حبيبي تعال، يا حبيبي تعال سأفرش لك عيني سريرًا وأمد لك حفني غطاءً وثيرًا تعال لنعيش كباقي البشر ونصعد سفوح وذُرى هذه الجبال. من هنا سيكون أجمل هذا القمر وأكثر بهاء في ظلال الشجر يا حبيبي ترفق بالطفل حتى وإن رمى حجر ولا تكن أداة قتل بيد من يمارس جريمة الاغتيال. ويطفئ ضوء العيون ويقتل الأجنة في البطون كن كما أريدك يا حبيبي وامتهن الرفض على هذه الأرض وقاوم الانحناء والامتثال. هنا الطفولة رقيقة غضة وقلوبها بيضاء.. بيضاء بضة احتضنها بكل ما أوتيت من حب وأركل بقدمك كل أدوات الحرب وماذا ستأخذ يا حبيبي من الصراع ومن هذا النزال. ماذا ستأخذ يا حبيبي من القتال سوى حسرة في قلب أمك وكراهية أبن عمك محال يا حبيبي محال أن تظل أداة حرب وحزمة من حطب في موقد القتال. أنظر إليهم يا حبيبي كيف يدمرون المشافي ويدكّون المدارس والمساجد والملا جئ ويحيلون البلاد منافي وكيف نكون هنا لاجئة ولاجئ فكيف تقبل يا حبيبي كيف هذا الجنون .. هذا الزيف محال يا حبيبي محال أن تظل ترسًا في آلة القتال. علام يا حبيبي تمنحهم روحك فهم يسرقون نبضك وإن سال دمك فوق أرضك ينسلون قطن جرحك ويلوّعون الأحبة أمك.. أباك.. أختك.. أخاك فكيف تصير بلادك غُربة ولا أحد يا حبيبي سواك يُعدل مسار العربة إلى أن تصل واحة العشب والظلال كن يا حبيبي كما أحبك حلق في السماء ولا تغرد خارج سربك ارفض ما يخططونه لك وارفض السجن والاعتقال آه يا حبيبي ما أجملك وأنت في ساحة النضال تصنع يومنا الأجمل وإن نفد خبزنا وإن شح وقل تكفينا لقمة نغمسها بحبنا الحلال تعال يا حبيبي.. يا حبيبي تعال سأضعك في سرير عيوني وأغمض عليك جفوني كي لا يراك سواي في الحقيقة والخيال يا حبيبي محبتي لك بلا انتهاء ممتدة كامتداد الأفق في السماء وبحجم كل هذا أصرخ وقل: لماذا؟ أكون أداة في ليل الجريمة ولا قيمة لي كإنسان لا قيمة إذا أنصعت وكنت كما يريدون ضحية تقتل ضحية ورقبتي تحت أقدامهم محنية بها يعيثون ويعبثون كن يا حبيبي كأفق محبتي قريبًا مني وعنهم بعيد قمر مشرق لا يطال مني قريب وعنهم بعيد المنال لتكن يا حبيبي محبتي البوصلة لا تشير إلا للزيتون وارض السنبلة ليكن حبي لك بسملة وتعويذة الحب والياسمين ما بين الجنوب وبين الشمال وإيّاك يا قمري الجميل أن تنحني إلا إذا أقمت الصلاة على تراب موطني وكن صلبًا كجدار الفولاذ وهيهات لهم خلالك من نفاذ هنا اكتمالهم نقص ونقصك أكتمال آه يا حبيبي.. آه يا بهي الجمال وما جدّوى يا حبيبي أن تكون خادمًا لجلادك وراقصًا في عرس من يسرقون قوت أولادك مدافعًا لا يخون هذه اللصوص وهي تسرق بلادك فهم من يدفع أبناء العشيرة إلى مذابح الانتحار وهم في كل مسيرة يدعون إلى السطو على الدار ويفتتون الأشياء خلف الجدار لا تمنحهم جسدك متراسًا لحروبهم على أخوتك في الجوار ويصعدون فوقه محتفلين بالانتصار ولا خيار لك يا حبيبي.. لا خيار سوى أن يلمع ضوء عينيك في وضح النهار وهذا الليل إلى الزوال تعال يا حبيبي.. يا حبيبي تعال ونم في سرير عيوني وسوف أغطيك في جفوني.
عسفيا ـ الكرمل)