الشيخ عاصي امام جامع الجزار يعتذر عن تهنئة لنتنياهو ومهاجمة القائمة المشتركة

1

سم الله الرحمن الرحيم

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون

بكل فخر واعتزاز ودون تردد أتوجه إلى كل قطاعات شعبنا العربي والفلسطيني ،معتذرا ومقراً بأني أخطأت حينما وجهت رسالة تهنئة ومباركة لرئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو بمناسبة فوزه في الانتخابات الأخيرة منطلقا من أمل في تغيير سياسته تجاه القضية الفلسطينية والحقوق العربية والكف عن التمادي في سياسة الاستيطان وسياسة الإذلال التي تمارس على شعبنا وللحصول على ما يمكن أن نحصل من حقوق وليس حرصا على المنافع الشخصية والمآرب الحزبية جاعلها محاولة قد تفيد حقوقنا العربية ، والاستجابة للمطلب الدولي في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. شرفني في بيتي قادة القائمة المشتركة في مدينتنا عكا وسألوا في موقفي وبعد نقاش مستفيض تبين لي بأني أخطأت في موقفي ولم أكن صائبا في رؤيتي واني تسرعت في هذا الموقف وان ضرر هذه الرسالة على شعبنا وقضيته وقضايانا العربية في الداخل أكثر من نفعها لا سيما انه حتى هذه اللحظة لم يظهر أي حسن نية بتغيير سياسته وأن وصل الحبال معه من طرف واحد لا تحقق شيئا إنما قد تجعله متماديا في سياسة التنكر لحقوقنا وان حكومته ستكون حكومة يمين متطرفة، وحتى لا أكون ممن قال الله فيهم ” وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ”.ولعدم الإصرار على هذا الخطأ لذلك اسحب رسالتي المهنئة والمباركة في فوزه كما أسحب توصيتي بتخصيص السيد أيوب القرا بمنصب وزاري في حكومته المستقبلية وذلك بعد أن وجدت بأن أكثر جماهيرنا العربية مستاءة من تعاطيه مع قضايانا العربية والفلسطينية ولكل ما ذكر فأني أعتذر عن هذا الخطأ وأطلب العفو من الله وأن أبقى على إجماع شعبنا في التصدي لكل من يتنكر لحقوق شعبنا .وفي الوقت ذاته …سأبقى ماداً يد العون لكل الأحزاب والحركات التي تؤمن بالسلام العادل الذي يضمن حقوق الشعوب في أن تعيش في حرية وعزة وكرامة. كما لا يفوتني أن اشكر كل من حاول فهم رؤيتي وموقفي من المخلصين من أبناء شعبنا العربي والفلسطيني وأصحاب القلوب السليمة والمشاعر النبيلة متعاطفين معي غير شاكين بحسن نيتي وغير نافين من مواقفي الوطنية المشرفة ولا متناسين إعمالي الإنسانية الكثيرة .وبالمقابل لا أنكر مواقف القيادات العربية المتمثلة بنواب القائمة المشتركة بصدق وطنيتهم وحرصهم على التصدي للسياسيات العنصرية وسعيهم لتحقيق المطالب المشروعة .ولم اقصد الإساءة لاحد منهم .

 القائمة المشتركة في عكا: الشيخ صاحب المواقف الإنسانية والوطنية

ورحبت القائمة المشتركة في عكا بهذه الخطوة، وجاء في بيان صدر عنها: ترحب برسالة الشيخ سمير عاصي خطيب وإمام مسجد الجزار في عكا هذا هو الشيخ الذي عرفناه دائما ،صاحب المواقف الإنسانية والوطنية والمتفاعل مع هموم شعبه وقضاياه وصراعه مع السلطة من أجل تحصيل حقوقه المهضومة . إن الاعتراف بالخطأ فضيلة وهي تعكس شجاعة هذا الإنسان ، ونحن نعلن عن فتح صفحة جديدة لمد يد العون مع الشيخ سمير والتعاون معاً لمواصلة النضال حتى تحقيق كل المطالب المشروعة لشعبنا في الداخل ، الحقوق اليومية وحقوقنا الوطنية بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والعمل على تحقيق المساواة التامة أسوة بباقي المواطنين في هذه البلاد .

“آخوكم الشيخ سمير عاصي إمام وخطيب مسجد الجزار”

 ٢٨.٤.٢٠١٥ الموافق ٩ رجب ١٤٣٦

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .