أودع الله فى الإنسان قوى لا يدركها ومنحه القدرة على التأقلم والتغلب على الكثير مما نعتقد أنه ثابت من قوانين الطبيعة، وفى تقرير شيق لمجلة «Focus» العلمية الصادرة عن البى بى سى نرى بانوراما لبشر يمتلكون قوى «خارقة» أقل ما توصف به أنها فوق العادة…
أودع الله فى الإنسان قوى لا يدركها ومنحه القدرة على التأقلم والتغلب على الكثير مما نعتقد أنه ثابت من قوانين الطبيعة، وفى تقرير شيق لمجلة Focus العلمية الصادرة عن البى بى سى نرى بانوراما لبشر يمتلكون قوى خارقة أقل ما توصف به أنها فوق العادة…
التحكم في درجة حرارة الجسم
على قمم جبال الهيمالايا الشاهقة نجد العجب العجاب أساطير الكهنة هناك تحكى عن قدرة آبائهم على أن يتحكموا فى درجة حرارة الأجساد من فوق هذه الارتفاعات الشاهقة بحيث يتغلبون تماما على البرودة التى تصل إلى مستويات شديدة التدنى. هناك يحكون عن قدراتهم بأن يرفعوا من درجة حرارة أجسادهم بحيث تجف على الفور الأقمشة المبتلة الملفوفة حول هذه الأجساد وبحيث يرى لكل واحد منهم من على بعد بخارا يتصاعد منه!
قامت مجموعة بحثية من سنغافورة والولايات المتحدة بمحاولة لتفنيد هذه المزاعم فأجروا تجربة على مجموعة من رهبان التبت بقياس حرارة أجسادهم أثناء تمرينات التنفس الخاصة بهم، وأيضا عندما اقترن ذلك التنفس بطقوس التأمل العميق فتبين أنهم بالفعل قادرون على رفع درجة حرارتهم بالنفس بشكل ملحوظ وأن هذه القدرة تتضاعف عندما تقترن تدريبات التنفس بالتأمل فتصل إلى حرارة نظيرة للجسد عندما يصاب بالحمى! استطاع ويم هوف أن يستخدم هذه القدرة لجرى مسافة ماراثون وهو يرتدى بنطلونا قصيرا فحسب أن يظل فى حمام مائى من الثلج لمدة تقارب على الساعتين. وبشكل عام تتفوق الأجسام الدافئة مقارنة بالتى تشعر بالبرودة فى قدراتها الإدراكية وفى مستوى المناعة.
الإبصار تحت الماء بوضوح
بشكل عام لا يستطيع الإنسان أن يرى بوضح داخل الماء كرؤيته خارجه وبدون نظارة مائية تصبح الرؤية مشوشة. هذا لا ينطبق على أطفال قبائل الموكن التى لا تزال أعداد تتراوح بين 2000 و3000 منها تعيش قرب سواحل تايلاند وماينمار. هؤلاء الأطفال يتعلمون السباحة قبل المشى وعندما قام باحثون من جامعة لوند السويدية بإجراء أبحاثهم تبين أن قدرة هؤلاء الأطفال على الإبصار تحت الماء بوضوح تتفوق على نظيرتها لدى الأطفال الأوروبيين بمقدار الضعف لذا يستطيعون بسهولة ودقة اصطياد اللؤلؤ وغيره من قاع البحر.
الجري كالفهد!
من الموضات التى انتشرت مؤخرا بصورة كبيرة بين الرياضيين كانت الجرى بأقدام حافية ولكن قبل هذه التقليعة بأجيال عديدة كان أهالى التاراهيومارا شمال المكسيك يفعلون ذلك وثابت عنهم أنهم قادرون بأخف النعال أن يجروا مسافة 320 كم فى يومين! ترى ما الذى منحهم هذه القدرة على العدو؟ لا أحد يعرف لكن قيل إن قبائل أجدادهم كانت متباعدة وكانوا يضطرون للجرى مسافات طويلة للتواصل، كذلك يساعدهم نظامهم الغذائى المكون من الكثير من الشيا والحبوب والذرة والخضروات والماء على بناء أجسام قوية لأنه يمدهم بالأوميجا3 والألياف والبروتين ومضادات الأكسدة ويحميهم من أمراض القلب والكوليسترول والسكر.
القدرة على تحمل ألم لا يطيقه بشر
فى البرازيل عند الغابات الاستوائية تعيش قبائل ساترى ماويه التى تتبع أسلوبا عجيبا مع الأطفال الذكور لتربيتهم على تحمل الألم وبالتالى رفع قدرته الاحتمالية فى هذا الصدد بشكل عام. يأتى الطفل فى مرحلة ما قبل البلوغ ولا يعتبره أهله رجلا ما لم يتحمل الاختبار التالى: يضع يده فى قفاز مصنوع من جريد النخل به مئات النمل فصيلة كلافاتا ويقوم هذا النمل بغرز فمه فى يد الطفل محدثا آلاما رهيبة ويتعرض الطفل لهذا الاختبار 20 مرة!الجدير بالذكر أن اسم كلافاتا يعنى الطلقة لأن قرصة النملة الواحدة تحدث ألما وكأنها طلقة رصاص اخترقت الجسد!
الغطس كالكائنات البحرية
يقفز أحدهم إلى قاع الماء باحثا عن فريسة أو صيد على عمق 20 مترا على الأقل تحت الماء وكأنها ,نزهة فى الحديقة, كما يقول التعبير من فرط السهولة، إنهم أبناء قبائل الباجا والتى تعيش قرب سواحل إندونيسيا والفليبين وشرق ماليزيا. يقضى أفراد هذه القبيلة كل يوم 5 ساعات على الأقل تحت الماء بحثا عن الرزق على عمق يتراوح بين 5 و 30 مترا تحت الماء وكل غطسة على حدة تستغرق عدة دقائق. هؤلاء لهم تقنيات مختلفة يتم بها إبطاء عضلة القلب وتحويل مجرى الدم إلى القلب والمخ، كذلك يتقلص الطحال دافعا بمزيد من خلايا الدم الحمراء المحملة بالأكسجين إلى مجرى الدم، كذلك يستطيع أفراد قبائل الآما اليابانية الغطس الحر إلى عمق 100 متر تحت الماء بدون أى وسائل مساعدة.