زادُكُمْ  طَيِّبٌ…. وَأخْلاقُنا أطْيَبُ          نمر نمر

%d9%86%d9%85%d8%b1-%d9%86%d9%85%d8%b1

نُقَدِّمُ لهم طبخة  المُجَدَّرة العربيّة على أصولها: العدس /مسامير الرُّكَبْ, البرغل/ السّميدة, وليس مع الأرز, القلاوة  راس بصل كبير مع زيت زيتون صوري صافٍ من زيت الرّامة,حتّى تَحْمَرَّ القلاوة,وتصبح داكنة اللون, تعبق رائحتها حول البيت,بِتْشِدّ الظهر,تَسكبُ القرينةُ القلاوة َبواسطة مِصْفاة على خلطة العدس والبرغل, لتعطيَ الخلطة اللون البِنّي الدّاكن, ولِتَجَنُّبِ فَرْمات  البصل الشّبه محروقة,لِئلاّ تُزعجَ البعضَ من ذوي المذاق الخاص,ولا ترضى ربّة البيت أن تكون طبختها بيضاء أو بلقاء, أوْ مْطَجّنِة.

*المُفَلْفَلَة/الشُّلباطة:برغل ,بصلة مفرومة,كذلك كوساية ,زِرّين بندورة ,من زرّيعة بيت جنّ, أو من سهل طمرة العامر بأهلو وسواعدهم المعطاءة بقدونس ,خيار,لفت,فليفلة يزرعونها خصوصي لِكُبّة اليراكنة,تِوْصاي, أو بندورة  زعروريّة/قَبْل عهد الشّيري, المونيمايكر والفاكولتا ,زِرّين فلفل زْعيتري قَلْب الطّير من كفرسميع,بهارات, جاط فريكةمن بَطّوف  مدينة عَرّابِة, أطباق تقليديّة شهيّة,مع صحن فجل مفروم من البقيعة, راسين بصل نَيّين طازجين مْشَقَّحين, البعض منّا يُفضّل راس بصل كامل بدون تِقْشير ,يخبط راس البصل كُمّاد ,يتفلفق هذا خوفاً ورعباً  من القلب إلى الخارج , وتنفصل القشرة عن الّلِبّة ,لا تْشَلّحو ! هُوّي بْيِشْلَحْ لَحالو! صحن زيتون أسود مْفيْجَنْ, وآخر أخضر مع الحامض والمُطيّبات التي تفتح النّفس وْبِتْشَهّي,فلفل مكبوس حارّ, بِزَنْطِر, سلطة البندورة مع النّعناع والمردقوش وبقيّة المُطَيّبات ,من حواضر البيت, خير الله موجود,بيتين عِلْتْ/هندباء وَقُرْصْ عنّة,كام بيت رَشاد , أو جرجير,وهذه البقليّات ليست محصورة في فصل الشّتاء وحسب! بل يمكن زرعها على مدار السّنة إذا وفّرنا لها المياه دائماً,بِتْعَلِّمْهُن سَكْب السّلطة على المجدّرة , أو خلطها مع اللَبَن الرّائب الأصلي ,ماعز رعوي, بدون خلطات وفضلات الطّعام , عن الحمّص, الفول, المخلوطة, المْسَبّحة , الفلافل , الزّعتر و اللَبَنِة و… حدّث ولا حَرَج ,هذا للنباتِيّين منهم, أما أكلة اللحوم ! فلا يسألون عن : ألْكَشير/ الحلال , وحلالُنا أحَلُّ من حلالهم, بكل ما تعني هذه الجُملة من معانٍ مختلفة, إسألوا مْجَرِّب ولا تِسألوا حكيم ! اللحمات من أبوسنان أو شفا عمرو, الفحمات سنديان من كسرى,التّبّولة من عند سِتّي جَمّولة, خبز صاج عربي مْدَوّر ع َ البكار, مْحَمّر تِحْمير ع َ الأصول, مِشْ قالب وجهو , ولا مْكَشِّر, بَلْ بِسَبِّحْ الخالق,مخبوز عَ الحطب , مش ع َ الغاز, أو طنجرة الضّغط الكهربائيّة …

*ليسوا من اليهود الشّرقيّين الذين صودِرَتْ وسُلِبَت حضارتهم عنوة,عدا عن الرّش بمبيدات : دي  دي  تي المهينة,معظم هؤلاء ما زالوا يتحسّرون على فردوسهم المفقود, رغم عمليّات شطف الدّماغ والحملات النّكراء من قِبَل السّلطان الجائر هنا وهناك بالتّنسيق التّام, لِدَبِّ الهلع , الخوف والرّعب في نفوس مُصّلّي الكُنُس في بغداد والإسكندرية وغيرهما. ضيوف الرّحمن من الأشكناز, الفوزفوز ,قدّم لهم اليراكنة ذات مرّة كُبّتَهم الحرّاقيّة النّيّة والمقليّة والمشويّة,الدّبّابة والقريصة, فَتَتَيّموا بها من أوّل لُقمة,تنازلوا عن السّمك المُمَلّح والقديد  والدّيفيلدي فيش والهمبورجر,حتى عن الزّعتر , الّلَبّنة والحمّص والفلافل تنازلوا, وأصبحت الكبّة أكلتهم المُفَضّلة,لا تِنْكَبّوا على غالي ! يُشدّدون على الحوسة والسّلطات,مع الصّنوبر واللوز المْحَمّر,تعتقد لعلّ هؤلاء تَيَرْكَنوا مئة بالمئة, وكي لا نَغْمط َ حقّ أحد, لعلّهم تَيَوْنَحوا, أو تَجَثّثوا,  نسبة لبلدَتَيْ : يانوح وَجَثّ ,فهذا الثّالوث له حقّ الصّدارة والامتياز في إعداد  كُبّة : الحَجَل’ العبران والثّنيان, أكادُ أجْزْمُ أنّ المِسْتِرَيْن بيبياهو وليبرمانياهو, والسّيّدتَيْن المصونين : ميري ريجف  وَأيّيلِت شاكيد لو حلّوا ضيوفاً على منسف عربي وطبق كبّة يركاويّة, وإن شاءوا مع كَرْش محشي,كما يُتْقِنُهُ اليراكنة, لَغَيَّروا الكثير من معتقداتهم ويمينيّتهم, طريق البطن أقصر الطّرق الى العقول, عند البْطون ضاعت العقول !وإن لم تَضِعْ العقول, فَعَرّجوا بهم على  مدننا العريقة : طمرة,سخنين ,عرّابة لِ تناول القهوة المُرّة السّادة, عَ الأصول :للضيف والكيف والسّيف! وهنا يرمون سلاحهم التّقليدي وغير التّقليدي, وحصل خير يا جماعة الخير!

