في اعقاب احداث سوريا والهجوم على أبناء الطائفة الدرزية في عدة بلدات هناك عقد في مقام سيدنا الخضر في كفر ياسيف اجتماع برئاسة الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ورجال دين أعضاء كنيست ورؤساء سلطات محلية درزية والعديد من الناشطين تداول به المجتمعون احداث سوريا والهجومات الداعشية على البلدات الدرزية وطرق الرد والتعامل مع هذه الازمة وفي ختام الاجتماع اصدر بيان جاء فيه:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
تعيش الطّائفة الدّرزيّة أيّامًا عصيبةً في ظلّ الأنباء الواردة من سوريا حول الهجومات الإرهابيّة الغاشمة الّتي طالت القرى الدّرزيّة، مؤدّيةً إلى سقوط العديد من الشّهداء والإصابات.
وفق المعلومات الموثوقة الّتي تردنا حتّى الآن من الأخوة والأهل في سوريا، فهناك هدوء نسبيٌّ مشوبٌ بحذر كبير، مع وجود تطوّرات مُتجدّدة على مدار السّاعة.
في هذه اللّحظات المصيريّة، يجبُ علينا أن نحكّم العقل والدّين على العاطفة والمشاعر، آخذين الحيطة والحذر من ردودٍ ومواقف لا تُحمد عُقباها.
نؤكّد أنّنا على تشاور وتواصلٍ دائم مع أهلنا ومشايخنا من كافّة مناطق سوريا، وأنّنا نواكب الأحداث واتّخاذ الخطوات والقرارت اللّازمة لمحاولة ردّ الأذى عنهم، إقليميًّا ودوليًّا.
نعمل بكلّ ما أوتينا من جهود وقُدرات أمام كافّة الجهات ذات التّأثير على المشهد السّوريّ، مؤكّدين وقوفنا إلى جانب إخواننا هناك قلبًا وقالبًا، واستعدادنا لبذل كلّ ما نملك ونستطيع من طرق ووسائل مُتاحة، من أجل إغاثتهم خلال هذه المرحلة الدّقيقة الحرجة.
لا شكّ أنّ الوضع الرّاهن مركّبٌ ومعقّد، ويحتّم علينا توحيد الصّفوف لمساندة أهلنا وإخواننا الّذين يتعرّضون لهجومٍ إرهابيّ تكفيريّ عنيف، غدرًا وظُلمًا.
نناشد الجميع بالتّعقّل وعدم الانفراد بالتّصرّفات، لنبقى مجتمعين موحّدين تحت رأي ومشورة واحدة، مُمتنعين عن إحداث بلبلةٍ وزعزعة، عبر تناقل أيّة معلوماتٍ غير موثوقة.
الطّائفة الدّرزيّة كانت ولا تزال داعية سلم وسلام في كلّ زمان ومكان. لا تعادي ولا تتعدّى بل تتّحد بكلّ قوّة وتوفيق ربّانيّ لصدّ المعتدين ودحرهم.
نرفض كلّ الرفض توفير ذرائع وهميّة للهجوم على الطّائفة في سوريا، مؤكّدين أنّ السّاحة تكشف الحقيقة الواضحة: هذا الهجوم الّذي نشهدهُ اليوم في سوريا، هو هجومٌ إرهابيّ منسَّق ومدبّرٌ ومدروس يهدفُ إلى تصفية الدّروز، وهي غايةٌ لن تتحقّق بعون الله ناصر الحقّ على الباطل.
على المجتمع الدّوليّ وكافّة الجهات العاملة في حقوق الإنسان، التحرّك الفوريّ دون تأخير لوقف ما يجري في سوريا قبل فوات الأوان.
نناشد مشايخنا وأهلنا الموحّدين السّوريّين بوحدة الصّفّ والموقف تجاه الأحداث الأخيرة، والتّعالي عن النقاشات والخلافات الدّاخليّة العقيمة الّتي لا طائل منها
نتوجه إلى كافّة أطياف الشّعب السّوريّ، مُناشدين إيّاهم بوأد الفتنة واجتثاث الطّائفيّة، والامتناع عن الانجرار وراء الجهات الإرهابيّة، الّتي تعرّض السّلم الأهليّ للخطر الجسيم، مع التأكيد على شجب واستنكار كلّ إساءة للأنبياء والرّسل والأديان، وعلى وجه الخصوص الرّسول العربيّ الكريم وخاتم النّبيّين عليه أتمّ الصّلاة والسّلام.
رحم الله شهداءنا الأبرار، والويل الويل للمُعتدين الظّالمين
حُرر في مقام سيّدنا الخضر عليه السّلام؛ كفر ياسيف
1 أيّار 2025
الهيئة الدّينيّة، أعضاء البرلمان، منتدى السّلطات المحلّيّة الدّرزيّة، والجهات الفاعلة شعبيًّا وجماهيريًّا