هادي زاهر:لنضع حد للمهزلة .. بيع مقام النبي شعيب عليه السلام ب 18 شاقل !!
في أخبار
16/08/2014
ولنضع حد للمهزلة
بيع مقام النبي شعيب عليه السلام ب 18 شاقل
ما حدث مع الحرم الإبراهيمي الشريف ومع حائط البراق سيحدث مع المقام
هادي زاهر
بشرتنا الصحف الإسرائيلية صباح يوم الأربعاء 2014-8-13 بنباء تَكرم السلطات الإسرائيلية علينا ببيعها لمقام سيدنا النبي شعيب عليه السلام بمبلغ رمزي وقدره 18 شاقل ووفقًا لما جاء في الخبر
“انه ثم وضع حد للخلاف بين الدولة والطائفة الدرزية وأن الدولة تقوم بتأجير المقام للطائفة الدرزية لمدة 49 عامًا”
عن أي خلاف يتحدثون ومن أنتج هذا الخلاف اساسًا؟!! إلا تحلو لكم الحياة بدون أن تعكروا مزاج كل المحيطين بكم؟!!
رئيس مجلس الأراضي الوزير ” أوري ارئيل ” يقول:
” أن الدولة تقر بتضحية الطائفة الدرزية لدولة إسرائيل ومن يقدم يجب أن يأخذ”
هكذا أذن أن مقام سيدنا شعيب هو للدولة والدولة تتكرم علينا وتسمح لنا بزيارة المقام.. وقاحة منقطعة النظير وهنا يصح استعمال المثل العبري ” قتلتم وورثتم ” أتذكر بيتًا من الشعر يقول:
“لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها”
هنا نقول الوقاحة أعيت من يداويها، انك أيها الوزير تكرم علينا من مال أبوك يا………….
وأتذكر كلما اصطدمت بوقاحة صهيونية ما قاله دافيد بن غريون أول رئيس وزراء لدولة إسرائيل في كتابه “يوميات الحرب” حيث كتب” إننا بعد سلسلة من الانتصارات ستنمو فينا الغطرسة وتصبح أوقح شعب على وجه الكرة الأرضية”
لم يكن بن غريون عالمًا نفسانيًا ولكن كان واضحًا بان الديك المنتصر سيطير إلى السطح ويرفرف بجناحية وهو يصيح نشوة بانتصاره.
طبعًا كل إنسان يرى ويفهم الأمور من موقعه.. موقعه الثقافي.. موقعه النفسي فهناك أناس يشعرون بالكبرياء لا يرضون بمثل هذه الغطرسة ذات الأبعاد الخطيرة وهناك من يعاني من ثقوب في بنيته السيكولوجية فيشعر بالذل ويعاني من الشعور بالنقص سيقول :
” اه شو فيها ما هي مجرد إجراءات شكلية”.
إن الإبعاد الخطيرة لهذه الفعلة الشنعاء لا تتوقف عند تأجير المقام الشريف ل 49 سنة والتي ستخلق لنا مشكلة نواجه السلطات مستقبلًا من منطلق ضعيف..من منطلق المستجدي.. يجب أن نرى ابعد من أنوفنا إذ أن القبول بهذه الشروط اليوم معناه الواحد والوحيد هو أن المقام تابع للسلطات الإسرائيلية وبعد انتهاء هذه المدة سنورث أولادنا مشاكل لأننا تقاعسنا عن الأداء بالواجب الديني والدنيوي وهكذا نكون لا نسوى قشرة بصل.
في السابق قبل قيام الدولة كانت هناك محاولة من قبل أهالي حطين للسيطرة على إدارة المقام كونهم مجاورين للمقام وجرى سجال أوكلت الطائفة الدرزية طيب الذكر المحامي احمد شقيري ( أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية فيما بعد) وقد انتصر للدروز والحقيقة هي أن إدارة المقام كانت منذ أن منح الفاتح صلاح الدين الأيوبي الذي قام ببناء المقام (12 غرفة على شكل عقدات ما زالت شاهدة على التاريخ ) منح الإدارة لأحد القادة البارزين في معركة حطين “حمد طافش من قرية بيت جن الذي حول الإدارة بدوره لأهله وهي ما زالت مع الطائفة الدرزية ليأتي الصهاينة اليوم الذين يريدون الحلة والحلال.. العصفور وخيطه.. والبئر والغطاء.. الأخضر واليابس، زاعمين بان المقام يتبع لملكيتهم.. أنها إهانة ما بعدها اهانة..إهانة في صميم الصميم، لم يشبعوا مما سلبوه من أهلنا، كل إنسان يملك ذرة من الضمير ومن الأخلاق ومن الكرامة يشعر بالإهانة وهناك من يستهين بالأمر وهنا لي وقفة طويلة مع ممارسات السلطات الإسرائيلية.
قبل فترة زرت الأصدقاء في مدينة الخليل وطلبت منهم اصطحابي إلى الحرم الإبراهيمي الشريف ولكنهم رفضوا وبعدا إلحاح شديدا قالوا: بالله عليك أعفينا من هذه المهمة فسوف نصطدم هناك مع المستوطنين الذين قد يلحقون بنا بالجنازير وبالحجارة وستأتي سلطات الجيش وتعتقلنا بتهمة الاعتداء على المستوطنين.
وأضاف أخر مازحًا ومزح الرجال جد:
” قد يقتل أحدنا وعندها سوف تزعم سلطات الجيش بان القاتل يعاني من اضطرابات نفسية ولا يمكن تقديمه للمحاكمة”
ما أريد أن أقوله هنا هو أن السلطات الإسرائيلية تطلب بمساحة صغيرة ثم تطالب بتوسيعها ثم تسيطر على المساحة كلها وتمنع الأصحاب الشرعيين من حقهم حتى من زيارة المكان.
ولو عدنا إلى التاريخ واستعرضنا ما الذي جرى مع حائط “البراق” الذي أطلقوا عليه تسمية”حائط المبكى” “لقد زعموا بأنه لحائط الجنوبي لهيكل سليمان واخذوا يستعطفون السلطات العثمانية كي تسمح لهم بالصلاة أمام الحائط إلى أن استجاب لطلبهم”سليمان القانوني”ومع الزمن أخذوا يتقدمون أكثر وكثر وبعد أن احتلوا القدس سنة 1967 قاموا بهدم حي المغاربة 135 بيتًا وبرغم من إدراكهم بان لا أساس لمزاعمهم “ومن فمك أدينك”قال البروفيسور يسرائيل لفكنشايك” رئيس قسم الآثار في جامعة تل ابيب والمسؤول في وزارة الآثار:
لقد بحشنا شرقًا وغربًا شمالًا وجنوبًا وإلى العمق فلم تجد أي أثار لهيكل سليمان فيبدو بأننا نم نكن هنا أبدا”
طبعًا لم يتم التعامل مع هذه الحقيقة بشكل صحيح وذلك كي تحكم الحركة الصهيونية سيطرتها على اليهود حتى ولو حول كذبة توحدهم. وماذا يجري اليوم؟ اقتحامات متكررة للمسجد فكل من يريد أن يزايد في وطنيته يقوم باقتحام المسجد ويجري الحديث عن تقسيم المسجد والسماح لليهود بالصلاة هناك وذلك وسط صمت عربي وإسلامي مهين وإمام الأزهر السابق”الطنطاوي” يقول قبل أن يغادر الدنيا:
“إن مهمة حماية الأقصى تقع على الشعب الفلسطيني؟!!
تسحب الأجنة الفلسطينية من الأرحام ويقول “إن مهمة حماية الأقصى تقع على الشعب الفلسطيني؟!!
وعودة إلى مقام النبي شعيب، هل تم استخلاص عبر من النماذج التي أدرجتها، إلا يعتقد الإخوة بان تصرفات السلطات الإسرائيلية هي قمة المسخرة..هي قمة الاستهتار.. ألا يعتقد الإخوة بان لهذه الخطورة إبعاد جهنمية ومن الواجب أن نثآر لكرامتنا ونضع حد للمهزلة وذلك قبل أن نستجدي السلطات لزيارة المقام لأنه خلال ال49عاما سيتم تهيئة الذهنية بان المقامات تابعة للدولة وقد يتم تقسيم المقام بيننا وبين المتدينين اليهود، يوم لنا ويوم لهم ثم يومين لهم ويوم لنا ثم ثلاثة أيام لهم ويوم لنا ثم ستة أيام لهم ويوم لنا يتم السماح لنا بالدخول بواسطة بطاقة مدفوعة الثمن ونمنع من تقديم النذور تمامًا كما حدث في مقام سيدنا الخضر عليه السلام الذي لا يعلم به الجيل الجديد.. مقام سيدنا الخضر عليه السلام في حيفا لقد اُبعدنا بشكل غير مباشر من زيارة هذا المقام بشتى الحيل هذا ما سيحدث إذا تخاذلنا فتعالوا لنجبرها قبل إن تكسر ولنوقف العابثين عند حدهم.
2014-08-16