كلية ستريم تفتتح مدرسة الفنان الصغير لتعليم الفنون الجميلة للأطفال والشبيبة
تحت عنوان “الفن يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية” نظمت كلية ستريم للتأهيل المهني في سخنين لقاء لمجموعة من الفنانين ممن أنهوا دراسة انواع عديدة من الفنون وذلك للانطلاق في فكرة اقامة مدرسة ستريم للفنان الصغير والتي تتضمن دورات وورشات فن بجميع تقنيات الفن التشكيلي ونقل تلك الافكار للجيل الشاب من 8 حتى 18 عاما من أبناء المدن والقرى العربية في الشمال بحضور مدير الكلية محمد غنايم، والفنانة التشكيلية مها ابو حسين مديرة مدرسة ستريم للفنان الصغير والمحاضرة في جامعة حيفا ، ومن أهم تلك التقنيات ، رسم “تسجيل” بالرصاص ، طباعة، رسم بالألوان، نحت بجميع المواد، طين ،عجينة ورق، فيمو، معجون، سيراميك، وتقنيات مختلفة، والورشات تلك تهدف الى تنمية الذكاء ، فن علاجي، تنمية الحس والقدرات الفنية، اكتشاف الموهوبين، ودعم قدراتهم، بناء رؤيا مستقبلية، وقد عملت ادارة الكلية على ايجاد مقرات في كل مدينة وقرية في الشمال ليكون منارة في دعم توجهات الطلاب الراغبين بالانتساب لمثل هذه الدورات ، انطلاقا من مدينة سخنين والناصرة وشفاعمرو، الجديدة، وطرعان وكفر مندا ودير الاسد ومجد الكروم، طمرة وبير المكسور والزرازير، والكمانة ودير حنا وعرابة، والبعنة والرامة، كفر كنا، واكسال ووادي سلامة، وكانت الانطلاقة مع مجموعة من المركزين ذوي الخبرة.
محمد غنايم مدير كلية ستريم رحب بالحضور وهنأهم بتأسيس أول مدرسة بمثل هذه المواصفات التي بإمكانها بأن تحدث تطورا منقطع النظير في مجال الفنون بأنواعها المختلفة والأمل معقود على مركزي الفروع في المدن والبلدات العربية بالشمال ، وهذا سيزيد من استيعاب العنصر النسائي في سوق العمل ومتوقع لمثل هذه المدرسة بأن تكون الطلائعية في مجال تعليم الفنون لجيل الشبيبة في الوسط العربي، وان تعلم الفنون من وجهة نظر الكثيرين من العلماء والخبراء هي القادرة على تغيير نظرة الطفل والشاب للحياة وجعله شخصا مختلفا، فتأمل جمال الطبيعة وعظمتها، وغرس هذه القيم في الطفل منذ الصغر، تزيد من قدراته في التفاعل المتبادل مع الكون والعالم الخارجي ومع ذاته أيضا، وتزيد من قدرته على الرضا النفسي مع الذات، ومع الآخرين ومع كل ما يحتوى على معان قيمة، وبالتدريج يصبح الطفل صاحب حس مرهف وإنسانية عالية، وهذه القيم الصافية تصفى ذهنه وقلبه وشخصيته، تربى أخلاقه وتصبح مراقبا على ضميره وتجعله متصالحا مع نفسه ومع الآخرين، وهذا الطفل يكبر على معان وقيم يفتقدها أغلب من حوله، لذا تجده قادرا على مساندة الآخرين وأكثر قدرة على إدراك الواقع، وأكثر اتزانا نفسيا، وتجده يشعر بألم الآخرين وأكثر رحما ورفقا بأحبابه وعائلته.
هذا الطفل يكبر وهو يركز نظرته فقط على الجميل دون تجاهل القبيح، فهو يحاول تخطى مصاعب الحياة وهذا ما يزيد من فرص نجاحه في حياته الأسرية والعملية، وعلاقات الشخصية تصبح أفضل واحتمالية استمراريتها نجاحها أقوى من غيره.
أما مها ابو حسين مديرة مدرسة ستريم للفنان الصغير والمحاضرة في جامعة حيفا قالت:” المدرسة ستحتضن المئات من الأطفال والشبان في وسطنا العربي من المدن والقرى في الشمال ، وستقدم خدمات فنية وتعليم الفنون بأشكالها وانواعها بحسب ميول كل فرد من المتسجلين لها ، وتأتي هذه الفكرة من أجل أن نسد فراغ كبير طالما كان مجتمعنا العربي متعطش لمثل هذه المبادرة، ونجاح الفكرة يتعلق بمدى تفهم الاهل لاحتياجات الابناء لمثل هكذا فنون التي بإمكانها ان تلبي رغباتهم وميولهم الفنية، ولا يخفى على أحد ان هناك علم خاص يطلق عليه “العلاج بالفنون” وليس شرطا بأن يكون الفرد مريضا بل هي افكار في سبيل جعله مهتما لأمر ما يحبه ، واشغاله بما ينفعه بدلا مما لا يعود عليه بالفائدة، خاصة في زمن الولع والإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت وغيرها”.
وأضافت أبو حسين:” طلاب مدرسة ستريم في البلدان سيتعرفون على بعض من خلال جولات بين الفروع ومعارض للفنون التي سيتم انتاجها لكسب الخبرة كما سيتم رعاية كوكبة من الموهوبين من بين الطلاب للاستمرارية ، والمطلوب هو دعم العائلة للأبناء في مسيرتهم الفنية”.
الفنان مصطفى حاج مركز الفنون في كلية ستريم في كفر مندا قال:” انا اقول لكل من يرغب بالفن ، استمتع بالفن ، فعندما تحترف الفن سترى العالم بدقة أكبر، وإذا كنت تبحث عن الجمال فستجده حتى في أبشع الأشياء وأغربها وفي أماكن غير متوقعة : بريق من الضوء على زجاج مكسور فوق الرصيف ، أو ورقة منكمشة فوق أعشاب ضارة ، أو ابتسامة على وجه امرأة مسنة ، هذه الأشياء تصبح فجأة جميلة بسبب النظرة الثاقبة للفنان الرائع، وعندما تتعلم كيف تستمتع بالفنون الجميلة وكيف تقدر أعمال الرسامين الذين تعجب بهم ، ستدرك أن أي إبداع تبدعه سيولد نفس الشعور بالاستمتاع والتقدير لدى كل مراقب وناظر للوحة من لوحاتك”.
أما الفنانة فنون صفدي مركزة الفنون في كلية ستريم في الناصرة قالت:” في كل أنحاء العالم ستجد أن الفن يتضمن كنوزا خفية ، فحتى دوامة مرسومة على قماش بطريقة الفن التجريدي لتعبر عن الغضب أو الفرح أو الحب يمكن أن تساعد شخصا ما على فهم مشاعره واختبار أحاسيسه وتحرير مكنوناتها، وتعلم الرسم والفن التشكيلي سيقودك نحو التغير والتطور كإنسان موهوب ومتميز، ستستعمل أجزاء من دماغك لا يستعملها الكثيرون ، وستتطور هذه الأجزاء مع الممارسة اليومية لتصبح لك لياقة دماغية في العمل الفني”.