الكاتب الفلسطيني يعقوب حجازي احد رواد العمل الثقافي في فلسطين وصاحب رسالة الفكر الفلسطيني والعربي

1
بقلم الدكتور غازي ابوكشك

 

تشكل الثقافة في فلسطين جزءا لايتجزأ من هوية الشعب الفلسطيني على مر التاريخ والعصور ، حيث كانت فلسطين حاضرة في وجدان مثقفيها من فنانين و تشكيليين و مسرحيين . كما كان جرح فلسطين عميقا ومؤلما في ذاكرة الشعب الفلسطيني ومازال حاضرا في وجدان  كتابه وفنانيه على امتداد العالم . مما لابد من الإشارة إليه أن بدء ظهور المجلات والملاحق الثقافية في فلسطين يعود إلى عام 1905؛ حيث الاهتمام بنشر كتابات المثقفين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وفي الشتات، إضافة إلى ما ينتجه الكثير من المثقفين وكبار الكتاب والشعراء والأدباء العرب المناصرين للقضية الفلسطينية.وقد لعبت منشورات الاسوار في عكا بقيادة المفكر الفلسطيني يعقوب حجازي دورا هاما في رصد الحركة الثقافية في الداخل والخارج حيث نشر مئات الكتب الفلسطينية والعربية لكتاب عرب وفلسطينيين وهذا الامر ساعد على عمق الصلات مابين الداخل والخارج كما ان منشورات الاسوار قد قامت بعمل تعجز عنه دول

يُعتبر المثقفين الفلسطينيين جزءا لا يتجزأ من الأوساط الفكرية العربية، ممثلة في الأفراد مثل مي زياد وخليل بيدس. وسلمان ناطور وتوفيق زياد  والراحل سميح القاسم والراحل محمود درويش والدكتور اميل توما والروائي اميل حبيبي والشاعر راشد حسين بالاضافة الى العديد من الاسماء الهامة في فلسطين

من هو الكاتب يعقوب حجازي:

– أنا من مواليد عكا عام 1947 أبي محمد توفيق يعقوب إنسان مكافح، احد تلامذة القسّام، متدين جدا وعاش والدي حتى جيل (94) في عكا القديمة وكان عامل بناء طيلة حياته، وهو الوحيد الذي بقي في عكا من عائلته، جميع إخوته وأخواته وكل أفراد عائلته أصبحوا لاجئين وهذا ينطبق أيضا على عائلة أمي “وصفية رمضان”، فأهلها لجأوا إلى لبنان والأردن. العائلة منتشرة في كل العالم،  لدي عائلة كبيرة من طرف أمي وأبي ولم يبق منهم أحد، وهذا جعلني أتعلق أكثر بالمجتمع ، وشعبي أصبح عائلتي الكبيرة، الهم الجماعي هو اهتمامي، وهو ما ساعدني على ترسيخ الانتماء، ، الانتماء للمجموعة وليس للفرد.

تعلمت في المرحلة الابتدائية والثانوية في مدرسة التيراسنطا الأهلية في عكا وبقيت أعيش في ظل هذه المؤسسة التربوية بعد تخرجي عام 1964 من الثانوية، ففي عام 1965 بدأت كمدرّس مؤقت وبعدها بدأت ادرّس بشكل رسمي، استمررت في هذه المهنة حتى سنوات السبعينيات، إلى أن فصلت من سلك التعليم لأسباب سياسية ومعروف  للجميع مدى تدخل الأجهزة الأمنية في التربية والتعليم في تلك السنوات. ومارست كتابة الشعر في مجلة “الجديد” بشكل دائم، واليوم أنا مدير تحرير فصلية “الأسوار” وهي مجلة للأبحاث وتحظى باهتمام أوساط كثيرة، أساهم في تنشيط الحياة الثقافية من خلال عملي.. صعب أن تمر من عمري ساعة دون أن أقحم الكتاب والثقافة بها، ومع ان أمتع لحظات عمري هي السويعات التي اقضيها مع أحفادي، إلا أنه حتى في هذه الجلسات الخاصة نتحدث عن المركز وتطويره وهذه المحاضرة وتلك وهذه متعتي ومتعة الأسرة بكاملها.

*مطبعة القبس العربي في عكا

– في فترة دراستي الثانوية عملت في مطبعة “القبس العربي” لصاحبها المرحوم إبراهيم الزيبق وهناك تعرفت على قيادة الحركة الوطنية التي كانت تعرف باسم “حركة الأرض” ،أمثال: منصور كردوش، صالح برانسي، صبري جريس ومحمد ميعاري..   عندما حدثت النكسة التي أصابت شعبنا بالذهول.. كان علي أن أختار طريق التحدي بالانتماء إلى الصف الوطني..

*ألمكتبة تحوّلت إلى دار نشر

– بعد فصلي من سلك التعليم، افتتحت في عام 1970 مكتبة في سوق عكا وساهمت في إصدار بعض المجلات والإصدارات ومنها كتب ثقافية متنوعة، واذكر تحديدا أنني ساهمت في إصدار عدد خاص عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقد توزع بعشرات الآلاف من النسخ في كل البلاد حتى في القدس وإصدارات بسيطة مثل باكورة الكاتب محمد علي سعيد “مسافر في القطار” عام 1972. وهذه المكتبة سرعان ما تحولت إلى دار نشر في اعتقادي أسهمت إسهاما فعالا في إثراء المكتبة العربية بمئات العناوين التي تتحدث عن فلسطين وهي “الأسوار”.

 

*أسماء كبيرة ساهمت الأسوار في نشر كتبها

– عام 1977، تأسست “دار الأسوار” وقد أخذت على عاتقها الاهتمام بالأدب الفلسطيني والمحلي منه بشكل خاص، ومنذ تأسيسها لمسنا تجاوبا كبيرا من قبل الجمهور، خصوصا في أوساط الطلاب الجامعين الفلسطينيين، فقد عملنا على أقامة معارض للكتب في كل مناسبة. “الأسوار” ، فكل هذا الجيل تثقّف وتربّى على الإصدارات الوطنية التي تشكل منه “الأسوار” مساحة كبيرة خصوصا انه لم يكن في وقتها عملية استيراد الكتب، فالحدود مغلقة، ووصول الكتب الفلسطينية من الدول العربية كان ممنوعا. بواكير كثيرة من الكتب وجدت طريقها عبر “الأسوار”، مثل الكتاب الأول للشاعر حسين مهنا، الذي صدر وهو في السجن، الكاتب ناجي الظاهر، الشاعر فاضل علي ، عفيف سالم سليمان دغش، وكتب الشاعر سميح القاسم والأديب زكي درويش والمؤرخ إميل توما والبروفيسور ديب عكاوي، نايف سليم، محمد نفاع، نبيه القاسم، مصطفى مرار.. قلة هي الأسماء التي لم يكن للأسوار مساهمة في نشر كتبها.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .