رحيل رمز التواضع والشهامة والشجاعة ابن بيت جن الشيخ أبي سلمان اسعد سلمان حسين صلالحه

 

كتب مالك صلالحه:

نعم هذه هي الحياة كل إنسان مهما عاش فمصيره الموت وكل من نحب لابد من فراقه يومًا ما.. لكن ما

ان الحياة رحلة قصيرة مهما  طالت، فنهايتها هي الموت، وسياتي يوم الفراق لنودع من نحب يوما ما

أصعب فراقك عمي وحبيبي وما أشد وقعه علينا.. كيف لا وعمي وأبي هما العمودان الأساسيان لأسرتنا

رغم ان الموت حق وان  قدر الانسان محتوم، الا ان الموت له رهبة ووقع في النفوس ، يصعب على الانسان تقبله بسهولة، وكم حز في نفسي عندما تهادى الى مسامعي خبر رحيل عمي الغالي ، الذي كان ابي وعمي هما الركنان الاساسيان لأسرتنا المترابطة فقد كان عمي متزوجا من خالتي وخالتي وامي  هما ابنتا عمهما.

فكان ابي وعمي يشكلان ثنائي يكمل احدهما الاخر، في السراء والضراء و الشجاعة والكرم والوفاء والإخلاص والتواضع ومحبة الناس وعمل الخير زد الى نطقهما بكلمة الحق دون مجاملة او نفاق

فقد جسدا النموذج الحي للأخوة الصادقة والحقيقية التي لم يكن يقدر ان يفرقها سوى الموت.

رحل ابي في اول اذار من سنة 2003 تاركا عمي يذوق الم اللوعة والفقدان، فكان عندما يأتي احد على ذكر أخيه ، تتسارع الدموع لتنزلق من عينيه، فما اروعها من تعبير عن اخوة صادقة،

تقدمت به السن لكنه بقي بكامل قواه العقلية رغم تجاوزه سن التسعين، وظل لسانه يلهج بالشكر لله وبقلب مليء بالإيمان.

ان عمي كان الاب الثاني بعد رحيل والدي، فكنا نجد عنده الصدر الحنون والأب الحاني واليد السخية والنصيحة الصادقة ،كان صاحب البيت الواسع والرجل الشجاع وكان من حملة البيرق في بيت جن وقت الملمات الصعبة والافراح والمناسبات.

كان يملك قلبا كبيرا ولسانه لا يفتر عن الدعاء ليل نهار لمن حوله، وكان كرمه حاتمي ولقاؤه عذب،  وكان مثالا للتسامح والنخوة والنجدة عند اللزوم.

لقد ملك قلوب الناس بحسن تعامله اذ ان جميع أهالي البلد والوفود التي قدمت لتوديعه الوداع الأخير أشادت بحسن اخلاقه ومسلكه القويم وتسامحه وكرمه مع الجميع. الا ان قضاء الله لا مرد له فهو السابق ونحق الالحقون،

كنت في خارج البلد عندما وصلني الحبر، وكان وقعه وقوع الصاعقة التي هزت كياني، لا اعتراض على حكم الله ، ولكن لعدم تواجدي بقربه لاودعه الوداع الأخير واطبع قبلة وداع على جبينه، لكن ما خفف مصيبة الفراق هو تقاطر المئات للمشاركة في توديع جثمانك الطاهر،اذ بكاك يا عمي كل من عرفك وعاشرك عن قرب من كبير وصغير،من قريب ومن بعيدن فهنيئا لك يا عمي حب الناس الذين احببتهم فبادلوك بنفس الحب.

اه يا عماه فان كنت قد رحلت جسدا الا انك ستبقى في قلوبنا وبيننا بضحكة الجميلة وكلماتك الرقيقة والعذبة التي كنت ترددها دوما حينما كنا ناتي لزيارتك:”اهلا وسهلا فيكو يا حبايبي، لبيت بيتكو، وتصر على تقديم الواجب كاملا غير منقوص، بكرم حاتمي كعادتك.

فنحن سنظل نذكرك وستظل تعيش بيننا وفي قلوبنا باعمالك المشرفة وسمعتك العطرة وسيرتك الحميدة، وسنظل نفخر ونتعتز بك دوما، وسنظل ندعو الله ان يسكنك جنات النعيم وان ينزلك بجوار الصديثين.
وداعاً عمي الغالي وأبي الثاني ورفيق أبي في دربه، وداعاً مدرسة العطاء والبذل والكرم، وداعاً صاحب ”

الحكمة والدعابة البريئة والابتسامة الحانية والظل الخفيف، وداعاً صاحب الخلق الرفيع، يا من يفيض بالحب والرحمة للجميع.

 

رحلت عمي يا صاحب الابتسامة والقلب الطيب، سيقبى أثرك الطيب للأبد ما حيينا، رحمك الله رحمة الأبرار وأسكنك الفردوس مع الأخيار. يا حي يا قيوم قد اخذته دون أن أودعه فاجعل فرحة لقائه في جنتك أشد من لوعة رحيله دون وداع، وليلهمنا الله الصبر يا عمي ونور عيني، يا صاحب القلب الكبير، وداعا يا عمي ويا ابي أبا سلمان، وليكن الصبر مطيتكم يا اهلي وبنات عمي، و وليهمكن الله ويلهمنا جميعا الصبر والسلوان من بعده، وليكن مثواه الجنة ، وانا لله وانا اليه راجعون..

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .