تشهد الساحة الثقافية في العالم العربي تحديات متعددة تتمثل بصراع التقليد والتجديد أو المحافظة والتحديث، كذلك ثنائية الأنا والآخر، فضلا التراث والحداثة، ومنها الأصالة والمعاصرة، كما يرى بعض الباحثين في الشؤون الثقافية بأ هناك تحديات اخر تتمثل في ظهور مشاريع سياسيّة ودينيّة ومذهبيّة وقوميّة ذات جذور ثقافيّة تسعى إلى تغيير واقع الجغرافيا للدولة الوطنيّة العربيّة وذلك من خلال صراعات مفتعلة بين الفكرة العربيّة الجامعة والفكر الاسلامي، ممّا شكّل تهديداً لوحدة الدولة الوطنيّة، وللهوية العربية الجامعة، ومشروعات التكامل العربي لا سيّما في المجال الثقافي.
حيث أدى صعود الجماعات الأصوليّة الراديكاليّة التي تمارس الإرهاب، وتمدّدها داخل بعض البلدان العربيّة، إلى تأسيس ثقافة العنف الدينيّ والمذهبيّ، التكفيري والإقصائي، بما يهدّد الوحدة الوطنية ويفرض قيوداً على حريّة الرأي والتعبير والابداع بكافة أشكالها، تنعكس سلباً على أوضاع الثقافة والمثقّفين العرب.
وفي آخر التطورات على الصعيد الثقافي في العالم العربي، افتتحت بمركز عمان الدولي للمعارض أنشطة الدورة الحادية والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب بمشاركة أكثر من 650 دار نشر من 27 دولة عربية وأجنبية، وشهدت مسقط عاصمة سلطنة عمان في التاسع من فبراير شباط الجاري إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية والتي تعد إحدى أبرز الجوائز الأدبية العربية من حيث حجم المشاركة وقيمة الجوائز المالية. وضمت القائمة ست روايات، وتزامن افتتاح المعرض هذا العام مع (يوم المعلم) في سلطنة عمان. وأطلق وزير الإعلام ممثلا للمعرض بالشراكة مع شركة الاتصالات الراعية للمعرض رسالة نصية موجهة للمعلم لتهنئته بهذه المناسبة، اما في مصر قال منظمو معرض القاهرة الدولي للكتاب إن المعرض استقبل أكثر من ثلاثة ملايين زائر في دورته السابعة والأربعين مقارنة بمليوني زائر في دورته السابقة، في حين بدأ توافد الزائرين على المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته الثانية والعشرين صباح الجمعة في أول أيام عمل المعرض الذي يمثل أحد أبرز الأنشطة الثقافية بالبلاد ويقام سنويا تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس.
يشارك بالمعرض أكثر من 680 عارضا بين دور نشر وتوزيع ومؤسسات حكومية ومعاهد وجامعات من 44 بلدا. وتحل الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف بدورة هذا العام التي تمتد من 12 إلى 21 فبراير شباط الجاري، والمعرض أحد أبرز المناسبات الثقافية والفنية التي يقيمها المغرب سنويا إلى جانب مهرجان موازين إيقاعات العالم ومهرجان مراكش السينمائي الدولي ومهرجان تطوان لسينما بلدان البحر المتوسط وغيرها.
من جهة أخرى أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في قطر إقامة الدورة الثانية لجائزة كتارا للرواية العربية في الفترة من 10 إلى 13 أكتوبر تشرين الأول، ومن أبرز الفائزين بالجائزة في دورتها الأولى الجزائري واسيني الأعرج والمصري إبراهيم عبد المجيد والسوداني أمير تاج السر والأردني جلال برجس والعراقية ميسلون صادق والبحرينية منيرة سوار.
من جهة أخرى بعد ترشح إحدى رواياته للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2016 ورواية أخرى للناشئين للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2016 يرى الروائي المصري إبراهيم فرغلي أن الجوائز مهمة لتشجيع الكاتب العربي في مناخ يقول إنه معاد للقراءة، ويضيف أن الجوائز الأدبية في العالم العربي ستكون أكثر جدوى إذا التزمت “بالتأكيد على منح الأولوية لنصوص تمثل إضافة حقيقية لفن السرد العربي وتضيف تقنيات جديدة.. لأعمال مركبة قد لا تجد فرصتها في الوصول للقارئ بسهولة لولا الجوائز” ولكنه يقول إن هذا الطموح ليس حال الجوائز بشكل عام، فيما يلي ادناه اهم التطورات التي تخص الفعاليات الثقافية في العالم العربي.
