- إدارة مقهى (كفيه كفيه) في حيفا تطالب عمالها بعدم استعمال اللغة العربية أثناء عملهم
“ليست المرّة الأولى التي يُمنع فيها العمال العرب الذين يعملون في شبكات المطاعم والمقاهي في اسرائيل التحدّث بلغتهم الأم العربية فيما بينهم أو مع الزبائن وأكثرهم من العرب، وفي أحد فروع مقهى (كفيه كفيه) في مدينة حيفا تكررت هذا الفعلة قبل أسبوعين، الأمر الذي أثار حفيظة الموظفين فيه ورفضوا الانصياع لقرار إدارة المقهى”.
هذا ما قاله النائب د. عبد الله ابو معروف أمام هيئة الكنيست العامة في اقتراح مستعجل قدّمه على جدول الأعمال، مستهجنا الصمت على مثل هذه الممارسات العنصرية، ومؤكِّدا أن هذه الأجواء العنصرية المشحونة وعدم وجود رادع لها، يشجِّع كل أصحاب المصالح والأماكن العامة على ممارسة مثل هذه الأساليب ومنع العمال والموظفين العرب من التحدُّث بلغتهم العربية الأم، بالرغم من أن القانون لا يسمح بذلك.
وأضاف د. ابو معروف: “ينطوي خلف هذه الظاهرة المقلقة سنوات طويلة تراكمية تصاعدت خلالها موجة العنصرية الموجّهة ضد العرب في البلاد الذين يشكّلون أكثر من 20% من سكان الدولة، وحتى ضد اليهود الاثيوبيين والروس الذين يواجهون نفس الممارسات بمنعهم من استعمال لغتهم الأم الروسية والاثيوبية. وقال ابو معروف موجّها كلامه للائتلاف الحكومي، هل ظاهرة منع استعمال اللغة العربية تشمل منع سماع أغاني فيروز وعبد الوهاب وأم كلثوم أيضا !؟، هل هذه الظاهرة تعبِّر عن تنامي اللاسامية في اسرائيل؟ أم أنكم ستتجاهلون في هذه الحالة أيضا حقيقتكم التي لا تقبل اللبس بعدم احترامكم للآخر ولغته وثقافته. لهذا فإنني أحذِّر من هذه السياسة اليمينية العنصرية القائمة والمتوارثة التي دون أدنى شك تؤثِّر على الشارع الاسرائيلي وتنعكس على سلوكه تلقائيا، وعلى علاقة الأكثرية اليهودية بالأقلية العربية بشكل سلبي”.
وقال ابو معروف: “اللغة العربية هي واحدة من أجمل اللغات في العالم وأصعبها، تشمل أكثر من 12 مليون كلمة، وأكثر من 16 ألف جذر، ويعود تاريخها لآلاف السنين، ينطق بها اليوم ما يقارب الـ500 مليون إنسان، وهي لغة رسمية في اسرائيل، وتعدّْ اللغة الخامسة في هيئة الأمم المتحدة. من هذا المنطلق أريد أن اتحدّث عن خطوة الكنيست الايجابية قبل عدة أشهر بتخصيصها ليوم اللغة العربية في الكنيست بمبادرة النائب د. يوسف جبارين. وباعتقادي آن الأوان لمؤسسات الدولة أن تهتم باللغة العربية، ونشر ثقافة ولغة وقيم المواطنين العرب في البلاد وتدريسها في المدارس والجامعات الاسرائيلية. إلا أن أصوات العنصريين وللأسف لا تزال تعلو وتعيق التقدّم بهذا المسار”.
وأنهى د. ابو معروف خطابه بالتوجّه لإدارة شبكة مقاهي (كفيه كفيه) بأن تستخلص العبر من وراء سلوكها العنصري المرفوض هذا، وأن تعتذر عن فعلتها، وإلا لن يبقى أمام المواطنين العرب وكافة الناطقين باللغة العربية أي خيار أمامهم سوى مقاطعة الشبكة وعدم دخول مقاهيها.