صرخة اللغة العربية ! ! ! بقلم د.نجيب صعب –ابو سنان

 

    135

اللغة العربية الأصيلة هي من اوسع اللغات والمعاني والمضامين المتنوعة والفرعية في شتى

مجالات وأطر الحياة, وأنها مترامية الأطراف ولها أصولها وقواعدها, وإنّ هذه اللغة من أجمل

اللغات لفظاً وتنوعاً وجوهراً إذا ما قيست بلغات اخرى في هذه المعمورة .

    إلا اننا نرقب عن كثب ما يدور في النواحي الاجتماعية والمجالسات  والتجمهر والمناسبات

من كل جوانب الحياة, وقد ينبري هذا وذاك ليؤم في الجماهير بأية مناسبة معينة  كانت , وكل

من يعي معنى هذه اللغة وطريقة التحدث بها وكيفية التحدث,  يكاد الأمران يخرج عن المألوف,

حيث انّك ايها الإنسان المدرك لأصول اللغة تتخيل انّ اللغة تستغيث !!! نعم تستغيث وحقاً تستغيث وتصرخ  !!! وربما تبكي بدون انقطاع   . . . ولا من مجيب  ! ! !

    وقد يشرئب  احدهم ويُخرج من تحت إبطه ايضاً اطروحة 90% منها منقول  عن كتب وعن

 مقالات حرفياً تليق بالمقام والحدث, إلا أنّه يبدأ بتشويه اللفظ وكسر المرفوع أو جر المنصوب

 وكأنه فلتة زمانه وهو يعلم علم اليقين قدرته على التكلم وإلقاء الخطب على ذمته .

     ومن ناحية اخرى قد يأتيك مفتش أو مدير أو مربي وكلهم محترمون ,  إلا أنهم يلقون التوجيهات بلغة مكسّرة وأين  امام الناشئة  . . . لماذا هذا يا هؤلاء ؟ لماذا يا أعزائي من الجنسين ؟؟

    وإذا صادفتِ اختي القارئة أخي القارئ . . . مربياً أو مربية واطلعت على أمر قد كتب في

 دفاتر الطلاب أو في رسالة تتيقنين وبسرعة فائقة أنّ هؤلاء بعيدين كل البعد عن أصول اللغة

 لغة الأم !!! رغم حيازتهم إما على شهادة جامعية وإما من أحد المعاهد العليا . . . ولا أقص

د المس بأحد لا سمح الله بل هذه حقيقة واقعة والساحة الاجتماعية تشهد على ذلك.

     ومن ناحية اخرى في الحياة السياسية الممثلون  الموظفون وبضمنهم أصحاب مناصب

 ومسؤوليات في التربية والتعليم , نسمعهم في الحديث والتوجيه  والكلام الذي يجب ان يكون

 صحيحاً من الناحية اللغوية  فحدّث هنا ولا حرج  !!!

    وقد ترفض الأذان سماع بعض المتزعمين  في نظري لدى تفوهاتهم  وتوجيهاتهم  تخجل اللغة وتصرخ ويخجل  السامعون  بمثل هذه الألفاظ أو تخال هذه اللغة المتأثرة والموجوعة تقول : ماذا فعلت  اليس هذا تجني علي ؟ ألا يليق بهم أن يفقهوا ويدرسوا جيداً وعلى الأقل لا يآجروا بي ؟؟   وبالطبع

 إن لم يقوموا بواجبهم جيداً فلا أسامحهم ابداً ” أقوال اللغة  ” . . .

    وأذا تعمقنا  أكثر وأكثر بدون عناء يذكر نتمكن من إبراز الأخطاء والنهج الذي بهذه اللغة

 في كل ناحية,  إلا إنه هنا يكون بارزاً وهناك يكون أقل ظهوراً وربما يكون شبه معدوم في

مكان آخر .

     وكذلك إخواني وأخواتي القراء لكتابة خبر معين ومقالة او مقال او مقابلة مسموعة كانت ام مرئية

 ام مقروءة اصول راسخة ينبغي على  اُلي الأمر التقيد بها لتبقى صحيحة في لغتها ولفظها وتنسيقها وليس كما هو الحال هذه الأيام . . .

      فإلى كل هؤلاء أود أن أهمس ولا أتعرض  لأحد مطلقاً حيث أنني أجلُّ واقدر الجميع  وتأتي ملاحظاتي من باب الإصلاح  والتحسين  والحفاظ بقدر الإمكان على أصول هذه اللغة الجميلة ونقل الصحيح إلى الأطفال  والناشئة على الأقل, لأنني ارى بكل مثقف ومتعلم او اي انسان آخر شريكاً في صيانة هذه اللغة .

     وإليكم أقول : لماذا لا نعمل معاً على التكلم بلغة صحيحة ولا نظلم هذه اللغة ؟ لماذا لا نراجع أوراقنا جيداً ونحسن التكلم على الأصول ؟  لماذا ألاستهانة ؟ ولماذا لا نحاسب الضمير قليلاً ؟ ولماذا

 لا نصارح أنفسنا وضميرنا كي  نصقل  الكلمة والجملة على اصولها حتى لو نقلت عن كتاب او دفتر او مقال كان قد نشر هنا وهناك لأنّ الاقتباس له اصوله ايضاً يا سادة .

وكثيرون ينقلون النص كاملاً فقط يعملون جاهدين لتغيير الاسم  , بربكم اليس هذا تجني ؟ , اليست هذه سرقة في وضح النهار ؟ , وهل يظن هؤلاء انّ الجماهير نائمة الى هذا الحد ؟؟

ام يظنون انّ هذه براعة , طلاقة لسان , ضلوع في اللغة ام ضحك على الذقون كما يظنون ؟؟ ويمكنكم انتم  تسميتها كما تشاؤون . .

    وأخيراً معذرة  لقول الحقيقة بإسهاب لأنها تؤلم في غالب الأحيان  لأنها صحيحة والأفضل أن تأخذ اللغة والصراحة حقهما بالاستقامة وبالقول الصحيح في كل مناسبة , عندها يمكننا ان

ننصف هذه اللغة, وأن لا نخون الضمير ,ونوجه الأبناء والنشء على الأصول ونعبر أيضاً

عن مقدرتنا باستحقاق ليس بالتجني  وارتكاب الأخطاء لأنّ ذلك يعود  سلبياً على المجتمع بشكل عام واللغة بشكل خاص .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .