أعترف أن نجمي خفيف وأطوش على شبر ماء وأهتم بقراءة الكف وفتح الفنجان. وصدقوا انني شفيت من مرضي عندما غيّرت مدخل دارنا من الشمال الى الغرب ومن يومها دبّت البركة في البيت. لكن العيون الفارغة والحسد وغيره ، جعلتني اسقط في امتحان السواقة “التست” للمرة الثامنة فالخوف ورجف الرجلين يبدآن حتى قبل جلوس “التستر” بجانبي ، ولم تعد تنفع أية حذلقة أو شطارة. لاْن أحدهم – وأنا أعرفه – كتب لي حجاباً ضد رخص السواقة ، هذا ما أكده لي “الشيخ ادريس” الذي كان يعالج الناس بالأعشاب والوصفات وكتابة الحجب . ثم دخل الى غرفة شبه مظلمة وهو يقول: سأكتب لك حجابًا يفك عنك الخط ويزيل الخوف ويسطل التستر بشرط أن لا تفتحه وأن تعيده اليّ بعد الامتحان…
جلس التستر بجانبي دون أن ارتجف وقدت السيارة وكأني “شُفير” قديم . بالتأكيد نجحت كيف لا والحجاب من قاع الدست … وبسرعة ، بعد وصولي الى البيت ، علقت على حبل الغسيل خرزة زرقاء مع انصاف قشر بيض دجاج خوفًا من “صيبة العين” وقصدت بيت الشيخ إدريس لأعيد الحجاب بموجب وصيته والاتفاق بيننا.
في الطريق أنهرت أمام رغبتي لمعرفة ماذا كتب هذا المنجم… فأزلت الغلاف الجلدي للحجاب.. فإذا بداخله ورقة بيضاء بدون أي حرف مكتوب !!..