أقيمت مؤخرا مسابقة الجغرافيا القطرية للواء الشمال ولواء حيفا في كيبوتس ياجور وقد شكّلت المرحلة هذه المسابقة قبل النهائية حيث تم اختيار ستّة طلاب للمرحلة النهائية.
وقد شاركت عدّة مدارس عربية في المسابقة كان من بينها: الشاملة أ وعاطف خطيب من شفاعمرو، مدرسة طه حسين من سخنين،مدرسة الرؤيا من يركا، مدرسة جت-يانوح، مدرسة البيادر من عين الأسد، مدرسة طرعان الإعدادية، مدرسة ابن خلدون، مدرسة مريم بواردي، مدرسة المشهد الشاملة، مدرسة سليم سلمان من أبو سنان وإعدادية شعب.
وقد بدأت المسابقة بامتحان كتابيّ، أبلت فيه معظم المدارس العربية بلاء حسنًا وانتقلت إلى المرحلة التالية الّتي تمثّلت بالتعرّف على المناطق الظاهرة على الشاشة. وكانت هذه المرحلة بمثابة المطبّ بالنسبة للمدارس العربية حيث لم تتمكّن أيّ مدرسة من تجاوز هذه المرحلة.
ثمّ كانت المرحلة الثالثة الّتي تضمّنت أسئلة شفوية مباشرة يقف فيها الطالب أمام لجنة تحكيم ضمّت مسؤول تصحيح امتحانات بجروت الجغرافيا عران حدّاد، والسيّد سلمان أبو ركن ، الدكتور عمر خطيب، ورئيسة قسم الجغرافيا في كلية أورانيم الدكتورة ياعيل سنيه وممثلة الكيرين كييمت أفيتال أفيف. وتمّ اختيار ستّة طلاب من الوسط اليهودي ليمثلوا لواء الشمال ولواء حيفا في المرحلة النهائية.
وكانت مفتشة الجغرافيا السيّدة بنينا غازيت قد أشرفت على سير المسابقة بمشاركة عدد من المرشدين والمعلمين الكبار، وكان المرشد الكبير هيثم أبو عوّاد قد افتتح المسابقة بكلمة طيّبة رحّب فيها بالمتسابقين والحضور الغفير الذّي غصّت به قاعة مدرسة كرمل زفولون ، بعده تحدّث المرشدة القطرية دغانيت ساديه فشكرت كلّ من ساهم، في إنجاح هذه المسابقة وخصّت بالذكر مفتش الجغرافيا ومديرة المدرسة المضيفة، وقدّمت شرحًا وافيًا عن قوانين المسابقة، بعدها ألقت مديرة المدرسة المضيفة كلمة ترحيبية تلتها مفتّشة الجغرافيا بنينا غازيت.
وبعدها بدأت المسابقة المباشرة وأدارها كلّ من المرشد القدير رشيد خلايلة والمرشدة القطرية مايا ليفي، وتخللها تقديم عروض فنّية راقية.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المسابقة السنوية القطرية تلاقي اهتمامًا كبيرًا من قبل وزارة المعارف، وقد أشرف عليها كلّ مرشدي لواء الشمال ولواء حيفا وهم: إيمان جرايسي، تسيئيلا شوحم، عومر جورن، رشيد خلايلة، هيثم أبو عوّاد، عمر دياب، مايا ليفي، ترتسي أرغمان، عنات كينئور، ودغانيت ساديه.
المسابقة الجغرافية كشفت عورات رحلاتنا
إنّ المتتبع لهذه المسابقة القطرية الهامّة سيدرك مدى الفجوة بين المدارس العربية والمدارس والمدارس اليهودية فيما يخصّ التعرّف على مناطق البلاد المختلفة، وقد يكون هذا الأمر ناتجًا عن إهمال معظم مدارسنا العربية لماهية الرحلات المدرسية. حيث إنّ معظم الرحلات المدرسية العربية أضحت ترفيهية تتخلل محطات لا تمتّ بالتربية والتعليم بصلة، إذ يجب أن تتلاءم الرحلات مع المواضيع المختلفة الّتي يتمّ تدريسها في المدرسة، وهذا الأمر بعيد عن التحقيق في معظم مدارسنا. وحسب خطّة النواة لرحلات المدارس، فإنّ على الرحلات أن تبدأ من حلقة المحيط القريب لتخرج بعد ذلك إلى الحلقات الأبعد تباعًا حسب طبقات الجيل بحيث تغطّي الرحلات المدرسية كل مناطق البلاد عندما ينهي الطالب الصف الثاني عشر، لكنّ معظم المدارس لا تطبق خطّة النواة. فرحلاتنا تكرّر نفسها وتجعل من الإبحار في طبريا والطعام في الماكدونالدز محطات ثابتة.
كذلك فإنّ للأهل دور في تثقيف الأبناء من خلال الرحلات، فمعظم العائلات العربية لا تتنزه بالطريقة الصحيحة وهي تربط رحلاتها بشي اللحوم على أنواعها وتدخين الأرجيلة، وهذا لا يعود بالخير على أبنائنا.