كل فتاة بأبيها معجبة” ، وهذا “الاعجاب” هو الذي جعل أختي تصمت كل هذه المدة وتقنعني ان “خليها بالقلب تجرح ولا تطلع على الورق تشرح” فقلت لنفسي ، يا صبي “أهلك لو تهلك” خاصة وأن والدي ، سعادة القاضي ، “شرواك” ابن حلال اذا دعس على النملة لا يؤذيها . وكان مثل السمن على العسل الى ان اقفلت أبواب الرزق في وجهه.. وأخذ يركض من هذا المكتب الى ذاك عل وعسى يجد له عملاً أو مساعدة تسد الرمق.
لكن بعض المكاتب والمؤسسات ، يخزي العين ، متعوّدة على “الليفكة” والواحد منا عندما يتوّظف يضع مناخيره في السماء ولم يعد يتحاكى الا “بعرض حال” أو توصية من هذا الرئيس أو ذاك المسؤول وعندها يصبح القانون في يده مثل المغيطة.
صدق من قال “ان الله مع الصابرين” لكن ايضا للصبر حدود. فكان والدي يعود بعد كل مقابلة في هذه المكاتب “مبوّز” والشرار يتطاير من عينيه وكما يقال “بقاتل خياله” فيقوم بتصرفات لا على البال ولا على الخاطر فتعترض عليه أمي.. ومنه كلمة ومنها أخرى.. الى ان يتطور الأمر الى استعمال الأيادي فيشدها من شعرها ويلعن الساعة التي بها ” كشْف وجه العروس” . وأذكر انها قالت له ذات مرة وهي تبكي : “الناس بتقتلني وأنا بقتل مرتي” فطار من حبال عقله وقيّدنا بالحبال وضربنا ، بالحزام ، بدون رحمة.
أي نعم “ان حكينا انفضحنا وان سكتنا انسطحنا” فالذي زاد الطين بلة أنه أخذ يتعاطى الكحول وكثيراً ما عاد الى البيت مع “اصدقائه” في أوقات غير مناسبة مع أن أختي صبية في البيت (يستر عرضكم).
ماذا أقول حتى أقول ، سيدي القاضي ، و “الحكي مش مثل الشوف” ومع كل هذا فأنا وهذه أختي توافقني على كل كلمة ، نطلب الرحمة والرأفة بوالدنا فقد تحسن للأفضل مؤخرًا ونحن نحبه ونريده بيننا فاعطه فرصة أخرى فالمسامح كريم .