نادي حيفا الثّقافيّ يضيء دروب الإبداع بإصدارين توثيقيّين جديدين

سنوات من العطاء 2″ و “في رحاب العطاء 2024م

في الخامس عشر من شهر مايو/ أيّار لعام 2025م، شهد نادي حيفا الثّقافيّ أمسية بهيجة، احتفاء بصدور باكورتين توثيقيتيّن جديدتين، تضافان إلى رصيده الزّاخر، وهما: كتاب “سنوات من العطاء 2 (2016-2018)” و “في رحاب العطاء 2024″، واللّذين تولّى إعدادهما وتحريرهما الأديبة صباح بشير والأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة.

افتتح فعاليّات هذه الأمسية مؤسّس ورئيس النّادي، الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة، بكلمات ترحيبيّة صادقة بالحضور الكريم، وقد أعرب عن عميق شكره وتقديره للمجلس الملّي الأرثوذكسيّ الوطنيّ على دعمه المتواصل لأمسيات النّادي، كما استعرض البرنامج الثّريّ للأمسيات القادمة، موجّها دعوة عامّة للجميع لحضورها والاستفادة من محتواها. واختتم الأمسية بكلمة أخرى، جاء فيها: تعدّ هذه الكتب التّوثيقيّة بمثابة أرشيف دقيق وشامل لنشاطات النّادي وإنجازاته المتعدّدة على مرّ الأعوام الماضية، وهي شهادة حيّة وناطقة على جهودنا المضنية وعطائنا المتواصل؛ إذ تمثّل دليلا ملهما للأجيال القادمة، ومحفّزا قويّا لهم على البذل والعطاء في سبيل الرقيّ والازدهار.

بعد ذلك، تفضّل حضرة الأرشمندريت أرتيميوس بكلمة موجزة ومعبّرة، أعرب فيها عن شكره وتقديره العميقين للنّادي على هذا العطاء الثّمين الّذي يرسّخ قيمة المحبّة السّامية الّتي أوصى بها الكتاب المقدّس، كما أثنى على هذا الإنجاز الثّقافيّ المتميّز، متمنيّا للنّادي دوام التّقدّم والرّقيّ والازدهار في مسيرته النيّرة.

ثم تسلّم زمام العرافة وتقديم فقرات الأمسية الأديب والإعلامي نايف خوري، رئيس جمعية نادي حيفا الثّقافيّ، الّذي أدار فعاليّات الحفل بمهنيّة واقتدار، مباركا للنّادي على إنجازاته النّوعيّة والمتميّزة. قام بتقديم الضّيوف الكرام على المنصّة تقديما أنيقا وبليغا يليق بهم، ولم يفته أن ينوّه بكلمة الدّكتورة روزلاند دعيم الّتي حالت الظّروف دون حضورها، فناب عنها خير نيابة وألقى كلمتها بكلّ تقدير، ومما جاء في كلمتها: لقد غمرتني سعادة غامرة حين تفضل الأستاذ نقّارة بدعوتي للمشاركة في هذه الأمسية المباركة، والحديث عن عطاء النّادي الغنيّ، بعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات، سطّرت اسم حيفا عاليا في سماء الثّقافة، وتميّزت بالثّبات والدّيمومة والتّنوّع والموضوعيّة.

شارك بعد ذلك بكلمات قصيرة ومؤثّرة كلّ من البروفيسور ياسين كتّاني، الّذي بارك للنّادي وإدارته على هذين الإصدارين التّوثيقيّين الجديدين، اللّذين صدرا عن نخبة من الأخيار، الّذين يتحلّون بالإرادة الصّلبة والثّقة بالنّفس، والإيمان الرّاسخ بقدرات أبناء شعبنا في مجالات العلم والأدب والثّقافة.

 

قدّمت بعده الدّكتورة رنا صبح مداخلة بعنوان: “نادي حيفا الثّقافيّ، محضر للثّقافة المستدامة”، ومما جاء فيها: إنّ المتتبّع عن كثب لنشاطات النّادي المتنوّعة والمستمرّة، يدرك تمام الإدراك أنّه أمام كينونة ثقافيّة عريقة وراسخة الجذور، تمثّل مظلّة جامعة وشاملة؛ لكافّة مظاهر الثّقافة المكتوبة، ومنبرا حرّا للفكر والإبداع الأصيل، الّذي نعتز ونفتخر به جميعا.

أمّا الدّكتور صالح عبّود فقد استهلّ مداخلته بقصيدة جميلة ومؤثّرة لاقت استحسان الحضور وتصفيقهم الحارّ، ثمّ قال: في رحاب عطاء نادي حيفا الثّقافيّ وظلاله الوارفة، ومع إشراقات خميسيّاته الأدبيّة والثّقافيّة المنتظمة، نناقش ونناور الذّاكرة مع نصوصها وتضاعيفها بعين ثاقبة وفاحصة، فننجز بذلك مشروعا وطنيّا بامتياز، يسعى إلى إسكات النّسيان وحفظ ذاكرتنا الجمعيّة، وصوننا من الموت المعنويّ في عرف الأحياء.

تحدّثت بعد ذلك الأديبة صباح بشير بكلمة قصيرة موجزة عن سلسلة الكتب التّوثيقيّة للنّادي، فقالت: لقد تشرّفت بالمشاركة الفاعلة في إعداد وتحرير هذه الكتب التّوثيقيّة القيّمة، إلى جانب الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة، خلال مشروع مثمر وبنّاء، تطلّب منّا صبرا ومثابرة دؤوبة، وجهدا متواصلا؛ ليخرج بهذه الحلّة البهيّة، وإنّنا لنفتخر بما حقّقناه وما أنجزناه، بكلّ تفان وإخلاص، صادقين في رحاب هذا النّادي المبارك، وها نحن الآن نمضي قدما بعزم وثبات في هذا المسعى النّبيل؛ لتوثيق كافّة نشاطات النّادي وفعاليّاته المتنوّعة، عبر هذه السّلسلة من الإصدارات.

تلاها الدّكتور خالد تركي قائلا: نادي حيفا الثّقافيّ مسيرة حافلة بالعطاء الوافر الّذي لا ينضب معينه، هو منارة ساطعة يشعّ منها الضّوء الوارف، يدلّ التّائهين على برّ الأمان، رغم الأنواء العاتية والتحدّيات الجسيمة. هو قبس مشعّ من نور ساطع يدخل النّور إلى العيون لنستنير به، فتتوسّع العقول وتفرح الرّوح وتنْشرح الصّدور بالمعرفة والإبداع.

هذا وقد تخلّل الحفل معرض فنّيّ جميل لأعمال نخبة من أعضاء “جمعية نجم العربيّة الدّوليّة” بإدارة الفنّانة التّشكيليّة نجوى كبها، الّتي قامت في الختام برفقة الأستاذ المحامي شادي الصّح ومجموعة من أعضاء الجمعيّة، بتكريم الأستاذين فؤاد نقّارة وصباح بشير، تقديرا لجهودهما المباركة وعطائهما المثمر في خدمة الثّقافة والأدب.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأمسية قد أقيمت في قاعة كنيسة القدّيس يوحنّا المعمدان الأرثوذكسيّة، تحت رعاية المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا، وقد قام بتوثيق فعاليّاتها بعدسته الأستاذ فؤاد أبو خضرة.

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .