أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ان الاسرائيلي عودة ترابين، المسجون في مصر منذ نحو 15 عام بعد إدانته بالتجسس لصالح إسرائيل، قد عاد الى إسرائيل بعد اتمام قضاء فترة حكمه، ولكن الاذاعة العبرة العامة التي انفردت بنشر النبأ صباح اليوم ذكرت ان ملابسات الافراج عن الترابين لم تتضح معالمها حتى.
وأفاد البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، ان إسرائيل قامت في المقابل بالإفراج عن سجينين مصريين بعد انتهاء فترة حكمهما، ولم يكشف البيان هوية السجينين وهما من سجناء الحق العام.
وأصدرت الخارجية الإسرائيلية بياناً جاء فيه ان “هذه لحظة مؤثرة وسعيدة. تم الافراج عن ترابين بفضل مساعي وزارة الخارجية بالإضافى الى مساعي المحامي يتسحاك ميلتسر الذي تطوع بالمدافعة عن ترابين خلال هذه الفترة”.
وقال الرئيس الاسرائيلي رؤوبين ريفلين، قبل عدة شهور إنه طلب من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الإفراج عن إسرائيلي معتقل في السجون المصرية وتوقع يتم الإفراج عن «الترابين» نهاية العام الحالي.
و عودة سليمان ترابين تعود أصوله لقبيلة بدوية وهي من أكبر القبائل الفلسطينية التي تمتد في سيناء والنقب في فلسطين . والده كان جاسوسًا خاملاً ينشط في مواقيت خاصة وكان يراقب تحركات الفدائيين والمقاومة المصرية وعندما شعر بأن الأجهزة المصرية تتابعه هرب من مصر عام 1990 لاسرائيل ومعه ابنه عودة ترابين الذي كان يتسلل إلي سيناء عبر الحدود لجمع المعلومات ثم يعود ادراجه، حتي تم ضبطه عند تسلله لمنزل اخته المتزوجة بالعريش وحكم عليه عام “2000” بالسجن 15 عامًا، وهو الآن في سجن طرة ولا يزوره سوى القنصل والسفير الاسرائيلي.
عودة ترابين من مواليد يوليو 1981 وعندما كان في التاسعة من عمره هرب مع والده سليمان عودة ترابين عابراً السلك الحدودي بين مصر والكيان وعلي الجانب الآخر كان ينتظره ضباط المخابرات العسكرية الاسرائيلية والموساد الصهيوني الذين يقومون بتشغيله حيث كان الجهازان يتشاركان المعلومات عن مصر.
المهام التي كلف بها؟
اعتاد على التجسس ونقل معلومات عسكرية المصرية للجيش الاسرائيلي, وقد كان يتابع المواقع العسكرية المصرية والجنود المصريين وعددهم وعتادهم وينقل كل تلك المعلومات لمشغليه عبر جهاز اتصال كان بحوزته.
وقد أعطته المخابرات الاسرائيلية مبلغ كبير من عملة الدولارات اتضح أنها دولارات مزيفة لكي يجند بها العديد من العملاء لصالح اسرائيل واتضح انه كان يحصل على العمله الحقيقية ويدفع للعملاء العملة المزيفة.
الاعتقال
طبقا لأوراق قضيته كان قد عبر الحدود عدة مرات وراء المعلومات وسقط عندما كان متسللا لمنزل اخته المتزوجة في العريش وبعدها بيومين توصلت إليه الأجهزة المصرية بعد أن أبلغ عنه زوج اخته ويدعي سليمان ترابين وهو نفسه ابن عمته الذي اعترف عليه في المحكمة بأنه كان يتسلل من وقت لآخر لجمع معلومات عن الجيش المصري ثم يعود أدراجه عبر السلك الحدودي وكان عودة قد حاول تجنيده بل منحه بعضا من الأموال المزيفة.
والده جاسوس واسرائيل تهدم منزله
المثير أن والده سليمان ترابين قد تجسس هو الآخر لحساب دولة الكيان وجندته المخابرات الصهيونية بالعريش أيام حرب الاستنزاف حيث كان يراقب تحركات الفدائيين والمقاومة المصرية وكان من نوعية الجواسيس ما يصعب معه كشفه حتى شعر بأن الأجهزة المصرية وراءه فهرب من مصر في عام 1990 عابرًا بكل أسرته الحدود حيث حصل علي الجنسية الاسرائيلية وعلي منزل حيث يقيم حاليا في رهط بجنوب الكيان إلا أن السلطات الاسرائيلية تطارد عائلة ترابين في مساكنها بل تهدم عليهم المنازل بدعوي أنهم يقيمون بشكل غير شرعي في صحراء النقب.
وكان سليمان ترابين الأب قد حكم عليه غيابيا في القاهرة بالسجن 25 عامًا وهو مطلوب الآن للقاهرة وحكمه لا يسقط بالتقادم طبقا للقانون المصري ولذلك لا يجرؤ علي الحضور للحدود المصرية لزيارة ابنه الجاسوس الذي يمضي عقوبته بالسجن المشدد في ليمان طرة