افادت مصادر للجزيرة بانسحاب مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية من معظم النقاط التي سيطروا عليها في حي مخيم اليرموك (جنوب العاصمة دمشق) الأربعاء بعد معارك مع فصائل في المعارضة السورية، وخلفت المواجهات قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والمسلحين.
وجاء الانسحاب بعد أن شنت كتائب أكناف بيت المقدس هجوما معاكسا أجبر عناصر التنظيم على العودة إلى حي الحجر الأسود (جنوب دمشق)، وذلك بعد ساعات من سيطرة التنظيم على الجهة الغربية من مخيم اليرموك الذي كان يؤوي مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين.
وكان التنظيم اقتحم صباح الأربعاء المخيم من جهة حي الحجر الأسود وبلدة يلدا اللذين يسيطر عليهما مقاتلو التنظيم، ودارت اشتباكات عنيفة سقط إثرها ما يقرب من عشرين مقاتلا من قوات المعارضة المسلحة.
وأفاد ناشطون في وقت سابق بوصول مقاتلي التنظيم إلى مشفى فلسطين، وأنهم خرقوا بذلك اتفاقا سابقا مع جبهة النصرة يقضي بأن تبقى منطقة المشفى محايدة، وأضافوا أن عناصر التنظيم اقتحمت منطقة تدعى دير ياسين بالحي واشتبكت مع عناصر كتائب “جيش الإسلام” التابعة للمعارضة السورية.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أعلنت قبل يومين تعرض يحيى حوراني القيادي بالحركة للاغتيال أثناء توجهه لعمله بمشفى فلسطين، وذلك باستهدافه بالرصاص بصورة مباشرة في الرأس، وقالت حماس إن حوراني الذي “بقي في مخيم اليرموك المحاصر كان ناشطاً في المجال الإغاثي والطبي والعمل الإنساني”، وإنه أسعف المئات من الجرحى ودرّب المئات من المسعفين والممرضين.
وعقب اغتيال حوراني، نفذت كتائب أكناف بيت المقدس اعتقالات بحق عناصر التنظيم في المخيم، مما تسبب في اندلاع القتال، وقال ناشطون إن تلك الكتائب أسرت ثمانية عناصر من تنظيم الدولة الأربعاء، وأضافوا أن ما تسمى كتيبة “فلسطين-الكراعين” ساندت التنظيم في المعارك، وأن قوات النظام السوري استهدفت المخيم بقذائف الهاون والمدفعية تزامنا مع الاشتباكات.