الصورة للتوضيح
ان اعراس الافراح من شأنها أن تحد من الانحرافات الاخلاقية
•لا لزوم للوجبة في المنتزه ما دام يقدم الواجب في بيت اهل العريس على مدار الاسبوع..
•الكل يتذمر وأحد لا يغيّر ولا يتغير
اما وقد اوشك موسم الافراح على الانتهاء فمن المفروض ان نجلس بعد انتهاء الموسم لمناقشة مشروع العرس لاستخلاص العبر اللازمة، تماما كما هو الحال لدى المجتمعات المتحضرة عند الانتهاء من أي مشروع اقيم، وبالمقابل، نحن نتبارى في الاشارة إلى مواطن الضعف مبرزين مهاراتنا، وفي النهاية نفش غلنا بمسبة ونسترخي؟!!
الملاحظات والانتقادات كانت عنيفة او لطيفة، والأخيرة قلما تكون.. تعود على نفسها باستمرار منذ عدة عقود دون ان نتقدم قيد أنمة.. تترجم في التعبير عن غضبنا اتجاه ما يحدث في الاعراس اثناء جلوسنا على المائدة.. الجميع يتأفف يقول: – اننا مش ملحقين وأخذنا قرض حتى نقوم بواجب النقوط، منهم من يقول: يا أخي حلينا من عرس واجينا ع عرس قديش الواحد بدو يأكل ازهقنا أكل الاعراس إلخ..
يسبق المائدة الرئيسية التي تجرى في احد المنتزهات عدة وجبات قبل العرس تستمر لعدة ايام.
هناك من بدأ يحاول التهرب من هذه الاشكالية فيسجل في نص الدعوة بان العرس ليوم واحد ولكن ذلك لن يجديه نفعًا طالما أنه وسع الدعوة لتشمل كل اهل بلده لان لدى المدعوين التزاماتهم الاخرى داخل القرية وخارجها.
وهنا نشير إلى أنه طالما أن (الواجب) يقدم على مدار الاسبوع ما هو لزوم للوجبة الرئيسية في المنتزه خاصة وان هذا (الواجب) يُقدم للمعازيم في بيت العريس.. سكه مكه.. لا يكاد المعزوم من تناول المعجنات ويلتقط انفاسه حتى يباغت بالمجففات والفواكه والمكسرات على اشكالها، بعدها المشروبات الخفيفة ثم الحلويات الشرقية، صحن مأكولات يحتوي على كل ما لذا وطاب، يتفنن النسوة في اعداده، يتبعة صحن كنافة. هل كل هذا الكرم الهمجي غير كاف؟!! حتى نتوجّه بوجبة في المنتزه
ثم ان طعام المنتزهات أضحى روتينيًا للغاية لا تغيّر فيه إلا بعض المسات الخفيفة وان التكاليف باهضة يقبضها صاحب المنتزة دون شفقة او رحمة.. يفت صاحب العرس الذي كان يشارك أهل بلدة طول عمره معتقدًا انه بنقوطه على مدار الحياة يشكل – برنامج توفير- سوف يقبضه عندما يزوج ابنه؟! ليجد نفسه ملحوقًا بعد عودته إلى البيت ليعاني بعد ذلك فترة طويلة.
أن ما يدفعه والد العريس لصاحب المنتزه يمكنه أن يرفع الضغط عن العريس وأهل العريس لعدة سنوات، يمكنه أن يُستغل في تكملة العمارة.. في شراء سيارة لرفاهية العرسان، يمكنه أن يستغل فيوشراء اللوازم الضرورية وغيرها من المشاريع ، بدلًا من هدر الأموال، ويا ريت عاجب الناس اللي بدها تطلع تنتقد
عند الحديث، الجميع يوافقك ولكن الجميع يخشى التحرر من هده العادات السلبية، الجميع يخشى من الجميع؟!! وهناك من يقول : يجب أن يكون هناك من يبادر، الكل يتذمر وأحد لا يغيّر ولا يتغير
والاهم هو أن العرس يخلو من الفرح، وهل نحن في مأتم؟؟ لماذا لا تقوم حفلة للأفراح للتعبير عن مدى سعادة أهل العرس والمقربين.
من الواضح ان لكل موضوع في الحياة سلبياته وايجابياته وعلينا أن نضع ذلك في كفتي الميزان لنرى اي من الكفتين ترجح..
منعت اعراس الافراح تحت حجة اختلاط الجنسين وكأن ذلك يحد من هذا الاختلاط متناسين او جاهلين ما ابدعت التكنلوجيا من اختراعات.. أن الشاب إذا اراد أن يلتقي بصديقته ليس بحاجة إلى أن ينبس ببنت الشفة.. اس .ام . اس وخلال توان يلتقي بها، وهكذا فهو ليس بحاجة إلى أن تحين الفرصة او تأتي الصدفة..
وكان الجنسين لا يختلطان في الشارع. او حتى في المقامات الشريفة ناهيك عن المناسبات السياسية التي يختلط بها الحابل بالنابل، وهنا لا بأس ما دام ذلك يفيد الجهة التي ننتمي إليها؟!!
أننا نقول واثقين تمامًا:- أن اعراس التي يتخللها الفرح تحد من الانحرافات الاخلاقية بعكس ما يعتقده المتزمتون.. حيث أنه عندما يمنع الافراح بالقرب من البيت يجري بعيدًا عن البيت بدون رقابة وهناك يمكن أن يحدث ما يحدث من تعاطي للمشروبات الروحية وحتى المخدرات.. هذا ما يراه كل من يرى ابعد من انفه.. افيقوا بالله عليكم، أن زفة العريس التي يقال انها صرحت من قبل المشايخ لا نراها تنفذ على ارض الواقع..
كما ان تشابك الايادي له قيمة روحية من شانه ان يعزز روح الوحدة ويقرب الناس من بعضها البعض، فلو اقيمت الدبكة التي كنا نعيشها المرافقة للاغاني الشعبية وصوت الشبابة او الارغول وهو يلعلع في الاجواء حين كان يبعث جوًا بهيجاً في سمائنا كان من شأن ذلك أن يستقطب شباب القرية،
ويقربهم من تقاليدنا الحميدة ومن جذورنا الاصيلة ويمنعهم من الذهاب إلى الحرش او إلى القاعات التي يقدم بها المنكر، والتي تنتهي احيانًا كثيرة بحادث سير، أن الشاب عندما يضرب الأرض بقدميه اثناء الدبكة يُخرج الطاقة الكامنة في ذاته بدلا من أن يخرجها بشكل منحرف.. يعود إلى بيته سعيدًا ليسترخي بعد تعبه الممتع
هل فكرتم في الموضوع بتعقل.. ام أن التعصب اعمى ابصاركم
هادي زاهر ـ عسفيا
ملاحظة المحرر: الفيديو ليس له علاقة بالخبر ولا بالكاتب وليس اكثر من نقل احد الافراح المحترمة ومنقول عن قناة YouTube