مع ان المثل يقول ” اكبر يا ابني والبنات كثار” إلا أن أمي أصرت على ان الواحد “ينزل بنت عمه عن ظهر الفرس” وابنة عمي وحيدة لاهلها وحلوة ولها “فم يأكل ولا يحكي”.. ومع هذا لم تترك أي فستان إلا وساعرته.. فهذا للسهرة وهذا للخطرة وهذا للبيت وذلك العقد حلو، وتلك خلعة للشبينة وغير هذا من مشتريات تكاد تكفي لفتح دكانة بالجملة.
وجملة القول أن والدي أقام حفلة زفاف “بطنطنة وجراس” دعا إليها جميع معارفه بالإضافة لعدد لا بأس به تمت دعوتهم “عَ السمعة” (طبعًا كرمال الواجب وليس طمعًا بالنقوط ) وتزوجنا بالرفاء والبنين.. الى ان أخذت زوجتي تشك بأني شايف حالي عليها ، وأن عيوني لبره وان أمي طمعت بميراثها بصفتها وحيدة أهلها.. فلبست وجهها بالمقلوب وقلبت الحياة في البيت من عسل الى بصل وأصبحنا نعيش تحت حكم عسكري يفرض فيه منع التجوّل خلال مسح مسطبة البيت وكثيرًا ما تم إغلاق مناطق ، أقصد إغلاق غرف لهذا السبب أو ذاك.. و..
وأنا عقلي “أضيق من خُرم الابرة” و “جقيم” فكنت أتجول بدون تصريح وأخرج من البيت “معاندة ” وأعود جكارة ل “أفشّ غُلي” بالصحون وكل ما تطوله يدي..
أما إذا ساد الهدوء لفترة ما، فكانت أمي تكسر وقف اطلاق النار وتشن غارة من الاتهامات ترد عليها مرت عمي ب “صواريخ” كثيراً ما راح ضحيتها والدي فأصبح “شرشة” موظف تعيّن بالواسطة وتربّى على “الرشرشة” والبرطيل. ولم يسلم عمي هو الآخر من لسان أمي: فهو “لقموط” ومراوغ ، لم يدع أحداً في حياته الى بيته .
فترد حماتي على النار بالمثل بالقول ، روحوا شوفوا حالكوا يا دار أبو قشب الى آخره من هذه “المواويل” !.
“هذه حكايتي حكيتها وعندكم حطيتها” وأنا مستعد عن يد الله ويدكم ، يا جماعة ، أن أعود الى البيت وأتعهد بالعمل على تهدئة الأوضاع وإحلال الوئام وترميم جسور المحبة بيننا فزوجتي ، غالية عليّ والأولاد كسروا لي قلبي.