حسين مهنّا الشاعر بدر شاكر السياب أَقْتَبِسُ مِنْ كِتابِ (رَسائِلُ السَّيّابِ 1926-1964م العراق، لِلْكاتِبِ العِراقي المَعْروفِ ماجِدِ السّامَرّائِيِّ الصّادِرِ عَنِ المُؤَسَّسَةِ العَرَبِيَّةِ لِلدِّراساتِ والنَّشْرِ – طَبْعَةٌ أولى 1975، وطَبْعَةٌ ثانِيَةٌ مُنَقَّحَةٌ ومَزيدَةٌ.. بَيروت 1994). كَتَبَ في رِسالَةٍ الى (يوسف الخال1917 – 1987م لبنان ) ص 130 “…. هَلْ قَرَاْتَ ما كَتَبَهُ ت. س. إليوت عَنِ المَوهِبَةِ الفَرْدِيَّةِ والتُّراثِ وعَلاقَتِهما بِالشِّعْر؟ يَجِبُ أَنْ يَبْقى خَيطٌ يربِطُ القَديمَ بِالجَديدِ، يَجِبُ أَنْ تَبْقى بَعْضُ مَلامِحِ القَديمِ في الشيء الّذي نُسَمّيهِ جَديدًا.” وكَتَبَ في رِسالَةٍ الى أَدونيس ص 135 “… وإذا شاعَتْ كِتابَةُ الشِّعْرِ دونَ التَّقَيُّدِ بِالوَزْنِ، فَلَسَوفَ تَقْرَأُ وتَسْمَعُ مِئاتِ القَصائِدِ الَّتي تُحيلُ رَأْسَ المالِ، والاقْتِصادَ السِّياسِيَّ وسِواها مِنَ الكُتُبِ والمَقالاتِ الافْتِتاحِيَّةِ لِلْجَرائِدِ…الى شِعْرٍ، وهو لَعَمْري خَطَرٌ جَسيمٌ “. ويُتابِعُ في نَفْسِ الصَّفْحَةِ “… كانَتْ قَصيدَتُكَ رائِعةً بِما احْتَوَتْهُ مِنْ صُوَرٍ لا أَكْثَر. ولكِنْ : هَلْ غايَةُ الشِّاعِرِ أَنْ يُري قُرَّاءَهُ أَنَّهُ قادِرٌ على الإِتْيانِ بِمِئاتٍ مِنِ الصُّوَرِ؟ ” أَمّا في رِسالَتِهِ الى (تَوفيق صايغ 1923-1971م فِلَسْطيني، وُلِدَ في جَنوب سوريا) ص 218 كَتَبَ “… مُصيبَةُ العِراقِ أَنَّ أَكْثَرَ اُدَبائِهِ شُعَراء. كُتّابُ القِصَّةِ والرِّوايَةِ والمَقالَةِ إلَخَ.. قَليلونَ جِدًّا”. كُنْتُ أَتَمَنّى على نَفْسي أَنْ اَخْتِمَ هَذِهِ الاقْتِباساتِ بـ (لا تَعْليق!)، ولكِنِّي أَوَدُّ أَنْ أُؤَكِّدَ على اَنَّ اقْتِباساتي لِلِسَّيّابِ لَيسَ مِنْ بابِ المَحَبَّةِ.. فَبِقَدْرِ تَقْديري لِدَورِهِ، وحُبِّي لِشِعْرِهِ لَمْ يَكُنْ قَريبًا الى قَلْبي، وهو المُتَجَنّي عَلَينا نَحْنُ الشُّيوعِيّينَ! ولكِنْ لاعْتِبارِهِ أَحَدَ أَقْطابِ المُجَدِّدينَ في بُنْيَةِ القَصيدَةِ العَرَبِيَّةِ، وفي عَصْرَنَتِها، إنْ صَحَّ القولُ،.. فَحَذارِ أَنْ يَاْخُذَنا اسْتِسْهالُ الشِّعْرِ الى مَتاهاتِ المَجْهولِ! |