عجبا لكم ..اما ان الاوان ان تتعلمون وتستخلصون العبر مما جرى خلال اكثر من نصف قرن ..فمنذ قيام الدولة ..ديست حقوقنا ..حيث سلب اكثر من 80% ..فدفنتم رؤوسكم في الرمال وتغاضيتم عن سماسرة الارض وعن محركيها من وراء الستار ..فاعادوهم لكم بثياب اخرى تماما كما يبدل الممثل ثيابه على المسرح ..ولم تتعلموا الدروس ..فسنت القوانين المجحفة بحقنا ..والتي بواسطتها اكملوا مسيرة سلب ونهب الاراضي بدءًا من: قانون تركيز الاراضي الى قانون اراضي البور ليتبعه قانون المحميات الطبيعية وانتهاج سياسة عدم توسيع مناطق النفوذ والتصديق على خرائط هيكلية تلبي نسبة التزايد الطبيعي للسكان ..
فها نرى تقام عشرات ومئات الوحدات السكنية في المستوطنات والمدن المجاورة لنا ..وعلى حساب الارض التي صودرت او سلبت منا كما هو الحال في كل قرانا دون استثناء من بيت جن شمالا حتى دالية الكرمل جنوبا ..دون ان يحرك ساكنا أي مسؤول او قيادي ممن يعتبرون انفسهم قيادة وزعامة على كل المستويات ..اللهم الا الاستقبالات والحفلات والخطابات ايام تشييع الشهداء وتمسيح الجوخ ..اضف الى بيع الضمير احيانا والتآمر على مصلحة طائفته او قريته مقابل الحصول على بعض المصالح الشخصية له او للمقربين ..
فالسؤال الذي طرحته واعود لأطرحه واستمر بطرحه متحديا كل ذوي المناصب على كافة المستويات السياسية والمحلية والروحية ..- ماذا فعلتم من اجل منع التمييز ضدنا او نيل الحقوق او الحصول على المساواة ..رغم تقديمنا لكافة الواجبات اتجاه الدولة وعلى رأسها ضريبة الدم الا وهي الخدمة الالزامية المجانية التي تحرم الشباب من امكانية تحصيلهم العلمي وبناء مستقبلهم ليعود معظمهم بعد انها مدة خدمته المجانية ..ليجد نفسه مرمي في سوق البطالة فجيوب فارغة ليكون عالة على ذويه بدل ان يكون سندا لهم ولنفسه ..ليرمى به امام مكاتب العمل.. ولا يستطيع ان يبني بيته على ارضه لان السلطة لم توسع او تصادق على الخريطة الهيكلية ..فيجبر على البناء الغير مرخص ليصبح بين ليلة وضحاها مجرم خارج على القانون بعد ان كان بالأمس مواطنا صالحا وربما دعوه بطلا واخا في الدم ..
فكان اجدر بنا ان نطالب بحلف حياة قبل حلف الدم ..فنحن مواطنون واصحاب الارض وأبناء الوطن قبل أي قادم جديد جاء بالامس للبلاد ..فان لكم ان تتعلموا –ان الشاة تنتفض قبل ان تساق الى الذبح وها انتم تساقون كالقطيع دون ان تحركوا ساكنا ..فلتتعلموا ايها ( البشر!!!) من الاثيويبيين الرعاة وسكان الصحراء كيف يقومون بالمظاهرات حتى ينالوا حقوقهم ..وهم قد جاءوا بالأمس او من القادمون الروس .. اما نحن وبعد اكثر من ستين عاما ..جل ما نعمله هو الصعود للتظاهر كل فترة في القدس كالشحاذين على ابواب مكاتب الحكومة لترمي لنا فتات ميزانيات في احسن الاحوال ..لنضع ذيولنا بين ارجلنا ونعود ادراجنا القهقرى ..لنطبق افواهنا لينطبق علينا المثل – عادت حليمة لعادتها القديمة –
فكفى لإراقة دماء الوجه ..وكفى للسلطة ان تممرط وتمسح بكم الارض وتمطل لكم اذانكم بالوعود العرقوبية – فإن الحمار ليتعثر مرة ولكنه يتعلم ولا يعود للتعثر في نفس المكان مرة ثانية ..
ان حقوقنا تتلخص بقانون واحد هو قانون المسواة التامة بناء على ما يدعونه هم – من يقدم الواجبات يجب ان ينال الحقوق
والثاني هو اقار بند في ميزانية الدولة يتفق عليه ..حيث يوافق عليه راسا بعد التصويت على كل ميزانية جديدة
والثالث اقرار الخرائط الهيكلية لتسد حاجات المواطنين الى فترة طويلة اسوة بكل المستوطنات والمدن اليهودية
وتوسيع مناطق نفوذ قرانا لتشمل كل اراضينا اسوة بأصغر البلدات اليهودية ..
وتصنيع قرانا ومد اراضينا بمشاريع مياه الري الخ ..
وهنا اعود لأتحداكم جميعا ايها المسؤولين على كافة الاصعدة ان كان بإمكان أي واحد منكم ان ينفذ ولو بندا مما طرحت
لأقول عندها اننا نستحق ان نكون احفاد سلطان الذي قال :الحق يؤخذ ولا يعطى وكمال الذي قال: لن تهزم امة سلاحها الايمان !!
فعودوا الى وصاياكم التوحيدية واصدقوا بلسانكم وجنانكم واحفظوا اخوانكم فأنكم الى الفناء غدا
ورحم الله من نظر فاعتبر ..وكما قال الرسول (صلعم) اللهم اشهد اني بلغت ..!!