الدولي للكتاب تزامنا مع يوم المعلم
في سياق متصل، افتتحت بمركز عمان الدولي للمعارض أنشطة الدورة الحادية والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب بمشاركة أكثر من 650 دار نشر من 27 دولة عربية وأجنبية، حضر الافتتاح محمد بن الزبير بن علي مستشار سلطان عمان لشؤون التخطيط الاقتصادي وعبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام ورئيس اللجنة المنظمة للمعرض ومجموعة من الكتاب والمفكرين والدبلوماسيين.
يقام المعرض في الفترة من 24 فبراير شباط وحتى الخامس من مارس آذار ويشهد تنظيم أنشطة متنوعة بين أمسيات شعرية وندوات فكرية ومعارض فنية، ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن الحسني قوله في كلمة الافتتاح يوم الأربعاء إن المعرض “يعد أكبر تظاهرة ثقافية تشهدها السلطنة”، وأضاف أن المعرض “سيشهد أنشطة وفعاليات مكثفة هذا العام حيث ستكون هناك 40 فعالية ثقافية”، ونوه باختيار سلطنة عمان هذا العام لتكون “محطة لإعلان نتائج جائزة البوكر العالمية للرواية العربية للقائمة القصيرة”.
وشهدت مسقط عاصمة سلطنة عمان في التاسع من فبراير شباط الجاري إعلان القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية والتي تعد إحدى أبرز الجوائز الأدبية العربية من حيث حجم المشاركة وقيمة الجوائز المالية. وضمت القائمة ست روايات.
وأشار الحسني إلى أنه سيتم خلال الأيام المقبلة الاحتفاء بعدد من المبادرات المجتمعية والإصدارات الحديثة خلال أيام المعرض، وتضمن حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي بعنوان (ذاكرة المعرض) تم فيه تسليط الضوء على أبرز ما جاء في الدورات السابقة للمعرض كما تم تقديم عرض مرئي حول الدراسة المسحية التي أجرتها جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع وزارة الإعلام حول زوار المعرض خلال السنة الماضية. بحسب رويترز.
يشارك في تنظيم أنشطة المعرض هذا العام النادي الثقافي والمنتدى الأدبي والجمعية العمانية للكتاب والمكتبات وشبكة المصنعة الثقافية ومركز ذاكرة عمان وصالون مساءات ثقافية وكلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ويضم الموقع الرسمي للمعرض على الإنترنت محرك بحث خاصا بالمعرض يحتوي على 250 ألف عنوان كتاب.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
قال منظمو معرض القاهرة الدولي للكتاب إن المعرض استقبل أكثر من ثلاثة ملايين زائر في دورته السابعة والأربعين مقارنة بمليوني زائر في دورته السابقة، وقال هيثم الحاج علي رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب التي تنظم المعرض سنويا “هذا العرس الثقافي حمل وجه مصر الجميل للعالم وهو الفعالية الثقافية الأهم في الوطن العربي”، وأضاف “عدد الزوار تجاوز الثلاثة ملايين زائر .. كما زادت نسب المبيعات هذا العام بحسب اتحاد الناشرين بنسبة 180 بالمئة”، واستمر المعرض على مدى 15 يوما من 27 يناير كانون الثاني إلى 10 فبراير شباط بأرض المعارض الدولية بمدينة نصر. بحسب رويترز.
وشارك في المعرض 850 ناشرا من 34 دولة مقسمين إلى 50 ناشرا أجنبيا و250 ناشرا عربيا و550 ناشرا مصريا، كما حلت البحرين ضيف شرف على المعرض في دورته هذا العام واختير الروائي والكاتب المصري الراحل جمال الغيطاني شخصية المعرض، وشهد اليوم الأخير للمعرض إعلان أسماء الفائزين بجوائز المعرض لأفضل كتاب لعام 2015 والتي سلمها وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، وفازت رواية (جيمنازيوم) للكاتبة مي خالد بجائزة أفضل رواية. وفي مجال القصة القصيرة فازت بالجائزة المجموعة القصصية (ذلك المكان الآخر) للكاتب أسامة ريان وتسلمتها عنه ابنته هدى، وفي مجال الشعر فاز بالجائزة ديوان (أبيض شفاف) للشاعر سمير درويش أما في شعر العامية فاز بالجائزة ديوان (عن نفسي) للشاعر يسري حسان.
وفي مجال المسرح فاز بالجائزة كتاب (ثلاث مسرحيات مصرية) للكاتب محمود الطوخي. وفي مجال النقد الأدبي فاز بالجائزة كتاب (الهامش الاجتماعي في الأدب .. قراءة سوسيوثقافية) للكاتبة هويدا صالح، وفي مجال العلوم الإنسانية فاز بالجائزة كتاب (اعادة بناء وطن) للكاتب علي السلمي، وأعلن النمنم في كلمته بحفل الختام ان المغرب سيكون هو ضيف الشرف بالدورة القادمة للمعرض والتي ستقام في الفترة من 27 يناير كانون الثاني إلى 10 فبراير شباط 2017، وقال “اذا كان ضيف شرف هذا العام من الخليج فان العام القادم سيكون من دول المحيط”، وتصاحب المعرض كل عام مجموعة متنوعة من الأنشطة بين أمسيات شعرية وندوات فكرية وعروض فنية كما يستضيف سنويا مجموعة من الكتاب والمفكرين والأدباء العرب والأجانب.
معرض الدار البيضاء للكتاب
بدأ توافد الزائرين على المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته الثانية والعشرين صباح الجمعة في أول أيام عمل المعرض الذي يمثل أحد أبرز الأنشطة الثقافية بالبلاد ويقام سنويا تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس.
يشارك بالمعرض أكثر من 680 عارضا بين دور نشر وتوزيع ومؤسسات حكومية ومعاهد وجامعات من 44 بلدا. وتحل الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف بدورة هذا العام التي تمتد من 12 إلى 21 فبراير شباط الجاري.
وكان الأمير مولاي رشيد -شقيق الملك- قد افتتح المعرض رسميا يوم الخميس بحضور وزير الثقافة المغربي محمد الأمين الصبيحي وسعيد مهير الكتبي القائم بأعمال سفارة الإمارات بالرباط، تصاحب المعرض باقة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية بين ندوات وأمسيات ولقاءات فكرية وفنية يشارك بها كتاب ومفكرون وأدباء وفنانون من المغرب ودول عربية وأجنبية، ومن أبرز ضيوف المعرض الكاتب التونسي شكري المبخوت والروائي السوداني حمور زيادة والكاتب المصري وحيد الطويلة والشاعرة السعودية هيلدا إسماعيل والشاعر الفلسطيني طه محمد علي والمترجم والشاعر الإيراني موسى بيدج.
ومن المغرب الروائي أحمد المديني والكاتب عبد الفتاح كيليطو والباحث محمد أبطوي والشاعر صلاح بوسريف والكاتب المسرحي المسكيني الصغير، وعلى هامش المعرض وبحضور شعراء مغاربة وأجانب يتسلم الشاعر الألماني فولكر براون جائزة (الأركانة) العالمية للشعر لدورة 2015 التي يمنحها بيت الشعر في المغرب، كما يحتفي المعرض بالمبدعين والمفكرين المغاربة الذين نالوا جوائز دولية على مدى العام المنقضي وفي مقدمتهم محمد نور الدين أفاية الفائز بجائزة أهم كتاب عربي 2015 التي منحتها مؤسسة الفكر العربي في بيروت.
الدورة الثانية لجائزة كتارا للرواية العربية
أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في قطر إقامة الدورة الثانية لجائزة كتارا للرواية العربية في الفترة من 10 إلى 13 أكتوبر تشرين الأول، وقال خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء إن اختيار هذا الموعد جاء “لإعطاء الوقت الكافي للجان التحكيم للقيام بعملها على أكمل وجه من حيث القراءة المتأنية للمشاركات وتقييمها بشكل عادل ومنصف.”، وأشار إلى أن عدد المشاركات في الفروع المختلفة للجائزة هذا العام وصل إلى 1004 مشاركات قائلا إن هذا “رقم ضخم لم يتوقعه أحد”.
وقال السليطي “حجم المشاركة هذا العام ما هو إلا دلالة وتأكيد على التفاعل الكبير الذي تلاقيه الجائزة من قبل الأوساط الأدبية والثقافية وعلى نجاحها منقطع النظير في استقطاب الروائيين والباحثين من مختلف أرجاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.”، وأضاف “تم إضافة فئة جديدة تعني بالدراسات (البحث والتقييم والنقد الروائي) في الدورة الثانية من الجائزة لتحفيز الباحثين في مجال الرواية العربية على العمل على تطوير الرواية العربية وصقلها”، ومن شروط الجائزة أنها “لا تمنح لعمل سبق له الفوز بجائزة عربية أو أجنبية كما يجب أن يكون الروائي أو الباحث صاحب العمل المرشح على قيد الحياة ولا يحق له الترشح بأكثر من عمل واحد”، وتقدم خمس جوائز للفائزين عن فئة الرواية المنشورة ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار ليصبح مجموعها 300 ألف دولار، وفي فئة الروايات غير المنشورة تقدم خمس جوائز للروايات التي لم تنشر قيمة كل منها 30 ألف دولار ليصبح مجموعها 150 ألف دولار، وفي فئة أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات المنشورة الفائزة تقدم جائزة قدرها 200 ألف دولار وتحصل أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات غير المنشورة على جائزة قدرها 100 ألف دولار مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي. بحسب رويترز.
وقال خالد عبد الرحيم السيد المشرف العام على جائزة كتارا للرواية العربية خلال المؤتمر الصحفي “وصل عدد الروايات المنشورة المشاركة إلى 234 رواية طبعت عام 2015 و732 رواية غير منشورة إضافة إلى 38 دراسة وجاءت المشاركة النسائية بعدد 277 مشاركة مقابل 777 مشاركة للرجال”، وأضاف “في الدورة الأولى للجائزة تم استلام 236 رواية منشورة منها 85 رواية منشورة عام 2013 و151 رواية منشورة عام 2014 فيما استلمنا هذه الدورة 234 رواية منشورة في عام 2015 ما يدل على الإقبال الملفت الذي لاقته هذه الفئة من الجائزة من قبل المشاركين”، وجائزة كتارا للرواية العربية هي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) التي تتخذ من الدوحة مقرا لها في بداية 2014. وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعينها لهذا الغرض.
جائزة الطيب صالح للإبداع في الخرطوم
جاء كتاب من سوريا والسودان في صدارة الفائزين بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في دورتها السادسة التي أعلنت في حفل بالخرطوم، ومن بين تسع جوائز في ثلاثة فروع كان نصيب سوريا ثلاث جوائز ومثلها للسودان أما الجوائز الثلاث الباقية فذهبت إلى كتاب من الجزائر والسعودية ومصر، والجائزة التي شارك في دورتها الحالية أكثر من 400 عمل لكتاب منحت للمرة الأولى عام 2011 ويعلن عنها يوم 18 فبراير شباط سنويا في ذكرى وفاة الكاتب السوداني الطيب صالح (1929-2009).
والجائزة التي ترعاها الشركة السودانية للهاتف المحمول (زين-السودان) تمنح لمخطوطات غير منشورة في ثلاثة فروع هي الرواية والقصة القصيرة وقصص الأطفال وهي المسابقة الوحيدة التي فازت فيها كاتبات، وينال الفائز الأول في كل فرع عشرة آلاف دولار ويحصل الثاني على ثمانية آلاف دولار أما الثالث فينال ستة آلاف دولار. بحسب رويترز.
ووزعت في حفل أقيم بقاعة الصداقة في العاصمة السودانية بحضور ضيف الشرف الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة الإماراتي، وفاز بالجائزة الأولى في فرع الرواية السوري سومر شحادة عن روايته (حقول الذرة) وحصل على الجائزة الثانية المصري عمار علي حسن عن روايته (بيت السناري) أما الثالثة فنالها السوداني محمد المصطفى الطيب بشار عن روايته (تجليات يعقوب الفينيق)، وفي فرع القصة القصيرة فاز بالجائزة الأولى السوداني الهادي علي محمد راضي عن مجموعته (فنتازيا أنثى الشط) وذهبت الجائزة الثانية للسعودي مقبول العلوي عن مجموعته (النجاب) ونال الجائزة الثالثة السوداني معاوية محمد الحسن قيلي عن مجموعته (بورتريه)، أما جوائز قصص الأطفال فحصلت فيها الجزائرية أسمهان منور على الجائزة الأولى عن كتاب (عالم أجمل) وفاز السوري نجيب كيالي بالجائزة الثانية عن كتاب (العيد والأرجوحة) أما السورية حنان المصري ففازت بالجائزة الثالثة عن مجموعة (حكايات جدي).
الجوائز مهمة لتشجيع الكاتب في مناخ معاد للقراءة
بعد ترشح إحدى رواياته للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) 2016 ورواية أخرى للناشئين للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب 2016 يرى الروائي المصري إبراهيم فرغلي أن الجوائز مهمة لتشجيع الكاتب العربي في مناخ يقول إنه معاد للقراءة.
