العربية السورية تضع ألاعيب نتنياهو وكاتس في حجمها الوضيع

خاص بـ “الاتحاد”
جاء الرد الواضح على تصريحات بنيامين نتنياهو ويسرائيل كاتس عما يسمى “الدفاع عن الدروز” في مدينة جرمانا العربية السورية، من المشايخ والوجهاء في المدينة ببيان لا يقبل التأويل. وأكدوا ان “جرمانا وعبر تاريخها لم تكن يوما الا جزءا من غوطة دمشق ولن يكون لها يوما عمق اخر غير العمق الدمشقي والسوري”.
للتذكير: صرّح كل من رئيس الحكومة الإسرائيلي ووزير الحرب أنهما وجّها توجيهات لجيش الاحتلال الاسرائيلي بالتجهز لما يسمى “حماية” مدينة جرمانا السورية في جنوب دمشق، وأن حكومة إسرائيل «لن تسمح للنظام الجديد في سوريا بإيذاء الدروز في ريف دمشق وفي حال أذاهم ستؤذيه إسرائيل».
وفي وقت سابق قال كاتس: «لدينا التزام كبير تجاه أصدقائنا الدروز في سوريا ونسعى للحفاظ على تواصل معهم، نريد رؤية الدروز محميين ونعمل على ذلك بشكل مدروس. سنبقى في قمة جبل الشيخ وفي النقاط المسيطر عليها في سوريا لفترة غير محدودة، يجب أن تكون منطقة جنوب سوريا منزوعة السلاح». وهنا كشف الوزير عمليا الهدف من مزاعم “صداقته” مع الدروز في سوريا حين قال: “سنبقى في قمة جبل الشيخ وفي النقاط المسيطر عليها في سوريا لفترة غير محدودة”، فهذا هو الهدف الحقيقي والهم الحقيقي – التوسّع الاحتلالي.
قيادة مدينة جرمانا وجّهت بيانها إلى شعبها السوري كله بجميع اطيافه، فقالت:
“أهالي بلدنا الحبيب وجوارنا الدمشقي وعموم أهلنا في سوريا الحبيبة، نتشارك واياكم المصاب الجلل الذي وقع ليلة أمس (السبت) في مدينة جرمانا والذي أودى بحياة احمد الخطيب وإصابة شخصين اخرين على يد مجموعة غوغائية غير منضبطة لا تنتمي الى عرفنا ولا الى عاداتنا او تقاليدنا المعروفية. وإنا إذ نطلب الرحمة لروح الفقيد الذي نعده واحدا من أبنائنا ونتمنى الشفاء العاجل للمصابين، نؤكد اننا لن نتساهل في كشف ملابسات وفاته وتسليم الفاعلين كائنا من كانوا الى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، حيث ان هذا الحادث الأليِم قد آلمنا مثلما آلم أهل الفقيد وذويه، ولن نسمح للتصرفات الفردية بأن تسيء لانتمائنا وعلاقاتنا مع جوارنا في الغوطة ودمشق وعموم اهل وطننا السوري.”

