استضاف مطعم “ميجانا” في النّاصرة الكاتبة والشّاعرة منى ظاهر في لقاء خاصّ لقراءات في تجربتها الإبداعيّة الأدبيّة.
افتتح اللّقاء الملحّن والفنّان معين دانيال بعزف مقطوعات موسيقيّة على آلة الكمان، ثمّ قرأت ظاهر المحتفى بها، مقاطع من كتاباتها الشّعريّة ومن النّصوص المفتوحة والأخرى القصصيّة.
ثمّ كانت مداخلة الكاتب جودت عيد والّذي أكّد في ما جاء فيها على أنّها الإنسانة الشّاعرة المبدعة النّصراويّة باعتزاز، هي الظّاهريّة نسبة للشّيخ ظاهر العمر الزّيدانيّ، وهي ابنة الوطن، زهرة تحت أفياء الزّيتون، هي الحضور والتّميّز. “وأقتبس من صديقي وزميلي في الجامعة د. جلال عبد الغنيّ وهو متخصّص في اللّغة العربيّة وآدابها، حينما حدّثته عن أحد المشاريع الأدبيّة الّتي أقوم بها وتشاركني فيها منى، قال “منى شاعرة من أرقى وأقوى الشّاعرات محلّيًّا وعربيًّا، وهي تجلس في مصاف الأديبات الكبيرات في العالم العربيّ”. وتلك شهادة أكاديميّة تؤكّد على ما أقوله من ناحية قوّة الكلمة والتّجديد في استخدام اللّغة والعمق في المضمون والفكر. الوطن حاضر في أدب منى، والمرأة الفلسطينيّة بملامحها الخاصّة وحضورها وتجربتها. هي تناضل بكلمتها وتحكي عن القهر والحقوق والحلم.. وهي مبدعة تقول كلمتها دون أن تسعى لمكسب سياسيّ، اجتماعيّ مهنيّ، شخصيّ ضيّق. وهي تواجه المؤسّسة والسّلطة بصوت يشدّد على هويّتنا وثقاقتنا”.
بعدها تحدّث الباحث د. صالح أبو ليل عن مسار كتابته لأطروحة الدكتوراه بتخصّص في الأدب العربيّ والجنسويّة، وإصدارات ظاهر الأدبيّة دخلت عيّنة هذه الدّراسة الّتي أنجزت في العام 2012، والّتي تناولت كاتبتين إضافّيتين هما نداء خوري وأمال قزل، كلّهنّ يمثّلن الأدب الفلسطينيّ المعاصر، لتتمّ مقارنة أعمالهنّ بأعمال كتّاب رجال فلسطينيّين. وقد تمّ عرض أجزاء من الدّراسة ضمن عارضة محوسبة تركّزت في سيرة حياة المحتفى بها، المضامين والأساليب الفنّيّة في كتابتها، ثمّ المقابلة معها. وقد جاء في كلمته: “كانت بداية معرفتي بالشّاعرة والكاتبة منى ظاهر في العام 2009، وكان اتّصالي بها بعد أن قرأت كثيرًا من قصائدها، وفوجئت بأنّ مثقّفينا ونقّادنا لم يجدوا الوقت الكافي لتوثيق سيرة حياتها، والاهتمام بشعرها وأدبها بالمستوى اللّائق. لم تفاجئني هذه الحقيقة كثيرًا. ذلك أنّ أطروحتي جاءت لتعبئة الفراغ الّذي رصدته بغية توثيق إبداعات أديباتنا وشاعراتنا الفاضلات في فلسطين منذ النّكبة وحتّى يومنا هذا. وقد تركّزت في الدّور الّذي قام به شعر ظاهر وأدبها فيه، كأديبة معاصرة وشاعرة تعتصر الكلمات لتصنع منها شعرًا حديثًا له مميّزاته وأسلوبه الخاصّ. مثّلت منى ظاهر في المقابلة معها الطّائفة الإسلاميّة والبدويّة خير تمثيل، والتّمييز الجنسويّ في كتابة النّساء الكاتبات. وأحد الاستنتاجات المهمّة، هو وجود “كتابة نسويّة” و”كتابة نساء” تمثّل بعمق الصّوت النّسائيّ، وتصف الواقع الصّعب في حياة النّساء. إضافة إلى التّجديد في الكتابة، والّتي لم تظهر في الأدب العربيّ الّذي كتبه رجال ونساء حتّى منتصف القرن العشرين. مثلًا الأسلوب الأدبيّ الّذي تستخدمه كاتبات نساء كشاعرتنا منى ظاهر يتميّز بالتّشديد والتّركيز على عالم المرأة الدّاخليّ وعلى استقلاليّتها، وعلى تعابير مثل “صمت”، “اغتراب”، و”وحدة” أو على تعابير مرتبطة بعمليّة الولادة، والتّعمّق في وصف الألوان وتأثيرها على النّفس. مواضيع كهذه لا تحظى باهتمام خاصّ في كتابة الكتاب الذّكور”.
وفي نهاية هذا اللّقاء وقّعت ظاهر للجمهور من الدّارسين والمبدعين والمهتمّين على بعض من إصداراتها المتوفّرة في البلاد. مع العلم أنّها أصدرت لغاية الآن ثماني مجموعات شعريّة ونثريّة، هي: “شهريار العصر” (شعر، النّاصرة، 1997)، “ليلكيّات” (شعر، النّاصرة، 2001)، “طعم التّفّاح” (شعر، الهيئة المصريّة العامّة للكتاب، القاهرة 2003)، “حكايات جدّتي موفادّت” (دار العالم الثّالث، القاهرة، 2003)، “أصابع” (نصوص، المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، بيروت 2006)، “خميل كسلها الصّباحيّ- خزفيّة نصّيّة لرفسة غزال” (نصوص، طبعة أولى- دار أزمنة، عمّان الأردن 2008، طبعة ثانية- المؤسّسة الصّحفيّة بالمسيلة، الجزائر 2009). “يوميّات شفق الزّغلول” (نصّ طويل، عمّان 2011)، “الأرجوحة 13” (مجموعة قصصيّة، دار العين المصريّة، 2015).وهي حاصلة على رسالة الماجستير بامتياز في الأدب النّسائيّ العربيّ الحديث، وتعدّ لأطروحة الدكتوراه في التّخصّص نفسه.
ا