وصل بعد ظُهر اليوم الأحد الى سجن الجلبوع (شطة) للأسرى الأمنيين النائب السابق في الكنيست عن التجمع الوطني الديمقراطي المحامي سعيد نفّاع، وذلك لقضاء محكوميته بالسجن الفعلي لمدة عام ، بعد ادانته قضائيًا بزيارة دولة عدو ولقاء عميل اجنبي، عندما زار سوريا مع وفد من ابناء الطائفة المعروفية العربية الدرزية قبل اعوام، من خلال مشروع التواصل من اجل مساعدة الأهالي في البلاد للتواصل مع اقربائهم في سوريا.
من جهتها دعت اللجنة الشعبية للدفاع عن نفّاع للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية امام سجن الجلبوع للتعبير عن الغضب من مثل هذه المحاكمات السياسية. وكانت النيابة العامة قد وجهت تهمة للمحامي نفاع بلقاء القيادي بالجبهة الشعبية طلال ناجي الأمين والذي اعتبرته اسرائيل عميلًا اجنبيًا.
وقال النائب سعيد نفاع عشية تسليم نفسه: “ان التواصل، في نظر المؤسسة الصهيونيّة، هو فعل إنسانيّ فقط إذا كان بين اليهود، وهو فعل مذهبيّ مشروع فقط إذا كان مع قبور أوليائهم في إيران والعراق، وإذا سُمح به لل”جُوييم” حين يكون “الحل والربط” في أياديهم فلغرض في نفس يعقوب يعود عليهم، وهو فعل أخلاقي حين يكون مع الأثيوبيّين الفلاشة، وهو فعل وطنيّ وقوميّ حين يكون مع شتاتهم من ميكرونيزيا شرقا إلى الهنولولو غربا، أما عندما يكون التواصل لغيرهم فهذا اعتداء على ما خصّهم به الله دون غيرهم حين اختارهم من بين خلقه أجمعين، وكم بالحري، وكما في سياقنا، حين يكون التواصل بين من يعتبرونهم كالقطيع في حظائرهم سمّنوا له بعضا من كراريزه على هيئة فحول، وتواصل مع أعدائهم وإن كانوا حتى من أهل من يعتبرونهم قطيعا، فهذا مسّ في حقهم الإلهي الخاص وأمن حقّهم الأرضيّ النابع منه، دولتهم”.
وانتهى نفاع الى القول: “لا احد يريد ان يسجن، او ان يخسر سنة من حريته في حياته، ولكن انا راضٍ بكوني اعاقب من اجل شعبي واهلي، لأنني لم اقترف ذنبًا فالتواصل قيمة جليلة، وكما اعتدنا أن نقول أهليّا ووطنيّا وقوميّا، وكلّ ذلك حقّ إنسانيّ من أقدس الحقوق في السجلّ الإنسانيّ. وكما كلّ القيم، الفرديّة منها كالحريّة والجمعيّة كحريّة الأوطان، المستفيد منها الناس، وحين يعمل الإنسان فردا أو مجموعا على تحقيق تلك القيم أو الحق ويتصدّى للظالم سالبها يدفع الأثمان الغالية أحيانا من حريّته وربّما حياته”.