج وناس بتوقع بالسياج” بالاضافة لزيت “كوكز” (كشير) وملح وبهارات حسب الذوق…
كان من المفروض ان تقدم هذه الوجبة مع الرز المفلفل المخلوط بالشعرية لاصحاب الكروش المنتفخة لـ “يتنقرشوا” عليها مع هز خصر وغناء على غرار ما يجري في أغنية “هيه ماكارينا” الأجنبية. لأن ماكرينا على وزن معكرونة، الا ان الطبخة ، وعن غير عادة ، شاطت ولزّقت بأرض الطنجرة .. ف “اجث الطنجرة تعيّر المغرفة وتقلها يا سودا يا مقرفة” وجاء من يقول لي “ألعب وحدك ترجع راضي” خاصة وان الست هي الاخرى مثل امي لا تحطها واطي وعندها اكلات عفواً عندها رؤية جديدة ومفاهيم “طازة” وبرامج من قاع الدِست اهم من اي واحد نافش حالو ، ليس فقط على الصعيد السياسي وإنما أيضاً على الصعيد العائلي وتؤكد على ضرورة اعطاء الأولوية لاعادة ترتيب البيت بما يناسب ذوق الجيران وعدم السماح بعد اليوم ، بنشر الغسيل الوسخ أمام الناس .
أضف الى ذلك انها ترى ضرورة لترك “الزعماء” ، عفواً الأولاد ، يقدّدون بناطيلهم تمشياً مع الموضة السياسية ، ويضعون الاصباغ فوق عيونهم فموضة التخنث لم تعد تقتصر على الاناث
ثم من يعرف أكثر من “الحكومة” اننا بحاجة الى دواليب جديدة بعد ان ضاقت القديمة بتلك “الأكداس” من المفاهيم العتيقة ، عفوا ، من الفساتين والتنانير والجاكيتات وغيرها من ملابس أو أدوات منزلية قد تكون الموضة أو غيرها مستعدة لدفع “ديّتها”.
أما من جهتي ، فأنا مستعد ، يا أولاد الحلال، لدفع “ديّة” كل قتيل سياسي خاصة وانه عندنا اكثر من واحد ، سبحان الخالق ، يحب الزعامة والجلوس في صدر الديوان ويغمز على الذي يدبك عَ الجحشة، ركبناه على الفرس مد ايدو على الخرج واخذ يبحث عن الصيت والكرسي والمصريات .. وبسلامتو استغل طيبة قلبي واعتقد انه سبقني على الغانمة ونسي ان الناس تعرف البير وتعرف غطاه …
وتعرف المثل القائل “لو ما ركبتك جحشي ما عرفت شو في خُرجي” ولا يفوتها ان “بو الشريك” هذا ، الذي رفعناه على اكتافنا لا ينفع لاكثر من سفير لشؤون الاكل البايت والرز المطجن واللحمة المدهنة والمرقة المحمضة…
و.. (بعيد عنكم) تعرفون ماذا يجري لمن يلحقه برد في هذه الأيام أو ماذا تصيب معدة من “يَلتهِم” وجبة فاسدة أو شايطة! .
مفيد مهنا البقيعة ـ قضاء عكا