عاشق النهر: شعر سالم جبران

عاشق النهر

1153شعر: سالم جبران

 

(قصيدة لم تنشر سابقا في الصحافة)

عندما تدافعوا إلى المنصّة

مثل قبيلة مندفعة إلى الثأر،

فيهم العربيد والمهرّج

فيهم اللاعق والسارق

فيهم السكران والنصّاب

فيهم الحثالات التي تطرب لصوت تصفيقها

فيهم الهتّافون المحترفون

فيهم مشلولو التفكير العاجزون عن الحلم –

قرّرت أن أنزل عن المنصّة

لا مهزوما ولا هاربا

بل رافضا أن أشارك في المهزلة

رافضا المشاركة في المسؤوليّة عن الفضيحة

هم صعدوا إلى رقصة الانتحار

وأنا لم أنزل، بل صعدت

صعدتُ إلى ذاتي الحرّة، صعدت إلى جبل الحريّة

بقيتُ مع الناس، واحدا من الناس

الشمس في قلبي

لم أستبدل حلمي بحلم آخر

بل نفضت عن حلمي الغبار

ليس عندي وقت حتى لاحتقار

القبيلة التي اندفعت للثأر

بعد انعتاقي فقط،

أعرف تماما الفرق بين المستنقع والنهر

أنا حليف النهر

أنا عاشق النهر !

سالم جبران: الأعمال الشعريّة الكاملة، ص. 237 – 238 (القصيدة لم تنشر سابقا في الصحافة)

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .