في مؤشرٍ إضافيّ إلى تفشي العنصرية في البلاد، أقدمت إدارة “هبوعيل” الخضيرة مؤخرًا على فصل اللاعبين العرب عن اليهود وذلك اثناء تدريبات الفريق في كرة القدم للأطفال.
وعلى الرغم من أنّ استيعاب الأطفال العرب، وهم سكان أم الفحم، جاء في محاولةٍ من إدارة “هبوعيل” لتصحيح الغبن الذي يلحق بالأطفال الفحماويين لانعدام الملاعب والأطر الرياضيّة الملائمة لهم، والكفيلة بتطوريهم كرويًا، إلا أنّ إذعان إدارة الـ “هبوعيل” لمطلب أهالي الخضيرة اليهود بالفصل بين اللاعبين اليهود والعرب، دلالة على تذويت لمظاهر العنصرية ومنحها الشرعية.
وفي هذا السياق طالب الائتلاف لمناهضة العنصرية من رئيس اتحاد كرة القدم عوفر عيني، ومن إدارة “هبوعيل”، ومن إدارات كافة الفرق الرياضيّة، العمل على دمج لاعبين عرب، من كل الأجيال، في صفوف الفرق التي تُدار من قبلهم.
كما وطالب الائتلاف بالعمل على التحقيق في الموضوع وفرض العقوبات الملائمة دون عزل موضوع العنصرية في الملاعب عن أي مواضيع أخرى تستحق فرض العقاب في الملاعب للفريق أو مشجعي الفريق، سواءً بالإبعاد أو حرمان اللعب أو غرامات ماليّة على الفريق.
وأكد المحامي نضال عثمان، مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية، على أنّ خطوة الفصل مؤلمة ومحزنة، فمجرد تخيل مشهد الأطفال العرب يتدربون بالقرب من الأطفال اليهود، في حين أنّ أي من الفريقين لا يستطيع أن يقترب من الآخر، تؤكد أنّ الفصل العنصريّ لم يعد حالة هامشية وشاذة إنما ظاهرة تستوجب العمل على الاهتمام بها.
وأوضح المحامي عثمان أنّ الأسوأ في هذا المشهد هو الصمت الذي يحيط المشهد، فلم نسمع أية ردود فعل من رياضيين أو من إداريين أو حتى من الإعلام .
وأكد المحامي عثمان أنّ ملاعب كرة القدم يجب أنّ تشكل الحيّز الأمثل للشراكة والحياة المشتركة، فالدافع لكل الأطفال هو كرة القدم، فلا يُعقل أنّ تجمعهم فكرة التألق وتسديد الأهداف وتفرقهم مواقف ذويهم الظلاميّة.