  • لمحاسبة من يبثون الفتىٰة والارتهان لأجندات معادية

وعدّد البيان القرارات التي اتخذها أهل جرمانا في اجتماع ضم رجال الدين والوجهاء، كما يلي:
1- رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون وتسليم كل ما تثبت مسؤوليته عن هذا الحادث الأليم للجهة المختصة حتى ينال جزائه العادل.
2- العمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا وبأسرع وقت وبكفاءات قادرة على إدارة الواقع بحكمة واقتدار وتهيئة كافة الظروف المناسبة لضمان حسن سير عملها.
3- أكد المجتمعون على ان جرمانا وعبر تاريخها لم تكن يوما الا جزء من غوطة دمشق ولن يكون لها يوما عمقا اخر غير العمق الدمشقي والسوري، وان الحرص الدائم على هذه العلاقة التاريخية المتجذرة في صون وحسن الجوار هو ثابت من الثوابت التي لا يمكن التنازل او التخلي عنها.
4- أكد المجتمعون على اننا كنا ولم نزل جزءا اصيلا من هذه البلاد لم نهن او ننهزم ولذا نرى انه من الضرورة محاسبة جميع الافراد والجهات التي تسعى الى بث الفتىٰة والتفرقة وتأجيج الخلافات او الارتهان الى اجندات معادية، وعدم السماح لاي كان ببث الشقاق بين مكونات الوطن الواحد.
5- كما ونطلب من الجهات المعنية ان تفتح تحقيقا رسميا بملابسات الحادث الذي وقع في قسم شرطة الصالحية وما تضمنه من إساءة تعامل وإطلاق النار على عدد من الأشخاص مكلفين بالتواصل مع ضباط القسم لحل مشكلة وقعت سابقا في المدينة وأدى إلى إصابة شخصين من المتواجدين مع الوفد”.
وأكدوا بصوت واضح في ختام البيان: “إن مدينة جرمانا التي طالما تغنت بانها سوريا الصغرى ومدينة السلم الأهلي والعيش المشترك لن تدّخر فعالياتها الاجتماعية والروحية وعقلاؤها جهدا في الحفاظ على هذه الصورة بجميع الوسائل المتاحة. حفظ الله هذه البلاد من شر الفتنة وموقديها وكتب لها الخير والمحبة والسلام”.
وقال عضو مجموعة العمل الأهلي بمدينة جرمانا بريف العاصمة السورية دمشق، ربيع منذر السبت: “نحن عرب سوريون ومتمسكون بأرضنا ولم نطلب حماية من أحد”. وأكد في تصريحات لقناة “الجزيرة”، إن الإدارة السورية سترد على رئيس حكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و”لن نسمح باستخدامنا”، مضيفا “نعمل لتسليم المتورطين في حادث إطلاق النار للسلطات”.
على صعيد متصل، قالت وكالة الأنباء السورية “سانا”، اليوم الحد، إن قوات الأمن السورية بدأت في الانتشار داخل مدينة جرمانا. ونقلت وكالة سانا عن مدير أمن محافظة ريف دمشق، قوله: “إن قواتنا بدأت الانتشار داخل مدينة جرمانا لإنهاء حالة الفوضى والحواجز غير الشرعية لمجموعات امتهنت القتل والسطو بقوة السلاح”.
وأضافت “سانا” عن مدير أمن محافظة ريف دمشق: “لن تبقى بقعة جغرافية سورية خارج سيطرة مؤسسات الدولة ولمسنا من أهالي مدينة جرمانا تعاونا كبيرا في هذا الشأن”.
وقالت قتاة “سكاي نيوز” إن الهدوء عاد لمدينة جرمانا عقب الأحداث التي شهدتها على مدار الجمعة والسبت، وذلك بعد أن تم الاتفاق على انسحاب كامل الفصائل المحلية في ضاحية جرمانا قرب دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان قد جرى في وقت سابق من السبت، اشتباك بين عناصر من الأمن العام مع مسلحين من جرمانا في ساحة السيوف بالمدينة، مما أدى إلى إصابة مسلح بحالة قطع وريد، تم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، وتوقيف عنصرين من الأمن العام.

  • جنبلاط يحذّر من مكائد إسرائيل

ومن جهته، دعا الرئيس السابق لـ”الحزب التقدمي الاشتراكي”، اللبناني وليد جنبلاط، الأحد، الدروز في سوريا إلى الحذر من مكائد إسرائيل . وقال خلال مؤتمر صحفي: “على الأحرار في جبل العرب (الدروز) الحذر من المكائد الإسرائيلية في سوريا”.
وتابع: “هناك مشروع تخريب للأمن القومي العربي، وسأذهب مجددا إلى سوريا لبحث ما يحصل، وطلبت موعدا من (الرئيس السوري أحمد) الشرع للقائه الأسبوع المقبل”. ومتحدثا عن الدروز، أضاف جنبلاط: “الذين وحدوا سوريا أيام سلطان باشا الأطرش لن يستجيبوا لدعوات نتنياهو”.
وأكد جنبلاط أنه “يتعين على الأحرار في جبل العرب (الدروز) الحذر من المكائد الإسرائيلية في سوريا”، مشددا على أن “إسرائيل تريد استخدام الطوائف والمذاهب لمصلحتها وتفتيت المنطقة”. وأضاف: “كنا وسنبقى ضد الصلح مع إسرائيل إلى أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة”، متابعا: “نعول كثيرا على الشخصيات العربية السورية من كل الأطياف لمواجهة مخطط إسرائيل الجهنمي”.
وأكمل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي: “في جنوب لبنان هناك احتلال”، لافتا إلى أن “هناك مشروع تخريب للمنطقة والأمن القومي العربي في سوريا وفلسطين”.وأردف وليد جنبلاط: “الدول العربية لن تكون بمنأى عن التخريب والتفتيت وعلى قمة القاهرة الانتباه لذلك”، مستطردا: “إسرائيل تريد تحقيق مبدأ إسرائيل الكبرى ومنع ذلك مسؤولية القادة العرب قبل فوات الأوان”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .