الطيبة: حفل كبير تكريما وتقديرا للشاعر المخضرم محمود الدسوقي ومسيرته الأدبيّة والوطنيّة

 تكريم الدسوقي2

اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين وبالاشتراك مع مجلة الاصلاح ومؤسسة محمود درويش ومنتدى الطيبة الأدبي، يكرّمون  هذا الاسبوع الشاعر الكبير محمود الدسوقي ابن مدينة الطيبة في حفل كبير شارك فيه جمهور من أبناء الطيبة والمنطقة، وعدد كبير من الكتاب والشعراء أعضاء الاتحاد من مناطق البلاد الأخرى، وقد تولى الكاتب أسامة مصاروة عضو أمانة الاتحاد، عرافة الحفل.

وقدّمت السيدة دريّة أبو عيطة رئيسة قسم المعارف كلمة البلديّة، تلاها عضو الاتحاد الكاتب أحمد حازم بكلمة منتدى الطيبة الأدبيّ مستعرضا حياة الشاعر ومسيرته ونتاجه الأدبيّ بدء بالخمسينات المبكرة من القرن الماضي، وقدم الكاتب عبد الرحيم الشيخ يوسف نائب رئيس الاتحاد قصيدة في المحتفى به جاء فيها:

“دسوقي أنت فصل من كتاب —– جريء القول مضبوط الوزان

وضعت من القصيد جميل نظم —– يشار إليه حسنا بالبنان

خوالد في في الصحائف باقيات —- لمجدكمو على الحقب الفواني

وعشت مكافحا للحق تشدو —– لأجل الشعب بالدرر الحسان

فعش يا صاحبي غردا سليما —– يحب الناس معمور الجنان”

ثمّ أنشدت الطالبة الموهوبة ميس عازم يرافقها الموسيقيّ زياد حبيب نشيد موطني.

أمّا كلمة اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين فقدّمها الأمين العام للاتحاد الكاتب سعيد نفاع، وقال فيها:

“في ربيع العام الفائتِ وعندما أطلقنا المؤتمرَ التأسيسي لاتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيين يومَ ال-19 من حزيران 2014، كان طيفُ الدسوقي معنا حين شرّفنا أن بارك خطوتَنا وشرّفنا أن انضمّ إلى الاتحاد رغم ظروفه الصحيّة. وعندما قرّرت الأمانة العامة تكريمَه، انطلقت من قناعتها أن “محمود” من الشعراء الذين غُمط حقُّهم وفقط لأنه شبّ وترعرع وأبدع كقوميٍّ عربيّ، ولأنّ حركتَنا الأدبيّة مارست في فترات من عمرِها وما زالت في بعضِها تمارس “الشلليّة”، وسياسةَ “حك لي أحك لك” أو في لغة العصر الفيسبوكيّة  “ليّكلي حتى أليّكلك”، فيكفي أن تحازبَني أو تشاركَني انتماء أو “تشاللَني” لتصير فارسَ الكلمة الذي لا يُشقّ لك غبار، حتى لو كنت تعيدُ الحياةَ وعظامُها رميم للمدرسة البرناسيّة (الأدب للأدب) ليبقى الوطنُ وهمومُ أهلِه من كلمتِك براء. ولعلّ هذا التحزّبَ قد نازع روحَ شاعرِنا فتقمّص في قوله: “يا إخوتي في ربوع العلم آن لنا —– نبذُ الخلافات لا حزبٌ ولا طُرقُ”.”

وقدّمت الكاتبة أسمهان خلايلة عضوة اللجنة الثقافيّة في الاتحاد وعضوة إدارة مؤسسة محمود درويش للإبداع كلمة المؤسسة ومما جاء فيها:

“الأدب والشعر كالهواء والماء، كلها عناصر الحياة الرئيسيّة ودسوقي اختار أن يكون ماء ماشيا في ينبوعه وبصمت، فأتى تأثير شعره عميقا بعد مثابرته وجده وتجدده ضاربا سنوات العمر عرض الحائط، ولم يحدد إبداعه. ونحن بمؤسساتنا الثقافية نملك الكثير لنبني المشهد الثقافيّ اللائق بنا، ولذا أخذت مؤسسة محمود درويش على عاتقها حمل هموم شعبنا وحمل أسماء مبدعينا… إننا شعب يعرف كيف يكرم مبدعيه ونستطيع أن نفرح ونحيا لأننا نستحق الحياة.”

وأمّا كلمة مجلّة الإصلاح الأدبيّة فقد قدّما الكاتب مفيد صيداوي، قائلا:

“محمود الدسوقي شاعر طيب القلب شجاع في قول كلمة الحق في وجه سلطان ظالم، من مواليد الطيبة في المثلث عام 1934. محمود الدسوقي من جيل دفع ثمن الكلمة المنشودة والمكتوبة غالبا في السجن وبمصادرة الديوان وبمنع التصاريح أيام الحكم العسكري البغيض ولم يخنع وبقي صامدا ولم يبدل تبديلا. عرفته المنابر الكفاحيّة وعرفته السجون، البعض يقول أنه لم يأخذ حقه من تقدير والبعض يكتفي بما حصل عليه من شهادات تقدير في قرانا ومدننا، كما وأن رئيس فلسطين الأول ياسر عرفات رأى أن يكرمه في غزة عام 1994 في جامعة الأزهر ومنحه شهادة تقدير.

ومن شعر الشاعر محمود الدسوقي الذي أُسمع في الحفل:

“سل التراث وما كتب… سل خالدا… وسل أبو عبيدةّ… وسل صلاحَ الدين…

سل ناصرا يوم القناة فقد تسجّل بالذهب

قد حطّم الأسد الجسور ففرّ مقطوع الذنب

واليومُ نحن فلا تراثَ ولا جدودَ ولا نسب

ونَلَظُّ في حضن الغريب فلا حياءَ ولا عتب

يا نائمين على الخنا ظهر المسيحُ المرتقب

أفتيتموا إلحادَه في شعابِ مكةَ في رجب

وصلبتموه على الطريق على هلال من خشب

عرّج على أرض العرب

واجمع كثيرا من حطب

واحرق بها الشعبَ الخنوع ودعْه يأكلُه اللهب”

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .