نظم اللوبي لمناهضة العنصرية بالتعاون والشراكة مع الائتلاف لمناهضة العنصرية يوم الخميس الفائت جولة خاصة إلى الرملة للإطلاع عن المشاكل التي تتعلق بالتمييز والعنصرية في المدينة، خاصةً تلك التي يعاني منها الشباب العربي واليهودي من أصول اثيوبية وهي أكثر الفئات تهميشًا.
وشاركت رئيستا الائتلاف في الكنيست، النائبة عايدة توما سليمان (القائمة المشتركة) والنائبة ميخال بيران (المعسكر الصهيوني) في الجولةِ إلى جانب عددٍ كبير من الناشطين والفاعلين في الائتلاف لمناهضة العنصرية الذي ساهم في الدعوة والتحشيد للجولة لما تحمله من أهميةِ.
والتقت النائبتان بسكان المنطقة في المركز الجماهيري العربي في الجواريش والمركز الجماهيري “طابجا” حيث تطرق الشباب اليهودي من أصول أثيوبية إلى تعاملِ الشرطة معهم مشيرين إلى عدائية ممنهجة، متهمين الشرطة بتلفيق تهم لهم دون وجه حق.
وطلب الشباب إلى النائبتين متابعة ملفاتهم مع الشرطة كما والطلب منها معطيات إحصائية عن نسبة الاعتقال وتقديم لوائح الاتهام للشباب من أصول اثيوبية مقارنة بذات الجرائم لليهود من أصول شرقية أو اوروبية.
بدورهم، تطرق الشباب العربي إلى سياسة الإفقار والإهمال التي تعاني منها احيائهم العربية في الرملة مثل الجواريش، مشيرين إلى فقر مؤسساتهم التعليمية والتربوية إلى أدني الاحتياجات منها على سبيل المثال لا الحصر كراسي وطاولات كما وأنها غير مهيأة لاستقبال أشخاص يعانون من ذوي احتياجات خاصة.
وتطرق الشباب العربي إلى محاولات إبعاد العرب عن الأحياء الجديدة والمنظمة حيث يُمنع من العرب شراء بيوت في تلك الأحياء، مثل حي كريات مناحيم وأفكا، وحتى أنّ هنالك مجموعات ترهيبية تنشط لمنع اليهود من بيع بيوت للعرب في تلك الأحياء!
وأشار الشباب العربي ايضًا إلى المعيقات والشروط التعجيزية التي تضعها البلدية لتطوير الأحياء العربية مُشترطة الحصول على تراخيص بمعاملات تكاد تكون شبهه مستحيلة!
وفي تعقيبٍ لها، قالت النائبة عايدة توما- سليمان أنه وخلال الجولة اطلعت على حالة التمييز والتهميش التي يعاني منها الشباب العربي واليهود من أصول اثيوبية في الرملة عن كثب، فالمعطيات التي ذكرت تؤكد أنّ التعامل مع هذين الفئتين، وخاصةً فيما يتعلق بتوزيع الموارد، غير منصف وغير عادل وغير منطقي، علمًا أن الرملة وجارتها اللد أمثلة حية على قدرتنا على العيش بصورة مشتركة في هذه البلاد.
اما النائبة ميخال بيران فقالت في تعقيبٍ لها، أنّ والدتها وعندما بلغت من العمر 18 عامًا حاولت تعلم الطب في لتوانيا إلا أنّ إدارة الجامعة رفضت طلبها بذريعة أنّ هنالك عدد محدد لقبول اليهود لهذا الموضوع، وجولة الرملة تعيد إلى الذهن هذه المرحلة. مضيفة أنّ العنصرية متجذرة في حياتنا اليومية وأنّ هنالك الكثير مما يجب فعله لمكافحتها وأنصاف كافة الفئات المجتمعية.
بدورها قالت الناشطة في إدارة الائتلاف لمناهضة العنصرية، استر عيلام إنّ الجولة مهمة، للإطلاع عن كثب وقرب على المشاكل التي تعاني منها فئات مجتمعية مهمشة، من المهم القول أنّ العديد من الآراء المسبقة عن الآخر والمختلف طُرحت في هذه الجولة، وبرأيي أي مناهضة للعنصرية يجب أن تبدأ بمحاولة تغيير هذه الآراء والتفكير النمطي الذي يُهدد شبابنا.