بالمناسبة! لفتَ انتباهي كتاب: بَلَدي لِ   الطّبّاخ النّصراوي الماهر : دخول صفدي/ مطعم ديانا/ و ميخال فاكسمان, أكثر من مئة طَبْخَة,أكلة من المطبخ النّصراوي/ الفلسطيني / السّوري,عام 2016,دار النشر : مِسْكال ,يديعوت احرونوت/سِفْري حيمِد, الكتاب يسلّط الأضواء على الكثير من أكلاتنا وأطباقنا الشّعبيّة,وأكثر ما جذبني :تَرَدّد السّيدة ميخال في مقدّمتها ص 13 :المطبخ النّصراوي قد يكون منتمياً إلى المطبخ السّوري الشّامل لمنطقتا عامّة….., ونحن نؤكّد لها أنّنا جزء من سورية الكبرى ,بدون, قَد ,التي تُفيد الشّك مع الفعل المضارع.

*جمعتني إحدى المناسبات السّعيدة مع وجيه محترم من إحدى قراتا الجليليّة, في إحدى مدننا العربيّة في المثلّث الجنوبي,كان ذلك في قاعة أفراح فخمة ,قُدِّمَتْ مُختلف الأطباق الشّهيّة,عدا عن السّلطات واللحوم والأسماك, والتّأهيل والتّرحيب الصّادقَين من قِبَل المعزِّب, كيف لا , وهذا عرس ولده وحيده, أوّل العنقود وآخره معاً, سُكّر معقود, إلاّ أن الوجيه لم يذقْ شيئاً أبداً, رغم إلحاح واستغراب المعزّب,تظاهر الوجيه بالمرض ,فامتنع عن تناول الطّعام أو المُمالحة, وحين خلا الجوّ بيني وبين الوجيه سألته:لماذا لم تمالح ؟ وقد قطعنا مسافة طويلة من الجليل , ناهيك عن مشاقّ السّفر! قال لي الوجيه بحزم وإصرار :العرس العربي إلّلي ما فيه منسف,كراديش وْفُقّعِيِّة,هذا مش عرس عربي ! هذا عرس خواجات! وْإحنا مش جايين نِتْسَكْنَجْ ولا نِتْفَرْنَج!

*للضيوف عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الخاصّة مع الطّعام,يذوقون كافّة الأطباق, لا يُسرعون في تناول وجباتهم,لا يعرفون مثلنا الشّعبي: كولْ أكْل الجِمال وْقومْ قَبْل الرّجال! ما في حدا لاحقهم بِعصاي, إلّلي عند أهلو ع َ مَهْلو!,فِعْلاً أكثرهم ذّوِّيقة, وبشكل خاص النّساء ,ينظّفْن صحونهنّ من باب الأدب,يجمعن الأطباق الفاضية مع أدوات الأكل,يشعرن كأنّهنّ في بيوتهمن, يساعدن ربّة المنزل على التّنظيف والتّرتيب,حتى لو طلبْتَ منهن الإعفاء والخلود إلى الرّاحة, يواصلن عملهن,يفضّلن قطعة الحلوى , العُقْبى,على المائدة مع فنجان القهوة أو كأس الشّاي,خاصّة إذا كان هذا خلطة بيتيّة طازجة من حديقة البيت:شاي أخضر,مِرْيَمِيّة/ميرميّة/جعساس,عُطْرة,دُقّة عدس,زوفا,لَمّانة, لويزا, ولا يتنازلون عن كوب شاي مَغْلي مع كافّة الحوايج:قرفة, زنجبيل, خولنجان ,جوزة الطّيب و…, الضيوف لا يتجاذبون أطراف الحديث قبل أن يُؤَكّدوا : زادُكم طَيّب, له نكهة خاصّة ,مذاق شهيّ,كل شي على أصوله,أعطونا وصفة المجدّرة وغير ذلك من الإطراءات…

نقول لهم بكثير من التّواضع, ونحن مُحْرجون, أخلاقنا أطْيب, عاداتنا أأصَل, تمسّكنا بالجذور والأصول أعمق وأعرق,  ونغنّي مع وديع الصّافي :للضيف مفتوحة منازلنا , ع َ الكون مضويّة مشاعلنا,وعيونّا للحُبّ سهرانين, وقلوبنا إلنا وْمِشْ إلنا,مهما العوازِل لَوّعوا المساكين, جاروا علينا وْسَهّرونا سنين, بالتّسامح والوفا والّلين, بالحِلم مِنْأدِّبْ عوازلنا .

 

 

 

123

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .