انطلقت المحادثات السورية مساء اليوم (امس) الجمعة في جنيف بمشورات بين المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا ووفد النظام السوري, في حين غاب عنها وفد المعارضة. واشترطت روسيا إشراك الأكراد في المحادثات التي تعقد في ظل خلافات حادة بين الأطراف السورية والدولية المعنية مما ينذر بفشلها.
والتقى دي ميستورا رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري في مقر الأمم المتحدة بجنيف. وقال مراسل الجزيرة زاور شاوج إن دي ميستورا سيلتقي لاحقا ممثلي ما سمي “اللجنة الاستشارية” المقربة من موسكو -من بين أعضائها قدري جميل ورندا قسي- بالإضافة إلى من وُصفوا بأنهم “ممثلون للمجتمع المدني في سوريا“.
في المقابل غاب رسميا عن المشاورات الأولى في جنيف وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثق عن اجتماعات الرياض. وكان جورج صبرا نائب رئيس الوفد قد أكد للجزيرة أن الوفد لن يذهب إلى جنيف في ظل قصف المدنيين السوريين وتجويعهم.
وقال مراسل الجزيرة إن هناك تقارير عن وصول عضوين من الهيئة التابعة للمعارضة إلى جنيف كي تعرض موقفها على المبعوث الدولي دي ميستورا.
وفي وقت سابق اليوم (امس) أفاد مراسل الجزيرة بأن الغموض يسود تفاصيل المحادثات وقائمة المشاركين فيها, وقال إن المحادثات ستكون مغلقة وغير مباشرة. وتريد المعارضة السورية وقف القصف والاستجابة لمطالب إنسانية نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2254, خاصة في ما يتعلق بإيصال المساعدات للمحاصرين.
كما تريد أن تفضي المحادثات إلى تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات, وألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور سياسي مستقبلا. ونُقل عن رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية قوله إن لدى دي ميستورا “أجندة” تخدم نظام الأسد وإيران, قائلا إنه تجاوز مطلب المعارضة بتشكيل هيئة الحكم الانتقالية.
ويرفض النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون التفاوض على مصير الأسد, كما يرفضون مناقشة وقف القصف وفك الحصار باعتبارهما “شروطا مسبقة” غير مقبولة“.
روسيا وتركيا
وبالتزامن مع بدء المشاورات في جنيف, قال نائب وزير الخارجية الروسي إن غياب جزء من المعارضة لا يعني تعطيل المحادثات, كما قال إن المسائل الإنسانية لا تعد شرطا مسبقا لبدء جولة جنيف 3.
وفي الوقت نفسه قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة إنه لا يمكن مناقشة أي من القضايا دون الأكراد السوريين, وأضاف أن رفض حضور الأكراد يعد “ابتزازا لن تقبل به روسيا“.
وكان يشير إلى ضرورة إشراك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المدعوم من روسيا, والذي لا تريده تركيا. وأعلنت روسيا اليوم أنها أقنعت مجموعة دعم سوريا بعدم التفكير في مصير الأسد, والتركيز على الإرهاب.
وفي وقت سابق اليوم قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه أبلغ نظيره الأميركي جون كيري بأن محاولة معارضي النظام السوري وضع شروط للذهاب إلى جنيف خرق للقرار الدولي 2254.
بدورها أعلنت الخارجية الروسية مجددا اعتراض روسيا على مشاركة فصيلي “جيش الإسلام” و”حركة أحرار الشام” في وفد المعارضة.
وفي إسطنبول أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس أن من الصعب أن تحضر المعارضة السورية المعتدلة إلى جنيف بينما روسيا تقصفها، لأن حضورها دون تحقيق ذلك المطلب سيكون بمثابة “خيانة” لمن يقاتلون النظام.
كما قال إن الوعود التي قُطعت للمعارضة السورية المعتدلة لم تنفذ.
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فقال اليوم (امس) في باريس إنه ينبغي تجنب الإفراط في التفاؤل, وأضاف أن المسألة السورية معقدة, معتبرا أن من الصعب التوصل إلى نتيجة خلال بضعة أسابيع.
المصدر : الجزيرة + وكالات