اليسار الصهيوني في طريقه إلى الانقراض الكامل

20150724111024-jpg-61311477627523106-jpg-0283704174336711يبدو أن اليسار الصهيوني بات يتجه بخطى سريعة نحو الانقراض الكامل، بعد أن تراجع نشاطه وأصبح يشكل جزءا من “الإجماع الإسرائيلي”، الذي يسيطر عليه ويوجهه اليمين المتطرف، ويتذيل به ما يسمى بمعسكر “الوسط – يسار”، الذي خرج من حركتي الليكود والعمل.

ويدل على بدء عملية انقراض اليسار الصهيوني، أن زعيمته، رئيسة حزب ميرتس عضو الكنيست زهافا غلئون، عقدت في الشهور الأخيرة عشرات اللقاءات مع قياديين في المعارضة البرلمانية ووزراء من أحزاب مختلفة ورؤساء منظمات اجتماعية، وبحثت خلالها انضمام حزب ميرتس إلى حزب آخر أو إلى كتلة أحزاب تتشكل في داخل معسكر “الوسط – يسار”، استعدادا للانتخابات المقبلة، حسبما أفادت صحيفة “هآرتس”، اليوم الجمعة.

وينبغي التوضيح بداية، أن ما يسمى بأحزاب “الوسط – يسار” في إسرائيل، هي حزب العمل وحزب “هتنوعا” بقيادة تسيبي ليفني، اللذان تحالفا قبيل الانتخابات الماضية بقائمة “المعسكر الصهيوني”، وحزب “ييش عتيد” بقيادة يائير لبيد، إضافة إلى حزب ميرتس. وباستثناء ميرتس الذي يتحفظ من سياسة حكومة إسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو، فإن “المعسكر الصهيوني” و”ييش عتيد” يدعمان سياسة حكومة نتنياهو تجاه الفلسطينيين والعالم العربي وإيران، وكذلك في القضايا الاقتصادية الجوهرية. وعمليا، فإن سياسة نتنياهو حيال هذه القضايا لم تتغير أبدا، فيما “المعسكر الصهيوني” و”ييش عتيد” كانا جزءا من تحالف حكومات نتنياهو السابقة.

ودلّت نتائج الانتخابات العامة الأخيرة على الانهيار الكبير لليسار الصهيوني، الذي يمثله حزب ميرتس، إذ بالكاد تجاوز هذا الحزب نسبة الحسم. وقالت غلئون ل”هآرتس” إن “نتائج الانتخابات تستوجب منا التفكير واستخلاص الدروس”. ويشار إلى أن اتحاد ميرتس مع أحد الأحزاب الأخرى في “الوسط – يسار” كان ضمن المحظورات.

وقالت غلئون في خطاب ألقته أمام مؤتمر ميرتس، قبل أسبوعين، “إنني أتساءل حول ما هي البنية الحزبية أو بنية الكتلة التي ستسمح لميرتس كحركة بأن تكون نشطة داخل المجتمع الإسرائيلي. وها أنا أقول لكن منذ الآن إني لا أرفض أي شيء، فالأطر السياسية هي في نهاية الأمر وسيلة تخدم هدفا والهدف هنا هو واحد ووحيد: إعادة اليسار إلى الحكم”.

وفيما تحلم غلئون “بعودة اليسار إلى الحكم” بينما تيارها السياسي آخذ بالانقراض، اعترفت في خطابها أمام مؤتمر حزبها، بأن “الكثير من الأفراد الذين يرون بأنفسهم أنهم يساريون وناخبو ميرتس الذين صوتوا للمعسكر الصهيوني، لم يفعلوا ذلك بسبب غباء أو انعدام رؤية، وإنما لأنهم أرادوا من كل قلبهم أن يكونوا جزءا من الانتصار، من إسقاط نتنياهو”.

ووفقا للصحيفة فإن غلئون ترفض مقترحات من داخل ميرتس بالتحالف مع القائمة المشتركة، لأنها تعلم أنه لا يمكنها الاتفاق مع طروحات مركبات المشتركة، ولأن ميرتس صهيوني وملتزم بصهيونيته بينما المشتركة ليس صهيونية.

ولا تزال مشكلة اليسار الصهيوني و”الوسط – يسار” الإسرائيلي، وعلى ما يبدو أن هذه المشكلة باقية، تتمثل بأن هذا المعسكر لا يشكل بديلا حقيقيا لليمين، بل أنه يقلد اليمين وينجر وراءه ولا يملك الشجاعة للاعتراض عليه بشكل جوهري. 

(عرب48)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .