*عن “أ. دار الهدى- ع. زحالقة” صدر كتاب جديد للكاتبة ميسون أسدي، بعنوان “ليلى الحمراء تحكي حكايتها” للأطفال في جيل مبكر، وقام بوضع رسوماته الفنانة ڤيتا تنئيل، وتصميم غرافيكي الفنان أسامة مصري.
قصة “ليلى الحمراء” تناولها العديد من الكتاب العالميين، كل بطريقته الخاصة، وها هي ميسون أسدي تصُغها بقالب جديد مع المحافظة على العناصر الأساسية للقصة، ويقول المربي عبد زحالقة، صاحب دار الهدى: الكتاب معد لمرحلة الطفولة المبكرة، وهي من أهم المراحل في بناء شخصية الفرد وتشكيل وعيه وتوجيه سلوكه.. لذلك اخترنا هذا التوجه الجديد للقصة المعروفة، حتى نغرس في نفس الطفل قيم جميلة بعيدة عن العنف.. وهذه القصة تعمل على تنمية الخيال الذي يعد من أهم مصادر الإبداع.
ويقول الكاتب الفلسطيني/ الأردني زياد جيوسي: القصة هي قصة ليلى والذئب المعروفة، ولكن في حكاية ميسون أسدي، حصلت تعديلات، تركت أثرا أجمل على القصة كما كنا نعرفها.. فالأب هنا لم يقم بقتل الذئب وإسالة الدماء كما في القصة الأصلية، وإنما ألقاه في النهر كي يذهب بعيدًا ولا يعود، وفي نفس الوقت يعاقبه بدون عنف دموي، وهذه مسألة مهمة للأطفال كي يبتعد تفكيرهم عن القتل في مواجهة عدو محتمل، وبالتالي نبعد طفلنا عن تفكير العنف الدموي.
ويضيف جيوسي: نهاية القصة اختلفت عن القصة الأصلية أيضا، فليلى ووالدها، لم يتركوا الجدة وحيدة ومعرضة للخطر، بل نقلوها إلى بيتهم، وهذا الفعل جميل ويعلم الأطفال أن يقوموا بواجب الكبار من أهاليهم ولا يعقونهم.. أما الحوار بين ماجد وجدته، فهو إضافة متميزة على القصة، ويزرع في ذهن الطفل أن أحداث القصة أو الحكاية أو الحدوتة يمكن أن تكون خيالا ولكن أيضا يمكن أن تكون حقيقة أو تستند إلى حقيقة حصلت أو حصل بعض منها.
وينهي جيوسي حديثه: جميل ما قامت به العزيزة ميسون، حتى أنني تمنّيت لو أني طفل تهمس له بالحكاية قبل النوم!!
وأشارت الأستاذة سلوى علينات- طالبة دكتوراه في جامعة “بن غوريون” ومحاضرة في الجامعة المفتوحة، إلى أن قصة “ليلى الحمراء تحكي حكايتها”، هي قصة جميلة وفيها طرح جديد وعصري. وقد لفتت انتباهي نهاية القصة، إذ لم تمت الجدة أو ليلى ولا حتى الذئب.. كما أن الصياد هو الأب والذئب ليس شخصية شريرة ولكنه يجوع ويبحث عن طعامه مثل جميع الحيوانات، وواضح أن توجه الكاتبة في القصة جدا متميز ورائع جدا..
وأبدعت الفنانة ڤيتا تنئيل، في رسومات الكتاب المميزة، وهي تبرز العناصر الأساسية في القصة وتساعد الأطفال على وضع الأشياء المجردة في القصة، في صورة محسوسات، لتكون أكثر واقعية وتعطي الأطفال صورة تخيلية بصرية للقصة ومضمونها..