ويضيف أن الجوائز الأدبية في العالم العربي ستكون أكثر جدوى إذا التزمت “بالتأكيد على منح الأولوية لنصوص تمثل إضافة حقيقية لفن السرد العربي وتضيف تقنيات جديدة.. لأعمال مركبة قد لا تجد فرصتها في الوصول للقارئ بسهولة لولا الجوائز” ولكنه يقول إن هذا الطموح ليس حال الجوائز بشكل عام.
وقال فرغلي المقيم في الكويت في مقابلة مع رويترز عبر البريد الإلكتروني إن بعض الجوائز العربية كرست في السابق لأنماط من كتابة تقليدية لا تمثل إضافة حقيقية للإبداع العربي، ويضيف أنه “في مناخ معاد للقراءة ومضاد للكاتب” فإن الجوائز تقدم بعض التشجيع الذي يحتاج إليه الكاتب بالتقدير المعنوي لجهده “والتقدير المادي” أيضا.
وفاز فرغلي عام 2012 بجائزة ساويرس الأدبية في مصر عن روايته (ابناء الجبلاوي) التي يتخيل فيها ضياع أعمال نجيب محفوظ من العالم ويتحول الأمر إلى لغز لا يفهم سره أحد وبعد فشل الحكومة في حل المشكلة يصبح هذا اللغز قضية وطنية ثم تظهر شخصيات أعمال محفوظ لتبحث بدورها عن أعماله. بحسب رويترز.
ويصف فرغلي الجوائز الأدبية في الغرب وفي العالم العربي بأنها تثير دائما “غبار التلاسن والانحيازات… إلى آخره لكنها بشكل عام تظل ذات أهمية للكتاب الذين لا يجدون مجتمعا قرائيا يليق بما يكتبون” وأنها تمنح الكاتب تشجيعا لكي يتمكن من الاستمرار في الكتابة في سياق يعتبره يرى أنه “يشجع التفاهة والتسلية على حساب كل ما هو جاد أو رصين”، ورشحت رواية فرغلي (معبد أنامل الحرير) ضمن 15 رواية في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)
2016 كما ضمت القائمة الطويلة لفرع أدب الطفل في (جائزة الشيخ زايد للكتاب) 2016 روايته (مصاصو الحبر)، وستعلن الشهر القادم القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد لفرع أدب الطفل من بين 12 عملا اختيرت من أصل 116 عملا في هذا الفرع لكتاب من 17 دولة عربية. وسيتم اختيار عمل واحد للفوز بالجائزة التي تمنح في حفل يتزامن مع معرض أبوظبي للكتاب في مايو أيار القادم، ويقول فرغلي إن ترشح (مصاصو الحبر) للقائمة الطويلة “فاجأني وأسعدني. المفاجأة لأنني لم أتوقعه. وأسعدني لأنني أتمنى حقا أن يوضع أدب الفتيان على خارطة المشهد الأدبي العربي لأهمية التوجه لهذا العمر وإعداده لتلقي الأدب الجاد” بعيدا عن كتب المغامرات.
وشدد على ضرورة ما يسميه “استعادة المراهقين من قراء اللغات الأجنبية لنصوص تعبر عن ثقافة ينتمون إليها ويجب أن تكون مرجعيتهم ووسيلتهم لامتلاك لغتهم الأم” ويعتبر كتابة هذا اللون الأدبي تحديا للكاتب، ويصف تجربته في الكتابة لهذه المرحلة العمرية بأنها ممتعة.. فيقول “إضافتي في (مصاصو الحبر) هي بناء رواية مزيج من الواقعي والأسطوري مع تأكيد القيم العقلانية والعلمية كأساس لطريقة تفكير أبطال العمل من الشباب المغامر المحب للعلوم والمغامرة والترحال”، وتفترض رواية (مصاصو الحبر) تعرض ما يكتبه أحد أبطالها الشبان للاختفاء بعد كتابته إذ يتم محوه فيحاول أبطال الرواية الأربعة حل هذا اللغز بطرق مختلفة.. العلم والفلسفة والمغامرة.
ويقول فرغلي إن الكتابة لهذه السن “رغم أنها تحتاج لبعض القيود مثل امتلاك معادلة خاصة للغة أبسط من لغتي الأدبية في الرواية الأدبية الموجهة للكبار والالتزام بالخطوط العامة للقيم المتفق عليها.. لكن ميزتها أنها في الوقت نفسه تفتح لي الباب واسعا لإطلاق الخيال… هذا ما أحبه في الأدب عموما، ويرجح أنه سوف يستمر في هذه التجربة لكتابة أعمال موجهة للفتيان بين 12 و16 عاما.