خرير …و….حفيف بقلم : عدلة شدّاد خشيبون قانا الجليل

 

 عدلة

يتنفس هذا الحبر أنين الحنين .لجرعة ماء…وحفنة عطاء…وتسقط ورقة خريف على أرض جنوني ..أمسكها بلهفة العاشق لعناق 

الحياة من خلال عشيقته ..أقلبها بين كفتيّ ..أريدها عصية الكسر ….قوية البنية …
أنساها بين كفتيّ ..يسيل لعاب حبري ..من قلم فاض محبّة …فأكتب على ورقة الخريف حرفًا …يحارب حرفًا …فيكون الحاء والباء …مرامها …والعين والياء والباء مصيدتها ….فتسقط من حبر خجلها .. تلوّث صقيع غربتها … تنام على كتف حريّة غبائها …وتستسلم لأحلام يقظتها

هذه هي أنشطة زينب في مسار دربها …تحلّق مع عصفورة تشرين إلى غربة دافئة …وهناك على الضّفة المحاذية لنهر جار تقف

زينب بلا أي تردد ..تناجي مياه النّهر …تركع ركعتين بعد أن تتوضأ بمائه ..وتطلب غفران زلاتها …وتنام ..لا لتنام بل تنام

لتستيقظ من واقع حالم لا يشوبه إلاّ زفرات أوراق متساقطة ..لها وقع صاخب على صخور صمّاء …هو صوت الخرير يناجي

حفيف الشّجر والحياة .

عادت زينب من رحلة حُلمها …تبكي واقعًا ألمّ  بسعادتها …وأوجع شريان أملها …كانت تظنّ أنّ النّهر مقرّ العاشقين ..

وأن أوراق الصّفصاف ملاذ التّائهين ..ولكن بحجم توقعها كانت خيبة أملها ..وعادت تجرجر أذيال ابتسامتها الصّامتة ..

بقهقهة سخرية القدر الحاقدة وكان إذ ذاك دفء صوت أمّها …نامي  بنيتي… نامي وغطّي أحلامك ..فالحلم كالطّفل الرّضيع

يبرد من هبّة النسيم…نامي بنيتي حيث لا رياح هوجاء لا ولا مطر غزير …نامي على وسادة جامدة حتّى لا يغوص هذا الرّأس

في سراديب الخيال . نامي فالنّوم أجمل واقع في يقظة الحُلم الجميل.

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .